لك يا عليٌّ في البلاد مكانة |
بك أنت تدعى في الفخار أبو العلا |
دوَّت بشعرك في البطاح منابر |
وبنثرك المختار آفاق الملا |
ما أنت في هذا وذاك سوى امرئٍ |
بالعبقرية قد تحلى وانجلى |
ولقد حباك الله خير بديهة |
فيها غدوت بما شدوت مؤثلا |
ولا غرو يا ابن المروتين فإنما |
بهما النبوغ افتر ثغراً أوَّلا |
أراك منهم في الذؤابة شاعراً |
أو ناثراً ومكبراً ومهللا |
بكل ما أوتيته من حكمة |
كنت المبرز باليراع مهرولا |
بل إن فيك خلائقاً أكرم بها |
عزَّت على من نافسوك تطولا |
ما في بيانك ثغرة لمجادل |
بل إنه كالتاج شع مكلَّلا |
فيه الوفاء لمن مضوا بمناقب |
هيهات تحصى وهي أثمن ما غلا |
ولا بد أن نتعرف على الشاعر في عالمه الخاص قبل أن ندخل عالمه الشعري فهو الشيخ علي أبو العلا شاعر مكة المكرمة وابنها البار وصاحب النشاط الإنساني الاجتماعي والنتاج الأدبي الشعري الرائع المفيد. |
لقد طوف بإحساسه وعواطفه في العالم الإسلامي والعربي يتغنى في غنائه، ويشجي في أحزانه ولا تكاد تمر مناسبة دون شعره، إنه شاعر المناسبات وللشاعر علي رد مفحم مقنع في قوله (وهل الشعر إلا مناسبات). |
والشيء الآخر الذي يتسم به شعره أنه وهو في مكة المكرمة يتغزل ويرثي حتى أم كلثوم وأذكر أنني كنت ألقى محاضرة في نادي مكة الثقافي.. وكانت أمسية شعرية اعترض خلالها بعض الحاضرين على رثاء أم كلثوم، ولكن الشاعر علي أبو العلا لا يجد غضاضة إطلاقاً في أن يكتب ما يشعر به. |
|
أ.د.محمد مصطفى هدارة |
|
**** |
شاعر المناسبات |
الشاعر علي أبو العلا من الشعراء السعوديين المحافظين على نهج القصيدة العربية الأصيلة في مضمونها وشكلها وفي معانيها ومبانيها جمع في ديوانيه (بكاء الزهرة وسطور على اليم) قصائد في الأغراض المعهودة والموضوعات الطارئة في المناسبات الدينية والوطنية والمأساوية.. فجاء شعره ينبض بخلجات المشاعر الوجدانية الصادقة وإن تلك المشاعر لتتجلى في أي مناسبة متحولة في النهاية إلى شحنات من الرؤى الدينية والحماسة الوطنية والعربية والسبحات والأجواء الروحية الإسلامية. |
إن الحس الديني لدى الشاعر وليد تاريخ طويل لأنه مرتبط بمكة المكرمة مسقط رأسه متشخصة في ذهنه وخياله وتوحي له، صوراً مشرقة عن الرسالة المحمدية وما كللتها من أحداث دينية واجتماعية وما رافقتها من ملاحم واحتدام وصراع وانتصار ومعجزات وانبهار. |
ومما أبقى هذا الحس الديني في قلب شاعرنا علي أبي العلا هو بقاؤه مدة طويلة في مكة المكرمة حيث تعددت مناصبه الإدارية ومهماته في إمارتها. |
فجاء حبه لها يجمع الذاتية الوجدانية والوطنية متألقاً في عالم الروحانية. |
فينساب في عروقه مع دمه هذا الحب المكي المرتبط بها دوماً: |