الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 15th March,2004 العدد : 50

الأثنين 24 ,محرم 1425

عود على (عام) الثقافية الأول..
فيما نتفق.. وعلام تختلف..؟!
محمد الدبيسي

في احتفائنا (الحولي) الأول بمرور عام على (الثقافية) كنا (براء) من الرغبة في تجيير الاحتفاء.. في زاوية منفرجة.. نزينها بهتاف الباحثين عن مناقبنا.. والمصفقين بإعجاب لتوالي (مجلتنا) التي جاوزت (أربعين عدداً)..! ولم نحاول إغواء النابهين من المستكتبين.. الى إزجاء الفضل والبطولة لنا..على أداء واجبنا الوظيفي.. المصنف في دائرة رمزية اصطفائية.. تغري كثيراً بالانتماء الى حدبها (الثقافة).. مما يجعل إشارة أولئك الرائعين.. الى تميز (الثقافية).. شرطاً استبقاقياً.. يستلزم موجباته وشواهده..؟
كنا.. في تحرير (الثقافية).. نوقن بضرورة ان نستطلع كل الآراء.. وكل المثقفين والمختلفين معنا حول مستوى ما نقدمه وجدواه وفاعلية مساره..؟ وأثره في مشهد.. نعتبر (الثقافية) نسقاً من أنساقه..!
وليعلم كل من تفضل بمشاركتنا.. إنما يدون حقيقة في متن آليتنا المهنية.. وقناعة في جوهر ما نحتكم إليه من قناعات.. ومنطلقات..!
نستجيب لها في حدود (الممكن).. يقيناً باشتراكنا جميعاً.. في الحرص على تقديم ما ينفع.. وما يثري..
أقول ذلك.. لأننا عكفنا في الأسبوعين الماضيين.. على مراجعة ومدارسة تلك الشهادات.. لنستبين منها.. موقعنا في ضمير القارئين: مثقفين ومتابعين..! مراجعة.. تستهدف استلال الرؤى الناقدة (المادحة والناقمة) حتى وان كان صوت بعضها.. يستعر حدة وغضباً.. كما في كتابة شاعرنا المورق.. والمؤرق بالبحث عن التميز والأميز عبدالله الزيد.. أو المنهجية الفاحصة والمدققة بهدوء كما في مداخلة الدكاترة، صالح زياد، وحافظ المغربي، ومحمد بن صنيتان، وأحمد الحسين، ومحمد الصفراني، وسهام القحطاني وحمد القاضي.
أو من تلمسوا إضافة وجدة واجتهاداً فيما نقدمه أمثال الدكتور الخويطر والقصيبي والأستاذ عبدالله الجفري ومحمد سعيد طيب، ومحمد القشعمي، وعالي القرشي، وزينب غاصب، وأحمد التيهاني، وأحمد الموسى، وإبراهيم مفتاح، وغيرهم.
ولعل ما يؤكد رغبتنا في تلمس أوجه قصورنا ما كتبه (مديرنا) وزميلنا إبراهيم التركي الذي اشترط علينا عدم حذف ولو كلمة مما وردنا من مشاركات.. ولم يكتف بما يؤرقنا به من قلق البحث والانتقاء فيما نقدمه في مراحل الإعداد لكل عدد.. ليتولى تعريتنا على رؤوس الأشهاد.. فيما كتبه عن (بعض نقاط ضعفنا) وهو العليم بتفاصيل الجهد الذي نقوم به.. والخبير المعاين.. بما نصفع به من خيبات أحياناً يصبها في وجوهنا.. رموز وممثلو المشهد الثقافي..!
حتى عندما خاتلنا (الحلم الوردي) قبل أكثر من عام.. بالإصغاء الى (رؤى) النخب الثقافية.. ونحن في طور الإعداد لإصدار هذه المجلة.. وكلفني الزميل إبراهيم التركي (ذاته) بمكاتبة (النخب) ..النخب.. بمعيار اجزم بأن الأخ عبدالله الزيد يتفق معي به لمعرفة تصوراتهم واقتراحاتهم.. لما يمكن أن نقدمه.. كتبت الى ثلاثين منهم.. ولم يستجب غير أربعة..؟..! وبمقدار هذه الخيبة (النخبوية) أظن أن واجباً مهنياً.. يحتم علينا تشذيب وتيرة إيقاع تلك النفوس.. المتخمة بعللها وفوقيتها.. تستجيب لوعي سلبي اعتباطي لأهمية صوت الصحافة.. بوصفها مؤشراً لمزاج رأي عام.. وشمولية وتعددية.. ورغبة تكوين جمهور ثقافي.. نسعى لان يتراكم ويتزايد.. عبر هذه الملزمة من الصفحات..؟ وعوداً على غير بدء.. نحرر هذه الكتابة.. ليعي المتابع والناقد والناقم.. والمتعجب والمعجب.. والمتأمل والمتسائل ان يقيننا فيما نقدم.. لا يتكئ على.. ولا ينطلق من مبررات دعوى الأفضل والمنتقى الاجود والأجد والأجدر..!
بل على تلك المسافة من مشهد المنازلة اليومية.. وتواقيتها الدورية في الأسبوع والشهر والسنة.. وعلى أمكنتها ومواقعها.. وظروف تشكلها.!
فمن تلك المساحة.. التي يشترك (كل من كتب وشهد وانتقد) في تمثيل صورتها وصوتها.. نستمد ما نقدمه.
وعندما يحدد الشاعر عبدالله الزيد.. أربعة شروط فيما سمَّاه (خطوات الإنقاذ) وهو بحسب رؤيته:
1 استشارة مجموعة من المثقفين والمبدعين الحقيقيين من أجل إيجاد أسلوب فاعل للوصول الى النخبوية الثقافية للمجلة.
2 استكتاب المثقفين الذين يحملون هم الساحة الثقافية بصدق.
3 الحرص على نشر النصوص الحقيقية للمبدعين الأصلاء.
4 متابعة قضايا الساحة الثقافية ومناقشتها بشكل جاد.
ولأنني غير ملزم (هنا) بإشعال سجال (وعر) مع الشاعر الزيد في تحديد معايير (المبدعين الحقيقيين) لما للذائقة من مقبض زئبقي من اشتراطات القبول والرفض.. وتجاذب وتنفار في تحديد (المبدع الحقيقي) والآخر (المزيف) ولا أتصور أن الثقافية تخل تماماً من أي من الفريقين..؟
أما النخبوية الثقافية.. فإنها وبقناعة تامة لا تعنينا ونحن فرع من إصدارة يومية شاملة.. نحرص فيها على التنويع.. ومقاربة قضايا الشأن الثقافي بكادر مهني يمثل الهواة وطلبة الجامعة ثلثه.. والثلث كثير..! شرط ان لا نتصنم في سراب البحث عن (النخبوية) التي لا تستأهل المراهنة عليها..! وشرط ان لا نترخص بأذواق وعقول (الناس) الى ردك هابط من التناول والطروحات! وفي عرض واعتراض (الشرط الأول) للزيد.. ما يغنينا عن نقاش الفقرة الثانية. أما الشرطان الأخيران.. فأعتقد أن ما قدمته الثقافية خلال عام مضى.. لا يخل من استجابات مشهودة ومعبرة عن ذينك الشرطين..!
وبقدر سعادتنا ب(لا) الشاعر الزيد.. التي اتحفنا بإيقاعها ونحن في نشوة الاحتفاء.. نؤكد له.. ولن اتفق معه ضمناً.. في عرض بعض ما يعتري جهدنا من قصور . ان كل الاحباطات و(المحاذير) التي تستهدف نشاطنا في مراحله الإعدادية.. أو تحد من سرعة تحقيق آمال وتطلعات من لا يرضون إلا بالكمال المطلق.. تحرك (كلها) في ضمائرنا وعزائمنا.. أنس الاحتراق.. والحلم بالاكتمال.. لا الكمال.؟
نستدخل مسبباتها.. ونتدارس كيفية تمثلها على نحو يجعلنا غير خجولين أو مترددين بالاعتراف بأن ما يقدم.. ليس هو منتهى الطموح.. وإن كان بعضه..! وليس هو المبتغي.. وإن كان يحقق مراتبه الأولى..؟
ولا أظن.. من يختلف معنا ممن أشار الى بعض ملامح قصورنا يجهل ما نعانيه في إضفاء صورة التوازن وحقيقته ربما على هذه الأصوات التي نسعد بتقديمها! وعلى فحوى الدور الذي تمثله الثقافية..!
ولعل مؤشرات التغير الاجتماعي في بلادنا واستلهامها لمهمز الثقافي في توجيه ذلك المتغير او سكِّ وجهته وتوجهاته تجعل من جهدنا الذي لا نزال نصر على الاحتفاء به في قنينة اختبار.. بقدر أهميتها تكمن خطوة تفاعل مكوناتها..!
مما يجعلنا هادئين جداً.. في فرز تلك المكونات.. واستصفاء أصدقها.. وليس أحلاها دائماً..!
ووحده (الزمن) الذي نراهن على تراكماته وسيرورته بثقة.. ونتمنى ان يسر ذلك الرهان.. أصدقاءنا الناقمين والمتأملين.. ولعله يثبت مستقبلاً أن ثمة أكثر من (صواب).. وان تباعدت الخطى في إدراك (نقطة المتفق عليه)..!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved