Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
نصوص
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 
لم أعد بحاجة إلى جسدي
غالية العطار

 

 

(أستطيع أن ألمس ألمك، وأرى من وراء ضباب المسافات فرط حيرتك، إلا أني أبداً لن أدعك هكذا..)

غرزت أظافري وسط نحري وشققته طول ذراعي، وقد مددتهما عرضاً وجعلت أصرخ في نداء عظيم أرجو تشديد عزائمك المثبطة، أرجو كل ما يذر آلامك رماداً، هبة نسيان تمنحك تفاؤلاً ذا طعم آخر، تفاؤل بني على الأحلام، (كل حلم يمسي حقيقة). وإذ أنا في طقوسي وقع ناظراك على قلب كثير الندب يرتجف خفوقاً، فانتفض جسدك في تخبط لروحك بخلايا الجسد ثم تطوف به جميعاً مستمدة القوة والعزيمة لتعود فتقذف بنفسها محاولة اختراقه.. (هوى الجسد أرضاً).. وبانت بين الغبار والنور روح هائلة استقامت فمست كعب الفضاء ثم انحنت فقبلت بدفء أعلى وجنتيّ البارد، وتعرشت جوفي كاوية الشق فما عاد يبين، وجعلت تدهن المراهم وتسهر على راحة الأعضاء مغلفة قلبي بغشاء يرد عنه الطعنات والخرامش.. (داخلي بات يعيش سعيداً مرتاحاً)، أطبقت جفناي وأنشدت أرقب روحك تعتني بروحي، (تخلت روحك عن الجسد لأجلي، لأجلي وحدي. عيناي ترفضان النظر خارج إطار الخلايا، ما عدت بحاجة إلى جسدي، أنا الآن روح امتزجت بروح فشكّلتا السعادة). أرتخي كلياً، لا أعود أشعر بأطرافي. لا تزال تلك الابتسامة مرسومة على وجهي. أتحرّر من كل القيود الدنيوية. حرة أنا، أملك العالم بين كفّي، أحتضن جميع الحب، هي السعادة تتوجني حتى الأبدية.

الآن ما عدت إلى أحد بحاجة، كل منا تخلص من همّه، وكلانا لم يعد بحاجة إلى جسد، هكذا أستطيع أن أراك باسماً، أن أشعر بك سعيداً، هكذا، وقد أمسى كلانا بلا جسد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة