الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 15th March,2004 العدد : 50

الأثنين 24 ,محرم 1425

في صالة الأمير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة
فنانات وفنانون من سوريا يقدمون مائة وخمسين عملاً تشكيلياً

* كتب المحرر التشكيلي:
يقام حاليا في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي بالرياض بإشراف مباشر من السفارة السورية معرض جماعي لاكثر من ثلاثين فنانا تشكيليا من سوريا الشقيقة يحمل عنوان ( عيون الشام) والذي يرى فيه المشاركون انه تعبير عن العلاقة الحميمة والأزلية المنطلقة من العمق الديني والتاريخي والجغرافي بين البلدين مقابل ما يجده الاخوة والأشقاء السوريون في مختلف تخصصاتهم ومجالات عملهم من تقدير واحترام
ومحبة أشقائهم أبناء هذا الوطن العظيم بعظمة خالقه بما حباه الله له من محبة الآخرين يقابلها تقدير وتبادل لهذا الحب ما أتاح الفرص لكل الشعوب المقيمة بين جوانحنا قبل وجودهم على أرضنا الطيبة ومنهم أبناء الشعب السوري المعطاء.
ومن خلال هؤلاء المبدعين للتعبير عن مشاعر تؤكد أنهم في وطنهم الثاني الذي منحهم سبل الأمن والأمان والحياة الكريمة، حول معرض عيون الشام تحدث الإعلامي السوري الأستاذ عامر عبد الحي المنسق العام للمعرض مجيبا عن أسئلة الثقافية عن فكرة المعرض بقوله: نبعت فكرة المعرض (عيون الشام) من حرص معالي السفير المثقف الدكتور احمد نظام الدين سفير الجمهورية العربية السورية بالرياض واهتمامه بإظهار الجانب الثقافي والفني للفنانين التشكيليين السوريين وإبداعاتهم المتجددة والناقل لحضارة بلدهم سوريا, وبما يزخر هذا البلد من تاريخ وحضارة إضافة إلى هدف هام هو توثيق العلاقات الوشيجة في المجال الثقافي والتشكيلي خصوصاً بين فناني البلدين الشقيقين.
مشيرا إلى ان هناك ما يزيد على ثلاثين فناناً وفنانه شاركوا بأكثر من 150 لوحة بمعدل 5 لوحات لكل فنان. وعن الاتجاهات والمدارس الفنية في هذا المعرض قال لقد شمل المعرض جميع المدارس الفنية ( الواقعية الانطباعية الوحشية الفطرية التجريدية السيريالية التكعبية الخط العربي بالإضافة إلى أعمال النحت الخزف (الروليف) والتصوير الضوئي وفن الحفر ( الطباعة ) إلى جانب الرسم المائي.
مضيفا الى ان المعرض يجميع تجارب مميزة لفنانين مجتهدين , والبعض منهم ذو شهرة عربية وعالمية كالفنان المعروف ربيع الاخرس الذي له عدة نصب نحتية في مدينة جدة ومدن المملكة, ومشاركة الفنان حسن حمدان صاحب التجربة الطويلة الذي يعد من رواد الفن ويشتهر بلوحاته الجدارية الضخمة والمعروفة جيداً في المملكة, مع مشاركة الفنان الشامل إبراهيم العكيلي, والفنان محمد راسم الشيخ عطيه, ومشاركة الناقد التشكيلي عبود سلمان والدكتور أسعد سعود والفنان فاروق قندقجي, والفنان علي غريب صاحب ال ( 40 الف) لوحة والذي يمتلك شهرة واسعة في ألمانيا إضافة إلى تجربة الفنانة بأنه سفر الحاصلة على جائزة الخطوط الجوية السعودية ( ملونة) والحاصلة على مرتبة الشرف عن أعمالها في سوريا, إضافة إلى ذلك تجربة النحات أيمن ناصر في المجسمات الفنية ومعه الفنان محمد شبيب صاحب التقنيات في اللوحة الفنية, مع التجربة المميزة للخط العربي للفنان العالمي السوري الأصل والكندي الجنسية عبد الباسط بيرم الذي تجوب أعماله قارات العالم اعتمدت خطوطه الرائعة دور النشر الرسمية في مصر، مع أهمية تجربة الفنان أحمد دبا في مساهمته اللونية التي هي حصيلة ثمرة ما تعلمه في إيطاليا في إبداعاته الفنية، مع عدم إغفال تجربة حسام درويش وهلا خزعل , وحسن حمام في أعمالهم التصويرية المرسومة بقوة وتميز , ومنهم الفنان حسان السراج في أعمال (الجرافيك).
مضافاً إلى ذلك اللوحات المائية للفنان رعد بشير والفنانة القديرة فاتن صبري وأحمد عصام ومشاركة الفنان مروان عقدة في تجاربه الزيتية وزياد الوردي في تجربته ما بين الرسم والخط وكذلك محمد عارف، إلى جانب مشاركة الفنان الفطري إسماعيل سلمان المميزة إضافة إلى تجربة الفنان أسعد سوسق الفائز بعدة جوائز دولية وحيث تتألق تجربة الفنان يوسف الشولي في استخدامات الخط كلوحة فنية ومشاركة الفنان مكرم سوسلي خريج جامعات تركيا الفنية عام 1977والذي له تجربته الخاصة ومعه الفنانة ندى حداد بأعمالها الجميلة التي تصحبها تلك اللمسات الشاعرية في الخط واللون ومع البيئية المطروحة في عمق أعمالها الفنية الفنانة الرقيقة هند الخالدي، ومعها تبقى تجربة الفنان ماهر العامر ذات خصوصية خاصة عندما تنهل من التراث أعمال جديدة.
وعن إمكانية نقل المعرض إلى مناطق أخرى في المملكة ؟ أجاب بأنهم قد تلقوا دعوة من أمين سر بيت التشكيليين في جدة الفنان التشكيلي سعيد العلاوي مشكوراً كما سننتقل به إلى مدينة الخبر في وقت لاحق وإلى كل مكان يتذوقون فيه الفن في المملكة الحبيبة.
وحول إقامة معارض مشتركة مع الفنانين السعوديين ؟ أجاب الأستاذ عامر عبد الحي المنسق العام للمعرض بقوله انه منذ سنوات يستضيف المركز الثقافي العربي في دمشق معارض للفنانين السعوديين من أعضاء بيت التشكيليين في جدة، فقد استضاف المركز الثقافي في سوريا في العام الماضي، الفنان السعودي ناصر الموسى بدعوة من وزيرة الثقافة السورية، وكما استضاف الفنان فائز الحارثي أبو هريس من مكة، والفنان سعيد العلاوي من جدة، والفنان ثويمر العتيبي، ومنصور المطيري، من فناني الدوادمي، مضافاً إلى ذلك فنانين من القطيف كما تمت إلى استضافة الفنانة المميزة حميدة سنان من الدمام.
يقابله تعاون جيد وتواصل حميم ففي العام الماضي أقامت الفنانة السورية لميس الحموي والفنان أحمد دبا مع الفنان السعودي وليد الطويرقي معرضاً مشتركاً في الرياض،
كما أقيم معرضاً في مركز الملك فهد الثقافي للفنان السوري عبود سلمان بمشاركة مع فنانين من جدة، كما أقوم حالياً بالتحضير والتنسيق لمعرض الفنانين التشكيليين العرب الذي سيقام في الرياض خلال الفترة القادمة ويضم فنانين من أغلب الدول العربية ومنهم بالطبع سعوديون.
وسيكون هناك العديد من المعارض المشتركة في المستقبل القريب إن شاء الله بفضل الرعاية الكريمة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي تقدم كل تشجيع ودعم، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشاب ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز حفظهم الله ورعاهم ذخراً للفن والفنانين.
من جانب آخر فقد الفنان والناقد السوري عبود سلمان العلي العبيد باستعراض الفن التشكيلي السوري عبر قراءة تضمنها الإصدار الخاص بالمعرض جاء في مقدمتها ان أهم ما يميز الحركة التشكيلية السورية تأثير التيارات العالمية والحضارية القديمة فيها فبدأ من حضارات بلاد الشام والساحل السوري على حوض البحر الأبيض المتوسط وما تركه الأقدمون، وما قدمه الفنان القديم من مسئولية في عمله الإبداعي سواء عبر أبجدية رأس شمراء أو شواهد مكتشفات مملكة تدمر في البادية السورية، أو مخلفات مملكة ماري في شرق سورية، وما كشفته أعمال التنقيب في آثار مملكة ايبلا في الشمال لتدل على التفاعلات العميقة لجذور الفن العظيمة تاريخياً في وعي الفنان السوري، إحساسه الناضج بمحيطه الذي انعكس في عطاءاته الفكرية والفنية والروحية وفي استمرار ركب التطور الحضاري.
لقد ظهرت بوادر الحركة التشكيلية السورية بين مثيلاتها الفنية في لبنان والعراق ومصر ,ازدادت تنوعاً في مختلف الاختصاصات الفنية ليكمل لنا عبر تاريخ كل هذه الهوية العربية السورية التقدمية، تقدمية ( اللوحة الملتزمة بقضية وجودها العربي بين بواطن الأشياء حيث اخذ الفن دوره الحقيقي في كل مرافق الحياة الاقتصادية والحضارية في سوريا ومنذ وفاة الفنان التشكيلي ( توفيق طارق عام 1940م في دمشق ) وحتى نهاية القرن العشرين كما يقول الناقد والمؤرخ الدكتور غازي الخالدي: يجد المؤرخون عن حركة الفن التشكيلي السوري المعاصر أنفسهم أمام كم هائل من الأسماء لفنانين تشكيليين سوريين قد يتلاقون في لحمة الأجيال الفنية في صدى صورة من الذكريات الإبداعية وفي صور أعمالهم الفنية وما ملمح محطات الأنشطة الفنية الجماعية التي ابتدأت مع معارض ثانوية جودة الهاشمي بدمشق عام 1947م والذي عرض فيه الفنانون محمود حماد وفاتح المدرس وادهم إسماعيل وشوري وعبد الوهاب أبو السعود وميشيل كرشة وصلاح الناشف ومحمود جلال، وهم من مدن سورية مختلفة إلا أولى المعارض التي توثق التاريخ الحركة الفنية التشكيلية بسوريا وفي ذلك يرجع لأكثر من اعتبار ومنها الاعتبار الأكبر هو بداية عهد جلاء المحتل الفرنسي عن سوريا وليكون مع ذلك رمزية لا يمكن نسيانها ويعد ما نظمه المتحف الوطني بدمشق عام 1950م من معرض فني للمعارض الدورية السنوية التشكيلية السورية أو ما كان للمعارض ما يسمى بمعارض الخريف والربيع.
وكذلك جهود المبدعين من الفنانين المطلعين السوريين الذين عادوا من أوروبا ليكون عبر نتاجهم نقطة انطلاقة ذهبية للحركة الفنية مع كل ما صاحبها من أشكال وصراعات ما بين مدارس كل تجربة على حدة كالمنافسة الفنية بين عمق الاتجاهات الفنية التقليدية والحديثة التي احتدم بها النتاجات التشكيلية السورية الفنية، وقد اتخذت الدولة منها موقفاُ يقوم على تشجيع كلا الاتجاهين من خلال منح الجوائز لتنوع تلك الأساليب التي ظهرت بوادر الملامح لصورة الفن العربي الحديث في التشكيل السوري المعاصر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved