الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th November,2005 العدد : 129

الأثنين 12 ,شوال 1426

وميض
المجلات التشكيلية العربية
عبد الرحمن السليمان
ظهرت مجلة الحياة التشكيلية مع بداية الثمانينات كمجلة فصلية تصدر منها أربعة أعداد في العام الواحد، وبداية تعرفي عليها كان من العدد الرابع الذي صدر في العام 1981م عن أشهر (تموز وآب وأيلول) ومنذ بدئها كان يرأس تحريرها الناقد طارق الشريف الذي عرفناه نشطا ودؤوبا ومهموما بالفن. حافظت هذه المجلة على سماتها وشكلها لسنوات طويلة، وبالمقابل تصنيفها وحتى كتابها إلى حد كبير. كان انتظامها في الصدور غير مستقر، فوجدناها تواجه هذه المشكلة لفترات وصلت في بعض الأحيان إلى أن تصدر ثمانية أعداد في عدد واحد. والواقع هو إشكالية عربية توقفت معها عدة مجلات، إلا أن الحياة التشكيلية بحرص وعدم استسلام القائمين عليها جعلتها تعود من جديد محاولة التغلب على صعابها وظروفها التي لم يحتملها غيرها.
شهدت هذه المجلة في الآونة الأخيرة تغيراً ابتداء برئيس تحريرها الدكتور عبدالله السيد، انعكس على عدة جوانب فيها، كالتبويب الجديد والهيئة القائمة عليها (الهيئة الاستشارية) وكذلك الاهتمام بالألوان وغير ذلك، مما أسهم في النهوض بالمجلة وبعثها في حلة جديدة وإخراج أيضاً، مع حفاظ واضح على مكتسبات ومنطلقات معها كان التأكيد على هويتها العربية السورية والعالمية. صنفت موادها إلى علوم الفن ومقابلة مع فنان، وفنان عربي وفنان سوري وآخر عالمي ووضعت للتصوير الضوئي حيزا واضحا، ومعه استكتبت من جديد عدداً من الأقلام المهمة في الساحة السورية والعربية. وأجدها في حلتها الجديدة أكثر انفتاحا وجمالا.
توصلت منذ أسابيع إلى أعداد متلاحقة من المجلة، وهي أعداد سبعينية لاحق القائمون الزمن حتى لا تتأخر في الصدور متغلبين - حسب الظاهر - على الظروف الأزلية التي تواجه الإصدارات العربية الجادة والمتخصصة. وقد أسعدني هذا التواصل من القائمين على المجلة التي هي ما تبقى لنا كتشكيليين ومهتمين بالثقافة التشكيلية، بعد العديد من التجارب والمحاولات الجادة المتعثرة لأسباب كثيرة لعل أهمها (المادة) أو الدعم المادي، فمجلة فنون شرقية وهي آخر ما ظهر من مجلات متخصصة في الفنون التشكيلية تأخر ظهورها بعد عددين، وهي التي يتبناها شخص واحد كان متفائلاً بدايتها باستجابة قوية لانطلاق المجلة، وقبل ذلك أهم المجلات التشكيلية العربية (فنون عربية) التي صدرت في لندن في الثمانينات وبمظهر وجوهر ينمان عن مستوى رفيع أرادت المجموعة المثقفة التي أشرفت على إصدارها أن تكون عليه. وقاربتها أو قلدتها في عدة جوانب - مظهرية - مجلة الصورة، وصدرت في الشارقة عن دائرة الثقافة والإعلام وكنا أيضا تفاءلنا بتطور المجلة وانتظامها وغناها، ومع أن هذا الجانب من الأمور المقدور عليها في مثل حالة الشارقة أو غيرها إلا أن عدم انتظامها أو موسميتها أو تحركها حسب ظروف أو رياح الوقت يجعل من هذا الالتزام أو الانتظام صعبا أو شبه ذلك. من المجلات التي تنامت وفق جهد محدود تلك المجلة التي تصدرها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، فبعد أن كانت تنسخ بالاستنسل نجدها اليوم مجلة ملونة منفتحة على التجارب العالمية، لعلها انعكاس للتجربة التشكيلية أو لبعض نماذجها في الإمارات العربية المتحدة، وظهرت مجلة باللغة الإنجليزية - تمنيتها بالعربية - في دبي هي كانفاس وصدر منها عددان -حسب علمي-.
المجلات التشكيلية في البلدان العربية لم تكن ذات يوم شكلا موازيا لهذه الحركة التي تجاوز عمرها القرن، ففي مصر وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما تونس والسودان وغيرها لم يستمر الجهد الفردي لتثبيت عمل جاد منتظم يواكب الساحة العربية على الأقل بشكل دوري، يتمكن الفنان والباحث العربي أن يتواصل من خلاله مع العالم. ومع أن الثقافة بأهيمة الممارسة الفنية إلا أن هناك شبه محاولة لتغييب الدور الثقافي للفنان العربي، وهو أحد الإشكاليات التي تواجه الكثير منا.
وبقي التمني أن يتواصل صدور (الحياة التشكيلية) متغلبة على ظروفها، وأن تصل إلى الفنان والمثقف والمهتم العربي في أي بقعة عربية دون عناء.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved