Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 182
تشكيل
الأثنين 26 ,ذو الحجة 1427   العدد  182
 
الحرف غيمة
حتى لا يتكرر مشهد معرض اليمامة
مها السنان

 

 

سعدت كما سعد غيري بفعاليات الأسبوع الثقافي الذي أقامته كلية اليمامة بالرياض، والذي حمل برنامجه العديد من الأنشطة الرائعة، ولعل ما يهم منها هنا؛ معرض الفنون التشكيلية المصاحب.

حمل المعرض العديد من الجوانب الإيجابية استوقفني فيها حشد أعمال فنية لعدد من الأسماء المرموقة في هذا المجال، إضافة إلى أن إقامته أساسا ضمن أنشطة الأسبوع الثقافي دليل وعي بأهمية النشاط التشكيلي في المحفل الثقافي لدى منظمي هذا الأسبوع، أيضا أسهم تزامنه مع الأنشطة الأخرى في دفع المثقفين الزائرين والمشاركين لزيارة المعرض، وهي زيارة لا أتوقع أن يقوم بها العديد منهم عادة إما لعدم معرفتهم ببرامج أنشطة هذا المجال، أو لصعوبة متابعة أخبار وأماكن وتواريخ مثل هذه المعارض، إضافة لازدحامها في وقت واحد تقريبا من كل عام.

لكن ومن وجهة نظر نقدية نبحث خلالها السلبيات لا لإبرازها بقدر ما هو الاستفادة منها عند تكرار مثل هذه الأنشطة لتجنب آثارها السلبية على المتلقي.

من هذا المنطلق أردت التعليق على أهم الجوانب السلبية من وجهة نظري كمتلقية:

1- خلو الأعمال من بطاقات تحمل اسم الفنان أو أية معلومات أخرى عن العمل، ففيها عدم إعطاء الفنان حقه الفكري في أن يميز عمله باسمه، كأبسط ما يمكن أن يقدم لمن تبرع مشكورا بالمشاركة في مثل هذا النشاط، إضافة إلى أهمية مثل هذه المعلومة للمتلقي الزائر.

2- أسلوب تنظيم وتوزيع الأعمال الفنية، فنحن نقدر للكلية إقامة المعرض، ولا يوجد ما يمنع من أن يصاحب المعرض أركان إعلانية للرعاة، ولكن ليس بهذا الشكل الذي جعله أشبه بالسوق الشعبية، إن من قام بإعداد المعرض بالتأكيد كان حريصا على أن يخرج على أكمل وجه، ولكن يتبادر للزائر علامات استفهام حول أهليته لذلك؟ وهل تصل حالة التذوق الفني (المهني) لديه الى مستوى كاف يؤهله لصياغة سيناريو العرض؟ وهل لديه اطلاع كاف على المشهد التشكيلي يساعده على تنظيم مثل هذا الحدث؟ وهل لديه خلفية بمستوى وأهمية كل فنان؟ وكيف يمكن أن تعرض أعماله دون المساس بتاريخه الفني؟ فالمعرض لم يكن معرض كلية أو جامعة لعرض أعمال الطلاب، بل حشد العديد من الأسماء اللامعة بجانب أعمال لمبتدئين - إن صح التعبير - وهنا لست ضد تشجيع المبتدئين بل على العكس ولكن تشجيعهم لا يكون بمثل هذا العرض بل هو إجحاف بحقهم، لأنه قد يهبط من مستواهم للمقارنة غير العادلة التي سوف يتعرض لها هذا الناشئ مع أعمال الرواد بجانبه.

هنا لا ألقي باللوم على من قام بتنظيم هذا المعرض، فربما يكون مقيدا بالمدى الذي أتيح له، كما أن قلة الخبرة في هذا المجال سبب كاف لوجود مثل هذه الهفوات، ولكن من ناحية إيجابية أخرى، فقد أثيرت حاجة ملحة لوجود مختصين لمثل هذا الدور، أي تنظيم المعارض الفنية، فهناك من لديه الخبرة ويعمل من خلالها بل العديد منا كان له جانب من هذا العمل، مع ذلك لا نلغي أهمية وجود مختصين بالدراسة، لذا نطمح باليوم الذي نعايش فيه افتتاح مثل هذه التخصصات الأكاديمية التي تؤهل الأفراد للقيام بمثل هذا العمل، وحينها يجب على الجهات الراغبة في إقامة معرض الاستعانة بهؤلاء المختصين بمقابل مادي وليس بشكل تطوعي كما عهدنا أو مقابل شهادة شكر وتقدير مع أهميتها، فهو عمل مثمر ربما يوازي في أهميته مستوى الأعمال الفنية المعروضة، وكما يقول المثل (اعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة