الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

هؤلاء .. وأبو العلا ..
السهل الممتنع
الشيء الذي أستطيع أن أقرر من سماعي لبعض ما نظم الشاعر من قصائد وما ألقاه في المحافل، ومن قراءة ما قرئ عليّ من هذا الديوان أن شاعرنا لا يتكلف شعره، بل هو دفقة شعوره الصادق تنبثق منه طواعية من غير اختيار.
وشعر المديح عنده ليس شعر تكسب، فهو إذا مدح غير طامع، وإنما هو يتخذ مديحه لتكريم من يمدحه، وما هو في ذلك بمجبر على غير ما يريد، ولا مجبر على المديح، وإنما هو يكره بشعره من استحق تكريمه.
ولهذا لا يستطيع ناقد شعر على أبو العلا إلا ان يوافقه على ما خلع على ممدوحه من البرود الموشاة بالنفيس الغالي.
وعندما يتفق السامعون والقارئون مع الشاعر في مديحه يكون هنا الاتفاق شهادة منهم على صدق الشعور الذي ينتفي معه التكلف والنفاق ويبقى صدق التعبير الذي يقدره ويتبين الإعجاب الذي دفع جماهير سامعي شعره حينما ألقاه بين يدي ممدوحه على الاستعادة والتصفيق اليدوي.
وموجز القول إن شعر الأستاذ شعر طبيعي أصيل اجتمع له صدق الشعور وصدق التعبير مع توافر موسيقى الفن الشعري الذي يضمنه النظم المحكم المبرأ من عيوب القافية ونبو الكلمات في مواضعها، وبذلك يكون شعر شاعرنا المطبوع الأستاذ علي أبو العلا، شعر الطبع والصدق والصحة المبرأ من التكلف والزيف.
فلصديقي العزيز التهنئة على شعره.


أحمد عبدالغفور عطار
مكة المكرمة


***
لك ياعليّ
من قصيدة وردت في مقدمة الديوان الأول الموسوم (بكاء الزهر):
لك يا عليٌّ في البلاد مكانة
بك أنت تدعى في الفخار أبو العلا
دوَّت بشعرك في البطاح منابر
وبنثرك المختار آفاق الملا
ما أنت في هذا وذاك سوى امرئٍ
بالعبقرية قد تحلى وانجلى
ولقد حباك الله خير بديهة
فيها غدوت بما شدوت مؤثلا
ولا غرو يا ابن المروتين فإنما
بهما النبوغ افتر ثغراً أوَّلا
أراك منهم في الذؤابة شاعراً
أو ناثراً ومكبراً ومهللا
بكل ما أوتيته من حكمة
كنت المبرز باليراع مهرولا
بل إن فيك خلائقاً أكرم بها
عزَّت على من نافسوك تطولا
ما في بيانك ثغرة لمجادل
بل إنه كالتاج شع مكلَّلا
فيه الوفاء لمن مضوا بمناقب
هيهات تحصى وهي أثمن ما غلا
أحمد إبراهيم غزاوي رحمه الله
***
كل الأمجاد وكل التراث
لقد تحدث الكثيرون عن الأستاذ علي أبو العلا، لكن لفت نظري ديوان شعره (سطور على اليم) فهو يحتفظ في ثناياه بكل الأمجاد وكل التراث ودعوني اقرأ عليكم بعض ما ظفرت به عندما غصت في أعماق هذا اليم:
آليت اكتم أنَّتي بفؤادي
ولظلم غيري لا أكون البادي
فلقد خبرت الناس في أوضاعهم
وبذلت لكن قد جنيت تعادي
ولقيت من كيد الحسود وظلمه
ومشيت لكن فوق شوك قتاد
عاشرت أقواماً سعدت بودهم
زمناً وفزت بصحبة الأمجاد
وبقيت عمري لا أزال أحبهم
وبهم ومنهم كم لقيت أيادي
وإذا مضى منهم لرحمة ربه
فرد خلوت لحرقتي وسهادي
شكيب الأموي
***
أصالة وعبقرية وجودة
يتميز شاعرنا أبو العلا في شعره بحفاوته بالتراث وعنايته به، واهتمامه بكل ما يتصل بشعرنا العربي، في قديمه الموروث وحديثه المعاصر، وهذه العناية بالتراث الشعري أكسبت شعره أصالة وعبقرية وجودة كما أكسبته عذوبة موسيقية ودقة أسلوبية واضحة في قصائده المتنوعة والمضامين والأغراض..
د. محمد عبدالمنعم خفاجي
***
فارس من الشعراء الكبار
إنه فارس من هؤلاء الشعراء الكبار الذي وفَّى لتراث أمته ولا يزال متمسكاً بالكلمة الأصيلة وبالنغم الراقي، إنه الشاعر الكبير الأستاذ علي أبو العلا المعبر عن نفسه أجمل تعبير في انطلاق وعفوية وبساطة وسلاسة فلا نحس في شعره السارح في ميادين مختلفة من القول أولها إحساسه بذاته وتعبيره عن ذاته وهو ليس تعبيراً متورماً أو متضخماً بل فيه بساطة الفنان والإنسان كما نلمح في دواوينه (بكاء الزهر) (سطور فوق السحاب) (سطور على اليم) (من الزوايا وللتاريخ) فهو صادق في التعبير عن نفسه في قوله:
إن كان كل محب شاقه وطن
مثلي فحبي فخراً جيرةُ الحرم
ولا بد أن نتعرف على الشاعر في عالمه الخاص قبل أن ندخل عالمه الشعري فهو الشيخ علي أبو العلا شاعر مكة المكرمة وابنها البار وصاحب النشاط الإنساني الاجتماعي والنتاج الأدبي الشعري الرائع المفيد.
لقد طوف بإحساسه وعواطفه في العالم الإسلامي والعربي يتغنى في غنائه، ويشجي في أحزانه ولا تكاد تمر مناسبة دون شعره، إنه شاعر المناسبات وللشاعر علي رد مفحم مقنع في قوله (وهل الشعر إلا مناسبات).
والشيء الآخر الذي يتسم به شعره أنه وهو في مكة المكرمة يتغزل ويرثي حتى أم كلثوم وأذكر أنني كنت ألقى محاضرة في نادي مكة الثقافي.. وكانت أمسية شعرية اعترض خلالها بعض الحاضرين على رثاء أم كلثوم، ولكن الشاعر علي أبو العلا لا يجد غضاضة إطلاقاً في أن يكتب ما يشعر به.
أ.د.محمد مصطفى هدارة
****
شاعر المناسبات
الشاعر علي أبو العلا من الشعراء السعوديين المحافظين على نهج القصيدة العربية الأصيلة في مضمونها وشكلها وفي معانيها ومبانيها جمع في ديوانيه (بكاء الزهرة وسطور على اليم) قصائد في الأغراض المعهودة والموضوعات الطارئة في المناسبات الدينية والوطنية والمأساوية.. فجاء شعره ينبض بخلجات المشاعر الوجدانية الصادقة وإن تلك المشاعر لتتجلى في أي مناسبة متحولة في النهاية إلى شحنات من الرؤى الدينية والحماسة الوطنية والعربية والسبحات والأجواء الروحية الإسلامية.
إن الحس الديني لدى الشاعر وليد تاريخ طويل لأنه مرتبط بمكة المكرمة مسقط رأسه متشخصة في ذهنه وخياله وتوحي له، صوراً مشرقة عن الرسالة المحمدية وما كللتها من أحداث دينية واجتماعية وما رافقتها من ملاحم واحتدام وصراع وانتصار ومعجزات وانبهار.
ومما أبقى هذا الحس الديني في قلب شاعرنا علي أبي العلا هو بقاؤه مدة طويلة في مكة المكرمة حيث تعددت مناصبه الإدارية ومهماته في إمارتها.
فجاء حبه لها يجمع الذاتية الوجدانية والوطنية متألقاً في عالم الروحانية.
فينساب في عروقه مع دمه هذا الحب المكي المرتبط بها دوماً:
يا مكة الخير بي شوق يتيمني
إلى حماك ويستهوي هواك دمي
فمن ثراك نما جسمي ومقدرتي
ورحمة الله جاءت بي من العدم
فكنت موطن أحلامي وتنشئتي
بين القداسة عبر الأشهر الحرم
وتتوالى القصائد في الديوانين، مثل هذا التدفق من الشعر الإسلامي كلما واجهت شاعرنا أبا العلا المناسبة الدينية والوطنية كالبعثة النبوية والإسراء والهجرة ومعركة المصطفى مع قريش.. وغيرها من السير النبوية فضلاً عن المناسبات الوطنية وخصوصاً الإنجازات الدينية للأماكن المقدسة.
ويصوغ الشاعر أبو العلا أخباراً ومعلومات في السيرة النبوية معروفة عن المصطفى كالاحتدام بين الإيمان والكفر والانتصار في نهاية الدعوة ومن المعاني التي تكررت قصة الإسراء حيث يقول الشاعر:
إلا البراق وجبريلاً وقد صحبا
في موكب المجد خير الرسل كلهم
هناك في القدس كان الرسل أجمعهم
يستقبلون قياماً وهو كالعلم
صلى إماماً وصلى خلف حضرته
وفد السماء ورسل الله للأمم
محمود رداوي
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved