Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
الملف
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 
نجوى القلب..!
محمد الزينو السلوم

 

 

مهداة للدكتور الشاعر عبدالله صالح العثيمين

لقاؤك يرسم الآفاق قربا

ووجهك يملأ الأعماق حبا

ونجوى القلب من ذكرى لذكرى

كأسراب الطيور، وكيف تأبى؟!

هي الأيام في مدٍّ وجذرٍ

كموج البحر، تزرع فيك رعبا

فمن ليلى إلى ليلى تناءت

دروب الحي، زاد القلب رأبا

فؤادي لم يذق طعم الأماني

على ذكر الحبيب يهيم صبا

على ذكر الحبيب سعى ولبّى

ولا لن يرتجي بُعداً وغلبا

إلى ليلى الوصال يتوق دوماً

سلبت القلب ما أحلاه سلبا

حبيبي والوصال غدا قريبا

على نأي له يزداد قربا

فيافيكم بلا ظل وتزهو

بها الأرواح حيث القلب لبى

قطعت قفاركم وصلا وحبا

لخلٍّ أرتجي أهلا وصحبا

وقاسيت العذاب وعل صبري

فؤادي ما اشتكى في الدرب صعبا

وذقت المر حتى مر طيفٌ

فأشفى الجرح، حيث ركبت دربا

وطرت على جناح العشق حتى

نزلت رياضكم فارتحت قلبا

مضى زمنٌ ولا خبرٌ أتانا

سألنا عنكم شرقاً وغرباً

وحار القلب يبحث عن سبيل

ولا جدوى، يصب الشرق صبا

يؤجج شوقه الذكرى فتقوى

وتعصف، لا يرون الشوق غلبا

يروح يعلل الأسباب كيما

يخفف وقعها والروح تأبى

(عثيمين الوفاء) وكيف أنسى

لقاء كان في أرجاء (شهبا)

أفاض الحب شعراً حيث كنتم

كما الينبوع، يحلو النبع شربا

وفي الشهباء أبدعتم قصيداً

له تهفو النفوس، تفيض حبا

غرستم في حدائقنا الأماني

فأثمر غرسكمْ والقلب لبّى

ومرّ الأمس ذكرى بعد ذكرى

فأصبح طيفها حلواً وعذبا

وأزهر غصنها وانداح حبا

وقبل مجيئكم قد كان صلبا

تلونه أحاسيساً فيزهو

وتبعثه أغاريداً وشهبا

هو الإبداع في فنٍّ وسحر

إذا يأتي القصيد يهب هبا

كمهر لا يقر له قرارٌ

إذا ملك الزمام يشب شبا

يطير كما البراق بلا جناح

يثير غباره بُعداً وقربا

(عثيمين المحبة) حبل وصل

إذا انقطع الجاء يخب خبا

هو البدر الذي إن ترتجيه

فلا تلقى بعيد رجاه كربا

يدغدغ في حنايا الروح ذكرى

ويرسم طيفها في القلب رحبا

يريح النفس، يرفع كل بؤس

فلا يبقي بها غيما وسحبا

كطفل يرتجي حب الغوالي

إذا ما زحته يزداد لعبا

وإن أزعجته تلقى امتعاضا

برغم الغلب، لم يشبعك ضربا

كسيفٍ في مقارعة الليالي

فما يوما نبا، والسيف ينبى

هو الشهم الكريم وذاك طبعٌ

وحال النفس تأبى ثم تأبى

كما الأمواج تمضي ثم تمضي

ولا تلقى لها شطا وركبا

(عصيّتنا) تعيش بحلم نجوى

ولا جدوى، ولا أملاك عتبا

ليلقى في الزمان فسيح عيش

ومن يأتي، يعيش العمر غلبا

فإن أكرمت مثواه ترجى

ونال النفع من حُسنى وربّى

بنيه على حياء ثم تقوى

وأرضى في الحياة الله ربا

هي الأيام ذكرى بعد ذكرى

لنجواها يذوب القلب حبا

فلا تنأى عن الأحباب بعدا

ولا تسلو الحبيب وزده قربا

فليلى ترتجي وصلا لقيس

ولكن الفراق أتى وأربا

يغني بعضنا ليلى وليلى

يقاسي قلبها، يزداد جذبا

ولي ليلاي، حيث لكم ليال

تساقط نخلهن جنى ورطبا

أذوق المر كأسا بعد كأس

ولا لقيا وأملي القلب عتبا

لعلي بعد لقياكم حياتي

يبدلها اللقا أهلا وصحبا

ولولا فسحة الآمال قلبي

تأذى، لكن الآمال، تأبى

فأصعد في فضاء الله روحاً

وأرقى في الفضاء الرحب رحبا

فسبحان الذي أسرى وأسرى

بعبد الله، صار البعد قربا

إلهي قد نذرت إليك نفسي

فألهمني الصواب، وكيف تأبى

أنا عبد فقير يا إلهي

سعى قلبي إليك، وفمي لبى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة