| إنني أبحر مضطراً على متن يراعي |
| ليس مجدافى سوى هذى حروفى وشراعي |
| ضقت بالحب فما أسطيع من فرط التياعي |
| أن أداري ألم الوجد وأجراس انصياعي |
| لجَّة الأحبار كم تعبث بي حتى الضياعِ |
| غير أني مُبحرٌ لاشيء في ثوب متاعي |
| غير أشواق تيممت بها تلك المراعي |
| *** |
| يا بلاداً جعلت في الأرض عنوان السماء |
| يا رمالاً نبتت طهرا بوديان السخاء |
| يا غيوماً سقت النسَّاك من شهد الرجاء |
| كيف أعطيك ربابات تحدث عن وفائي |
| كيف أدنو منك كي أكشف عن سرِّ ولائي |
| ليس ما يملأ أوراقي بالحروف اكتفائي |
| أرض بيت الله يا طهراً بلون الكبرياء |
| *** |
| فإذا جئت فيا مكة ردِّي لي سلاما |
| وأنصتي يا نجد فالحب حروف وندامى |
| لك أحلام بقلبي فرشها نامت وناما |
| اسمعي يا أرض بيت الله حبَّاً وغراما |
| كلما هب نسيم عبق هامت وهاما |
| أرض بيت الله يا عزة من صلَّى وصاما |
| أرض بيت الله أنت الحب بدءاً وختاما |
| *** |
| يا كراماً جعلت رايتكم للدين راية |
| يا رجالا جمعت غاياتكم للحق غاية |
| استحثوا السير فالحق على الأرض ولاية |
| لا تعيروا السمع للناعق من أهل النكاية |
| ودعوا أبواقهم تصرخ في ألف شكاية |
| إن أمراً من إله الكون عذر وحماية |
| هو أقوى من نكاية هو أقوى من دعاية |
| لن يضر الجبل الراسي غبار الفرقعات |
| ودخان الحق لن يحجب شمساً للحياة |
| فإذا ما أحرقوا أثوابهم حتى الممات |
| أو تواروا حاملين الشوك في كل الجهات |
| أو أرادوا الموت مطمورين غيظاً بالرفات |
| فهو إخبار لنا أنهم القوم البغاة |
| وهو إعلام لنا أنَّا على زين الصفات |
| فلهم أن ييأسوا ولنا لمُّ الشتات |
| *** |
| نحن لا نعرفهم إلا بقايا مذبذبين |
| نحن لا نبصرهم يوماً أتونا تائبين |
| فاقتلوهم حيث باتوا واصلبوهم حيث ماتوا |
| إن هم إلا عصابات البغاة الخائبين |
| أو دعوهم لهوام الأرض تفشي سرهم |
| كى يراها غيرهم من بقايا المذنبين |
| *** |
| أيحلون دمانا دون ذنب أن تراق |
| أيُّ إسلام بهذا قال بل أي اتفاق |
| أي آيٍ لكتاب الله يا أهل النفاق |
| أي قول لرسول الله يا أهل الشقاق |
| بل هي الفتنة صاغوها بأسماء تساق |
| ليراها كل مغرور فيا بئس الرفاق |
| فاكشفوا الزيف وعرُّوا كلَّ كذبٍ واختلاق |
| *** |
| منبع الإسلام لن أخبر عن مليار مسلم |
| كلهم قد شربوا من نبعكم من ماء زمزم |
| كلُّهم قد قبسوا من فيض نور البيت الأعظم |
| فإذا جرح بيت الله فالمليار يألم |
| وإذا جرح بيت الله فالمليار يألم |
| وإذا حزن ببيت الله فالآفاق تظلم |
| إن ملياراً هم الحرَّاس للبيت المعظم |
| أهل بيت الله أنتم فوق هذي الأرض الأكرم |
| *** |
| افخروا يوم ترون الأرض قد صانت حماكم |
| أمرت من خالق الكون بأن تحمي لواكم |
| يا لها من عزة لم تشتمل قوما عداكم |
| يا لها من منةٍ قُوموا لها شكراً مداكم |
| إن ربَّ العرش قد آثركم يوم اصطفاكم |
| لتكونوا حاملي هذا اللوا ليس سواكم |
| افخروا واستبشروا ثم استحثوا في خطاكم |