الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

علي أبو العلا يمثِّل جامعة زاخرة
د. زهير محمد كتبي

الأستاذ علي أبو العلا شاعر أصيل اجتمع له صدق الشعور الذي يضمنه النظم المحكم المبرأ من عيوب القافية وبناء الكلمات في مواضعها، وشعر شاعرنا المطبوع الأستاذ علي أبو العلا شعر الطبع والصدق المبرأ من التكلف والزيف، حيث تظهر الأصالة في الرؤية الإبداعية نابعة من جوهر أبو العلا الأصيل الذي استطاع من خلاله أن يصل الشعر والمتلقي بواقع رقيق وقالب فريد ومصدراً للإمتاع والمؤانسة. وشاعرنا الحبيب شاعر يتغنى بالإنسان وبملحمة الإنسان كما صنع الشعراء الأصلاء في كل زمان ومكان. ونلحظ ذلك بارزاً وجلياً في شعره عن مكة مهد الصبا وعن وطنه الكبير السعودية.
وشاعرنا أبو العلا في عموديته وأصالته وصدقه الفني قريب من مدرسة شوقي مع ما يجيء في شعره بخاصة في غزواته من إبداعات رومانسية حالمة وهو بحق شاعر الأصالة لما فيها من سلامة الصياغة وجمال الأسلوب وصدق الأداء. وهو شاعر العمودية فهو يحافظ على عمود الشعر العربي وكل القيم الجميلة المأثورة في نظم القصيدة. وهو بذلك أحد صناع الأجيال والشعر المعاصر على امتداد بلاده من مآثر إسلامية فكان لهذه جميعاً من ذكرها عبر أزاهير ديوانه التي حفلت بأعظم المناسبات الدينية المنداه برسالة الإسلام الخالدة التي حمل لواءها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أننا نراه صادقاً في قصائده الوطنية وقصائده النابعة من وجدان ابن الأمة، ونرى ذلك لحظة ما يدعو أبناء الأمة العربية أن يسيروا على هدي الرسول الأعظم كما نلحظ شاعرنا عندما يتسامى بوجدانياته ويذوب ذوب العاطفة القوية المفعمة بالجمال، فاكرم به شاعرا مفكرا يدفع بأمته ويحثها لتحقيق رسالة النور والحضارة. وشاعرنا شاعر ذو مواقف أيضاً واضحة نلحظها في رفضه التغيير في إطار الشعر العربي بموسيقاه وغنائيته حيث وقف وقفة صامدة مصرة في الصف المعارض لحركة الغزو الفكري التي تستهدف الشكل والمضمون من التنويع في القوافي إلى المزاوجة بين الأوزان إلى الاعتماد على وحدة التفعيلة إلى الشعر المرسل الشعر المنشود إلى ما يسمى بشعر الحداثة وهو بذلك ينطلق من أصالته ورقي فكره وقلمه.
ولكل إنسان مبدع مواطن عدة ومراحل عظيمة يبرز من خلالها تميزه وتفرده والأستاذ الأديب الشاعر الكبير علي حسن أبو العلا قدرة أدبية وطاقة فكرية ناضجة وواعية خدمت هذا الوطن الحبيب بكل حب وإخلاص وتفان.
خدم الحركة الأدبية والثقافية والتاريخية والشعرية بل حتى خدماته وصلت العمل الإداري المسؤول وكل ذلك يعني أن الأستاذ القدير علي حسن أبو العلا يمثل جامعة زاخرة بكل ما يميز هذه القامة سواء كشاعر أو كمفكر أو كمسؤول ويتوج ذلك كله التواضع الجم وعمق النظرة المسايرة للعصر والمواكبة لإبداعاته.
وبالنسبة لي فإن هذا الرمز الأدبي العظيم أضاف لي الشيء الكثير واستفدت منه ومن مراحل أدبه وفكره الراقي ما يمكن أن يكون لي بمثابة شهادة علمية أتوشح بها مدى حياتي. ولعلي في كتابي (أبو العلا شاعر الأصالة والصدق) والذي تطرقت من خلاله للمحات من روائع أبو العلاء وفرايده العديدة لا أبالغ إذا ما قلت إنه بحق جامعة أدبية وأكاديمية راقية للأدب والنجاح الذي استطاع شاعرنا القدير عبرها أن يبرع كمسؤول ويتميز كأديب.
ولقد حاولت من خلال كتابي عنه والذي يعتبر المرجع الوحيد عن الأستاذ علي أبو العلاء إبراز جوانب مهمة في شخصية هذا الرجل الكبير المكي بما يمكن أن يكون كمرجع عن حياة وأدب رجل الإبداع الأدبي الأصيل الأستاذ علي أبو العلاء.
كما أرجو أن أكون قد وفقت في كل ما كتبته عن هذا الأستاذ الغالي متمنياً لشخصه الكريم دوام الصحة والتوفيق وسائلاً الله أن يديم على هذا العلم العالي عونه لتستمر الأصالة والكلمة الجميلة الراقية من فكره وحسه الراقي. وأشكر كل من ساهم ويساهم في تكريم هذا الهرم الأدبي والذي اعتبر أن تكريم رجل يمثل قامة علي أبو العلا تكريم للوطن ولأدبائه قاطبة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved