الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 15th March,2004 العدد : 50

الأثنين 24 ,محرم 1425

الطاهر وطَّار يعاني وطأة النقد المنحرف
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
في مقدمة روايته الجديدة (الولي الطاهر) يرى الأديب الكاتب (الطاهر وطَّار) ان النقد الأدبي العربي أضحى دعياً مزيفاً يكرس مفهوم الإاقصاء والإالغاء لكل الجماليات الممكنة في أي عمل أدبي.. بل يخلص في هذه المقدمة إلى بيان الحيثية التي قامت عليها هذه الآراء الملفقة حول قضايا الأدب والإبداع، حيث أكد أنها تحسب على النقد وهي أبعد ما تكون عنه.
في مقدمة رواية (الولي الطاهر) التي صدرت عن دار الجمل بألمانيا 2003م وهي أحدث إصدارات الروائي (وطَّار)؛ حيث يذكرنا بأحوال هؤلاء النقاد الأدعياء على هذا النحو:
(كم يحلو لمعيد في جامعة أو صحافي في جريدة أو مجلة؛ أن يصرخ في حق قيمة من قيم إبداع أمته المعاصر؛ يهتم بها في كل أرجاء الدنيا، وتعد حولها الدراسات والبحوث.. يحلو لهذا (الإرهابي) ان يستل خنجره فيغتال هذه القيمة، معلناً؛ منتشياً أنه أجهز على هذا الكاتب بعد ترصد أو بالصدفة؛ وأنه حسناً فعل) الرواية.
ما ورد في هذه الأسطر هو نقل حرفي من مقدمة رواية (وطَّار) الجديدة، وهي بيان حقيقي لما آلت إليه رسالة النقد في عالمنا العربي؛ فإن كانت المشاريع النقدية في المغرب والجزائر ولبنان ومصر على هذه الشاكلة المؤذية، فماذا نقول عن نقدنا المحلي الذي يعاني من أمراض وأسقام كثيرة؛ سأروي لكم حادثة واحدة لاتخرج كثيراً عن ما قاله (الطاهر وطَّار) فعل؛اً ففي أحد الأمسيات القصصية جاء (ناقد معيد)، وأعتقد انني وسمته قبلاً بنويقد.. ربما جاء مدفوعاً بتوصية من دعي آخر لأن يسيء لأهل الأمسية، فبعد أن قدم رأيه المشوه والمبتور والجائر خرج إلى المقهى وقال لرواد الأراجيل: (ذبحتهم ياواد..) (..أحسنوا الذبحة).
لكم ان تتخيلوا ان يصل النقد إلى هذا الحضيض، وان يتدنى إلى مستوى الإسفاف الذي درج عليه مثل هذا الدعي وآخرون ألفوا مثل هذا الادعاء والعبث والمجانية.. تلك التي يشير إليها الروائي (وطَّار) الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من الأعمال الأدبية المميزة، وهاهو ذا يبين في مقدمة روايته أفكارا أخرى حول هذه الممارسة غير الأخلاقية:
(أي فرق بين الإلغاء بالذبح على حافة النيل، لأديب عالمي، وبين إلغائه بالكلام السهل في صحيفة أو مجلة.. (مقدمة الرواية ص7).
نعم نحن في معضلة البحث عن مخرج من هذا المأزق الذي وضعنا فيه أدعياء النقد؛ لكننا في هذا السياق يجب أن نستدرك أننا لا نعمم، فهناك البعض من النقاد له وجوده، وملتزم حقيقةً بمبادئ النقد والوعي والأمانة العلمية.
سنقف لاحقاً على تفاصيل رواية (الولي الطاهر) من خلال مطالعات، لنستشرف عوالمها وأبرز منعطفات سردها الذي يكشف معضلة تاريخية ظلت في وعينا العربي منذ عدة قرون.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved