الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 15th May,2006 العدد : 153

الأثنين 17 ,ربيع الثاني 1427

ونحن معكم

*محمد جبر الحربي:
يمر العمرُ، وتسحبنا الذكريات، ولا ندري منذ متى ونحن مع قضيتنا الرئيسية فلسطين، ولا ندري إلى متى سنظل معها ما أعطينا العمر، لا ننسى، ولا تستطيع حملات التضليل العالمية سحبنا من مواقعنا الأولى التي اخترناها فتبعتها بمحبة مواقفنا وأقلامنا.
ومهما تشعبت القضية، أو حاول العالم تهميشها، أو وجد الأهل أنفسهم أمام خيارات صعبة لا يدرك صعوبتها، ولا كيفية اتخاذ القرارات الصائبة إلا هم، فقد اخترنا الوقوف مع قراراتهم كلما كانت تتسق مع تطلعات الإنسان الفلسطيني، ولا تتعارض مع مصالح الأمة، هويتها، وقيمها، ووحدتها المنشودة، وهي التي دفعت الكثير في سبيل هذه القضية.
هذا ما أرى أنه لسان حال المثقف والأديب العربي الذي لا يبيع أرضه ولا ضميره ولا هويته، وليس لسان حال من يغطون سماء الإعلام العربي بغبارهم وتضليلهم اليوم من مسوقي البيع بالجملة، والاتجار بكل شيء حتى الأصل والأهل، والأرض والعرض، واللغة والهوية.
ورغم اختلافنا مع حماس في عدد من النقاط التي لا تتعلق بجوهر المقاومة، إلا أننا معها وهي في الواجهة اليوم، وكنا معها وهي في المواجهة الدائمة مع عدو ابتدع الإرهاب، أمام تضييق الحصار، والتجويع، ومسلسل القتل والاغتيال الإسرائيلي المستمر، وكذلك التهجير والتدمير، والحرب الإعلامية التي تأتي سهامها من الأعداء والأهل على حد سواء.
ومما لا أنساه، ويظل منيراً ذاكرتي هذه الأغنية لفواز، كتبتها وحجارة الأطفال تدمي جباه العدو:
(فيا فوّاز لو تدري
بأنّ صبيّةً سمراء كنتَ رأيتها يوماً..
أضاءت ليلة القدْر
تدقّ الصْخرَ بالصخْرِ
وأطفالاَ، وإن كانوا بذي مَرَخ ٍ،
وهم زغبُ الحواصل ِ، ديمة الدهْرِ
أبابيل الجوانح ِ
والحجارة كالندى تَسري
بأيديهمْ
وتدري، كيف يا فواز لو تدري
بأن صبيّةً عربيّةً حُرَّةْ
أضاءتْ ليلةً مُرَّهْ
كليل ٍ مرَّ بابن القيس ما مرّهْ.
وما الجلمود؟!
ما سرّ الجلاميدِ التي في كفِّها كِسرَه؟!
وما كسرى سوى ملك ٍ
أباحتْ عرشَه عُذْرهْ.
وما عُذْره
سوى العشاق والأحلام والفكرةْ.
وإن حلموا، وإن ناموا
أقاموا الدولةَ الكبرى).
أما الشهيد الرنتيسي رحمة الله عليه، فقد وجهتُ له هذه التحية إثر نجاته من محاولة الاغتيال الأولى، وكنت أعرف إلى أين يقوده جهاده، وما تخطط له دولة الإرهاب الإسرائيلية، كونه المقاوم المفوّه، ذا البيان العربي العظيم:
سلمتَ وما في الموتِ شكٌ لواقفٍ
وقمتَ قيام القادرين على الحربِ
فسبحان من أعطاك طوق نجاتِه
وأوغرَ صدر النائمين على الدربِ
تمكّن فينا القتلُ فاشفِ صدورَنا
بقتلٍ لهم ما دونه نكسة الغربِ
إذا قتلوا منّا الرضيعَ فقتلهم
حلالٌ لنا قبل الفطامِ من الربِّ
هي ذكريات مرت بالبال لحظة بوحٍ، تقول إننا معكم، لم ننس، ولن ننسى.


mjharbi@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved