الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

علي أبو العلا: مجموعة إنسان
عاصم علي أبو العلا

بدءاً أحب أن أشكر جريدة الجزيرة على مشروعها الثقافي الرائع بتكريم رواد ورموز الأدب في بلادنا.. التكريم الذي يجيء من خلال هذا الملف الصحفي عن المثقفين والمفكرين والمبدعين.. وهو مشروع يحمل من الدلالات ما يعكس الأهداف الكريمة للقائمين على هذا الملحق الثقافي وعلى رأسهم الأستاذ الأديب إبراهيم التركي مدير تحرير الشؤون الثقافية بالجزيرة.
ولأن التكريم اليوم يجيء عن والدي الشاعر علي أبو العلا فقد وجدت نفسي في حيرة وأنا أحاول أن أمسك بالقلم للكتابة عن واحد من أهم الرموز في حياتي كأب حان.. وكأخ صديق قريب من قلبي ملتصق بذاتي ونفسي.. وكشاعر مرهف الحس متوقد العبارة جلي الصورة.. وكشخصية اجتماعية ذات حضور مدهش في المجتمع.. وكإنسان تتجلى فيه الصور بأسمى معانيها.
علي أبو العلا الرجل العصامي الذي نشأ يتيم الأب حيث أن والده توفي قبل أن يكمل السنتين من عمره، اجتهد.. ودرس.. وتعلم وعمل في حقول شتى حتى وصل إلى ما وصل إليه من علم وثقافة ومكانة اجتماعية وأدبية، فهو الأجدر والأحق بأن يكون رمز حياتي ومثلي الأعلى.
حقيقة إن الحديث عن الوالد والأخ والصديق والشاعر والإنسان (علي أبو العلا) من وجهة نظري أراه من الصعوبة بمكان على المقربين منه الملتصقين به.. وذلك لما يشعر به أولئك من صعوبة الأخذ بجانب من شخصيته وترك أخرى ليس لأنها مكملة لبعضها.. ولكن لأن كل جانب يمثل تاريخاً ومستقبلاً يضيء للآخرين من حوله.
علي أبو العلا.. (وليسمح لي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل باستعارة عبارته هنا) مجموعة إنسان.. نعم علي أبو العلا مجموعة إنسان أنى نظرت إليها تعكس لك جانباً براقاً من شخصيته.
شخصية متعددة العطاءات.. تحار في الإمساك بجانب وترك آخر.. فكلها روافد.
علي أبو العلا.. الوالد.. (أمد الله في عمره) غمرنا بحبه ونحن صغار وأحرجنا بأخوته عندما كبرنا وأصبح يعاملنا كأصدقاء.. لم يضع أمامنا حواجز طيلة هذا العمر الجميل معه.. بل كان يتجاوز كل الرسميات.. ويحول الحياة العملية والرسمية إلى أخوية ودية تصل في مراحلها إلى الطفولية لبراءة التعامل وشفافيته.
وعلي أبو العلا المسؤول والشخصية الاجتماعية حول حياتنا إلى كرنفال من اللقاءات والاحتفاء بالآخرين والتعامل المنصهر في خدمة الإنسان والوطن والمجتمع وعلي أبو العلا الأديب والشاعر والمثقف (وهذه تمثل مربط الفرس) لأنها تجمع من شخصيته سمات كثيرة تغلف تعامله مع الآخرين.
فالشاعر علي أبو العلا نذر شعره لخدمة دينه ووطنه ومليكه وقضايا مجتمعه خلال ما يزيد عن نصف قرن ناقش فيها العديد من القضايا الوطنية والمطالب الاجتماعية التي كان أبرزها قصيدته أمام الملك خالد رحمه الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد والتي عرض فيها حاجة أهل مكة لجامعة تلبي احتياجات طالبي العلم في مكة.. فما كان من الملك خالد رحمه الله إلا أن استجاب في نفس الحفل وأمر بجامعة أم القرى.
وعلي أبو العلا المثقف والأديب والكاتب الذي نذر نفسه للاحتفاء بالأدب والمثقفين والمبدعين وكل من يخدم هذا الوطن (كل في مجاله) فكان أن قام بعمل منتدى أبو العلا.. الذي أخذ على عاتقه مسؤولية التكريم والاحتفاء برجالات المجتمع والفكر.. ولم يتوقف إلا منذ عدة أشهر بسبب ظروف مرض الوالد (شفاه الله) ولكنه سيعود بإذن الله قريباً.
علي أبو العلا.. وأكررها ثانية وثالثة مجموعة إنسان أحبت الدين والمليك والوطن والمجتمع فأحبه الناس.. وأنا أجيء ضمن الذين أحبوه بجنون ولذلك أعجز عن كتابة ما يستأهله علي أبو العلا.. ولكني أترك للتاريخ لكي يكتب ذلك.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved