الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

علي أبو العلا.. شاعر مكة
عبدالله بن يحيى المعلمي *

عندما أطلق والدي الفريق يحيى المعلمي رحمه الله تعالى على الأستاذ علي أبو العلا لقب (شاعر مكة) احتج البعض، وقالوا أليس في تاريخ مكة المكرمة من هو أكثر تدفقاً وشاعرية من الأستاذ أبي العلا؟ طرحت هذا السؤال على والدي فقال: بلى .. ولكني لا أعرف من شعراء مكة من كانت مكة غالبة على شعره كأبي العلا.. ثم أضاف.. وتكفيه قصيدته التاريخية التي ألقاها أمام جلالة الملك خالد رحمه الله وطالب فيها إقامة جامعة في مكة المكرمة، واستجاب جلالته فوراً لهذا الطلب، وكلف ولي عهده آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله بالإعلان في الحفل نفسه عن تأسيس جامعة أم القرى.. قال.. تكفيه تلك القصيدة التاريخية لتكون مبرراً لأن يحمل هذا اللقب.
لقد ربطت والدي رحمه الله بالأستاذ علي أبو العلا صداقة عميقة.. جمع بينهما حبهما الكبير لمكة المكرمة، وتذوقهما للأدب والشعر، واحترامهما للغة العربية وتراثها وأصالتها، واشتراكهما في العديد من المنتديات الثقافية والفكرية، وجمع بينهما أيضا سجلهما الحافل في الخدمة العامة.
لقد اشترك والدي مع الأستاذ أبي العلا في أن كلا منهما قد أدى دوره كاملاً في مجال الخدمة العامة، حيث وصل والدي إلى أعلى الرتب العسكرية، وتسنم مواقع قيادية في العديد من أجهزة الأمن الداخلي.. وكذلك فلقد تنقل الأستاذ أبو العلا في عدد من المناصب القيادية في القطاع الحكومي، كان من بينها رئاسته لبلدية جدة وعمله وكيلاً لإمارة منطقة مكة المكرمة.
ومع أنني أظن أن التاريخ سيحتفظ لهذين الرجلين بمكانتهما العملية، إلا أنني أحسب أن كلا منهما سوف يذكره التاريخ أكثر بصفتهما الأدبية والفكرية، فوالدي ترك ولله الحمد من العلم النافع أكثر من أربعين كتابا في مجالات دراسات القرآن والحديث والسيرة والتاريخ والأدب والاجتماع واللغة العربية والأمن والقيادة، في حين أن الأستاذ أبو العلا أمد الله في عمره قد أنتج عدداً مماثلا من المؤلفات والدواوين الشعرية في مجالات متنوعة، وأظن أنه يفخر ويحق له أن يفخر بهذا الإنتاج الثر، وبأن يحمل لقب (شاعر مكة) أكثر من فخره بأي رصيد آخر مع وفرة ماله من رصيد في مجالات عدة.
لقد حرصت عندما تشرفت بحمل مسئولية أمانة محافظة جدة أن ألتقي بكل من تمكنت من لقائه ممن سبقوني إلى هذا الموقع، ومن هنا بادرت بالاتصال بالأستاذ علي أبو العلا للسلام عليه والاستنارة بنصائحه ومرئياته، فسارع حفظه الله إلى دعوتي مع زميلي معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور خالد نحاس إلى حفل تكريمي في منتداه الأدبي في مكة المكرمة، فكان بذلك سباقا إلى المكارم كعادته، وإنني لسعيد جداً أن أتمكن من المشاركة بهذه الكلمات البسيطة في تكريمه والتعبير عن التقدير والعرفان له، ولمسيرته الندية في حقول الخدمة العامة والفكر والأدب والشعر، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمره في طاعة الله، وأن يسبغ عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يجزيه خير الجزاء عن كل كلمة كتبها أو خطوة مشاها في سبيل الله، كما أقدر لجريدة الجزيرة هذه البادرة النبيلة والله الهادي إلى سواء السبيل.


* أمين محافظة جدة

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved