خلِّ الطّيوف على شَفا إخفاقي |
تهتزّ بين الحبر والأوراقِ |
وانثر هواكَ فكلّ حرفٍ تدّعي |
في ذمّة الأقدار والعشّاقِ |
يا عابر الأيام تحت رمادها |
لملمْ ربيعكَ في جنى الأحداقِ |
غنّتْ عليكَ صبابتي أنغامها |
وبكتْ طيوفكَ عبرة الإشراقِ |
وغوايتي تجني على ألَق النّوى |
بتلاصق الأضلاع بالأعناقِ |
البحر يرسم حيرتي قيثارةً |
في جوقة الأمواج والآفاقِ |
والصّبر يأكلني فلا أقوى على |
صمت الفؤاد وسكرة الأخلاقِ |
هذي الدّيار روايةٌ أزليّةٌ |
لم تعطِها الأقلام أي مذاقِ |
تدنو وتنأى والعيون شواردٌ |
ما بين بغضٍ كامنٍ وعِناقِ |
الوقت يسلب مهجتي أقداحها |
فتدور بين ملامةٍ ونفاق |
والشّمس تحكي عيد أمّ رجولتي |
قصصاً تُخضّب بالهوى أعماقي |
أنا عاشقٌ والعيد يحملني إلى |
عرش الجمال مكلّلاً برفاقي |
وحمامةٌ تعلو خيالي غربةً |
تغتالني في وحشةٍ وفراقِ |
هي ذي ملامحكِ التي تنتابني |
طلَلاً تعرّى تحت سقف وفاقي |
في كلّ ذكرى تستفزّ هشاشتي |
وتعلِّق الأجفان بالإطباقِ |
بعثرتُ أوردتي على عتباتها |
أنساب بين تواطؤٍ وتراقِ |
والطّلّ يعلو سقف حلق ندامتي |
ويُوطِّن الآمال في إطراقي |
كان الغرام على سطوري حكمةً |
تلِدُ الرّبيع على لظى أشواقي |
ما بين همسي والحروف مسافةٌ |
بسطتْ على شطّي كلّ شِقاقِ |
رقصتْ على صمت الفؤاد سلافةً |
ناغتْ هواي بحرقة المشتاقِ |
مَنْ لي بصمت القلب يحني غُصّةً |
تجتثّ منّي لذّة الإحراقِ |
هدهدْتُ عشقي تحت جمر تنافري |
فألِفْتُ فيهِ شرّ كلّ مذاقِ |
يا حادي الأجفان لملِمْني على |
نزَق الحروف بضيعة الأرزاقِ |
أشتاق بين الضّفّتين توسُّداً |
يحنو على الإشباع بالإطلاقِ |
هذي القصائد غربةٌ موقوتةٌ |
تستنزف الإيقاع ملءَ زقاقي |
في كلّ فصلٍ تستبيح مشاعري |
وتُعلَّق الأجفان بالإطباقِ |
فاحملْ ربيعي يا خريف وردَّني |
للعشق قبل تساقُط الأوراقِ |