قيلت بمناسبة صمود مصر أمام العدوان الثلاثي عام 1956م
طَعْمُ المَنُون من المَذَلَّة أعذَبُ
والمَوتُ من عَيشِ المَهَانة أطيبُ
من رَام أن يَحْيَا حَيَاةً حُرَّةً
خَاضَ المعاركَ والفَوَارس تضربُ
والموتُ ما دام الطَّريق إلى العُلا
أَحْرَى بأن تَسْعَى إليهِ يَعْرُبُ
رُوحُ الشَّهامةِ في دمَاها فِطْرَةٌ
مَجْبُولةٌ فَمَعِينُها لا يَنْضَبُ
كم سجَّل التَّاريخُ عن أمجادِهَا
صُوَراً يَتيهُ بها الخلودُ ويَطْربُ
في كلِّ شِبْرٍ من حِماها وَثبةٌ
وبكلِّ رَبعٍ ثَورةٌ تَتَلهَّبُ
وعلى ضِفَافِ النِّيلِ يرفع قائدٌ
عَلَم الإِباء بِهمَّةٍ لا تُغلَبُ
جعلَ الكِنانةَ قلعةً أركانها
تُخْشَى من البَاغِي الحّقُودِ وتَرهبُ
هَالَ الغُزَاةَ الطَّامعين صُمُودُه
فالرُّعبُ في مُهَج الأعادي مُشْرَبُ
في مسمعِ الدُّنيا يُزَمْجرُ غَاضِباً
هيهات - أعداءَ الحِمَى - أن تَقْربُوا
عَزَماتُنَا لن تَسْتَكينَ وشعبُنَا
جَيشٌ علَى خَوضِ الحُروب مُدَرَّبُ
إنْ رُمتمُ أن تَسْتبيحُوا أرضَنَا
فالأُسْدُ تثأرُ للعَرينِ وتَغْضبُ
والمَارِدُ الجبَّار حطَّم قَيدَه
سيهدُّ أركانَ العِدَا ويُخَرِّبُ