الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 14th August,2006 العدد : 166

الأثنين 20 ,رجب 1427

الأنثى في التشكيل الفني
تغريد البقشي
لو نظرنا إلى مجمل الأعمال الفنية والأدبية بتفرع مجالاتها وفروعها على مر العصور لوجدنا احتلال المواضيع التي تكون المرأة لها نصيب الأسد من أي عمل فني.. فهل يا ترى نستطيع اعتبارها وقود أعمال المبدعين للرجل وللمرأة على حد سواء؟
ولو تساءلنا لِما رسم ليوناردو دافنشي الموناليزا؟ هل كانت المرأة تمثّل مشاعر إنسانية في تلك الحقبة من الزمن (عصر النهضة) وتلك الضجة التي أحدثتها تلك الابتسامة والسحر الغامض الذي يعتليها.
وهل كانت مغامرات بيكاسو الدنجوانية لها تأثير على تلك العبقرية في إبراز مشاعر المرأة وانفعالاتها في معظم لوحاته ونتخذ هنا مثالاً لوحة (المرأة الباكية) وبالتالي تعكس ما وصل إليه الفن الحديث في أوربا وما أحاط بالمرأة من ظروف, تصورها تلك الأعمال، حيث إن موضوع المرأة كان يحتل مكانة مميزة في أعمال بيكاسو إن لم يكن يحتل الصدارة.. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: من هو الذي يستطيع التعبير عن المرأة بصدق هل هو الرجل!! أم المرأة نفسها؟
هل امتلاك قلوب الرجال وحالات العشق والهيام والحب القيسي كان سبباً في أن يرجح كفة أن الرجل هو الأصدق في التعبير عنها.. لما يكنه قلبه من انفعالات وبراكين عشقيه، فهو لا يستطيع العيش والحياة والاستقرار على وجه الأرض دون أن تكون هي سبباً لتلك التفاعلات الكيميائية على فضاء اللوحة أنها الكائن اللطيف في حياته التي خلقت من ضلعه, الأنثى وحدها القادرة على أن تداوي بصداقتها وبمحبتها آلاف الجراح, وحدها تجعل كل دقيقة ملحمة من ملاحم الفروسية العاشقة في كون الرجل، هي الحنان المتمثّل في الأمومة المتفانية، بالإمكان أن تجتمع كل نساء الكون في أنثى واحدة تكفي الرجل لتكون وطناً يشتهي العيش والسكن فيه.
أما المرأة عندما ترسم فهي تعلن عن ماهيتها في بياض المساحات تعربد بكل اختلاجاتها بكل ما يحيطها ويحاصرها بفرضيات وقرارات وضغوط لمجتمع يعتبرها كقطعة من الحلوى اللذيذة تتناول متى احتاج لتفريغ شحنات فائضة.
الأنثى عندما تعبر فهي بالأصح تعبر عن ألم يتغلغل في ثنايا قلبها عن حزن دفين يتشعب في روحها عن حلم يتسامى في فضاء تسكنه تعيش فيه, عن فقد لحب تحتاج أن يحيط وجودها،عن صمت تصرخ به في مساحات تعتبرها من أقل حقوقها، هي بذالك تريد أن تبعث برسالة لتفك قيودها وتحلِّق في أنوثتها بتعبير يصفها هي ذاتها فنحن نرى من واقع المراحل الذي مرت بالفن أن معظم المواضيع التي ترسمها المرأة هي المرأة نفسها بجميع حالاتها الشعورية يعتليها نزعة لتحقيق الذات والأنا، بل ربما يكون هاجساً يتجلَّى في معظم أعمالها التشكيلية وخصوصاً التي تتسم بصيغ الرمزية والتعبيرية.
لذا أعود هنا بالتساؤل:
من يا ترى الذي سكن الآخر الرجل سكن الأنثى؟
أم الأنثى هي التي سكنت نفسها؟
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved