الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

تحية
حسين عرب *

الشعر في الدرجة الأولى موهبة.. ثم تصقلها الثقافة..
ثم تنميها المطالعة والممارسة والتجارب والنقد المتبادل بما فيه نقد الذات في التصور الشعري والاداء.
وصديقي الاستاذ الشاعر علي ابو العلا.. صاح هذا الديوان شاعر يتمتع بالموهبة الشعرية والثقافة العامة ولكن عمله الرسمي الدائم منذ صغره حتى الآن ربما شغله واثقله عن التفرغ للأدب والشعر بصورة خاصة عدا ما تناول بعض المناسبات التي نظمها في قصائد هذا الديوان.
والذين يظنون ان شعر المناسبات لا يمثل الشعر الفني او الصورة الفنية للشعر مخطئون فالشعر في معظمه منذ عصر المهلهل ابن ربيعة وامرئ القيس وشعر المعلقات ثم شعراء العصر الاموي والعباسي إلى زعماء الشعر في العصر الحديث مثل البارودي وشوقي وحافظ حفل بالمناسبات واعتنى بها وتفاعل معها بحسب تأثيره فيها او تأثره بها.
والمهم في شعر المناسبات هو ان تنصب فيه العاطفة ويتفاعل مع الوجدان ويعبر عن الآلام والآمال.. تعبيراً صحيحاً أو رمزياً وبهذا يكون اداء شعرياً متكاملاً..
فاذا جاء الشعر عاطفياً او غزلياً او وجدانياً، يعبر عن تصورات خاصة وانفعالات ذاتية مثل شعر عمر بن أبي ربيعة وعبدالله بن قيس الرقيات وصريع الغواني والعرجي والاحوص وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وعزيز اباظة وغيرهم... او ابي العلاء وبشار بن برد وابي نواس وابن سكره وابن حجاج ونزار قباني وامثالهم (على تفاوت في النزعات والدرجات والانتماءات والتصورات) فهذا يعطيهم احقية التربع على قمة الشعر ولكن الفرق بين الفريقين واضح، فالأول تتغلب فيه الشمولية على الذاتية او تكاد تفقده الأخيرة والثاني تتغلب فيه الذاتية او الخصوصية على الشمولية او تكاد تفقده الاخيرة وخيرهم من استطاع ان يكون في الذروة من الحالتين.
والديوان الذي نقرأه اليوم هو لشاعر موهوب ولكن الاعمال الوظيفية التي يمارسها ويضطلع بها منذ صباه ربما شغلته كثيراً عن التفرغ لذاته الشعرية وتصوراته الفنية.. ولكنه رغم كل ذلك لم يفقد ذاته الأدبية على الاطلاق بل اثبتها على المستوى الجيد، في الصورة والأداء والعفوية في الصورة والاداء هي السمة المميزة لهذا الديوان.. وإذا كان القارئ.. فإن العفوية الطبيعية التي لا تخلو من الاحساس والعاطفة بل ربما تبرزان من خلالهما بروزاً واضحا هي السمة الغالبة على الاداء في هذا الشعر وفي هذا التصوير.
وحسبي هنا ان اعبر عما قرأته وتصورته في هذه القصائد (بدون قدح او مدح) لانني لست بصدد ذلك وليس هو من شأني.
وبحكم الزمالة التي جمعت بيني ويبن الشاعر في العمل منذ عشرات السنين ثم الصداقة الممتدة والمستمرة حتى الآن فإني لن استطيع ان اقول اكثر مما قلت ربما لأنني قد اتهم بالمجاملة ومراعاة حق الزمالة والصداقة الطويلة.


* أديب سعودي راحل

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved