الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 15th May,2006 العدد : 153

الأثنين 17 ,ربيع الثاني 1427

تحقيقاً لحلم دام ثلاثين عاماً
اللجنة التحضيرية لجمعية التشكيليين تبدأ أول اجتماعاتها

*إعداد: محمد المنيف:
بعد غد الأربعاء تنعقد أول اجتماعات اللجنة التحضيرية لجمعية الفنون التشكيلية السعودية التي شكلت من قبل وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام بناء على توجيهات معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني المتضمنة إنشاء جمعيات ثقافية وفنية، يأتي اجتماع اللجنة التحضيرية (التشكيلية) لوضع التصورات والأسس تمهيدا لوضع اللائحة والنظام الأساسي للجمعية حيث وجه الدكتور عبد العزيز السبيل الدعوة لعدد من الفنانين والفنانات
التشكيليين يمثلون مختلف مناطق المملكة على النحو التالي:
من الرياض مها السنان، محمد المنيف، الدكتور صالح الزاير، وناصر الموسى، ومن مكة المكرمة حمزة باجودة، ومن جدة عبد الله نواوي واعتدال عطيوي، ومن المدينة المنورة فؤاد مغربل، ومن المنطقة الشرقية عبد الرحمن السليمان، زهرة بوعلي، عبد الله الشيخ، ومن أبها عبد الله شاهر، ويقوم على أمانة اللجنة الفنان سمير الدعهام مستشار الفنون التشكيلية بالوكالة.
***
حلم الثلاثين عاماً
منذ أن انطلقت مسيرة الفن التشكيلي السعودي بشكل بارز ومؤثر في الساحة المحلية والعربية وبعد أن وجد هذا الفن موقعا له على المستوى العالمي شعر الفنانون أنهم في حاجة ماسة للملمة إبداعهم وتكوين شخصيته أسوة بمثيله في مختلف دول العلم العربي ومنها دول مجلس التعاون الخليجي الذي يتمتع فنانوه بجمعيات تعنى بهم وبإبداعهم وتعمل على حفظ حقوقهم وتعرفهم بواجباتهم وترسم لهم البرامج وتعد الخطط وترتقي بعطائهم نحو المنافسة الحقيقية التي تعتمد كليا على نتاج تتم متابعته عن قرب من خلال انتماء قوي بين الفنان وبين مرجعيته أو إدارته التي تمثلها الجمعية، هذا المطلب وتلك الرغبة لم تكن ظروفها مهيأة لكثير من الأسباب ومنها أن الفن التشكيلي كان جزءاً من
نشاطات الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كان لها الفضل في تأسيس القاعدة الكبيرة في هذا الفن ودعمه إلى أن وصل إلى مصاف الفن العربي، ويرى المعنيون وقتها أن الأمر لم يكن في حاجة لتأسيس جمعية نظرا لقيام الرئاسة بالدور المطلوب لهذا الفن كما أن في وجود جمعية الثقافة والفنون أيضا رافدا لهذا الفن وتقوم بما يمكن القيام به مع أن دور الجمعية لم يكن بحجم المأمول منها خصوصا في السنوات العشرين الأخيرة، لهذا وبعد
للساحة متطلباتها ويقوم عليها فنانون يعون حاجات ورغبات إبداعهم.
***
محاولات جوبهت بالصدود
ومع أن هناك الكثير من المطالبات المؤطرة بالرجاء والإلحاح أن يكون لهذا الفن جمعية مستقلة كان لجريدة الجزيرة عبر صفحتها التشكيلية بأقلام عديدة كما هي الأقلام الأخرى في صحف ومجلات ساهم بها الفنانون الباحثون عن سبل تطوير إبداعهم إداريا وتقنيا بالمطالبة بهذه الجمعية جوبهت بالصدود
انضمام الثقافة لوزارة الثقافة والإعلام ونتيجة للعديد من الدراسات التي بنيت على بعد نظر لمستقبل الثقافة الشاملة وأهمية وجود جمعيات متعددة يخدم كل منها القطاع الذي يعنيه جاءت فكرة تأسيس الجمعيات ومنها جمعية الفنون التشكيلية التي كانت حلما على مدى ثلاثين عاما هي العمر الحقيقي لتواجد الفن التشكيلي وتتابع كثافة المنتمين إليه مع الاحتفاظ بالخطوات التي سبقت هذا التاريخ وأهميتها، مما يعني أهمية وجود جمعية تهيئ
تارة وتارة أخرى بردود فعل يتبعها عتاب قاس من قبل إداريين كانوا معنيين بهذا الفن دون علمهم أن في تأسيس الجمعية وقتها ما قد يخفف عنهم الكثير من المهام ويحمل الفنانين شؤون إبداعهم بإشراف مباشر من تلك الإدارات.
ولنا أن نذكر أبرز الفنانين الذين أعلنوا المطالبة نيابة عن رغبة الساحة ومن عليها من الفنانين مع حرصهم على تطوير الآلية وتجاوز نمطية التعامل مع إبداع لا يقبل الركود أو التراجع أو التوقف عند جيل أو مرحلة، من هؤلاء الفنان الدكتور محمد الرصيص والفنان عبد العزيز الحماد الذي لا زال يتعاطف مع عشقه الأول باعتباره فنانا تشكيليا قبل أن يكون مسرحيا وتلفزيونيا كما كان له رئاسة أول لجنة للفنون التشكيلية لجمعية الثقافة والفنون باعتباره أحد مؤسسي الجمعية، ولا ننسى أيضا الفنان عبد الرحمن السليمان الذي شاركنا الطرح والتعقيب ولحق به العقاب، وهناك أيضا أحمد منشي وضياء عزيز ضياء وأحمد فلمبان إلى آخر المنظومة الصادقة.
***
التشكيليون وجمعيتهم القادمة
اشعر بالغبطة والفرح نتيجة ما سيتحقق لهذا الفن من مستقبل سيكون كبيراً للأجيال القادمة باعتبارهم الهدف الأهم في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين وأن في وجودهم ما يجعل مستقبل هذا الفن في أيدٍ أمينة وأجيال معاصرة تعي دور إبداعها في نهضة ثقافة الوطن، وأشعر أيضا بالاعتزاز أن ما كنا نطالب به يوما ما وتوقعنا عدم تحقيقه أصبح اليوم حقيقة، كما أتساءل أيضا عن هذه الخطوة الكبيرة التي يمكن وصفها بالفرصة والهدية القيمة من وزارة الثقافة والإعلام وما ستواجه به من ردود فعل على الساحة التشكيلية، متذكرا هنا عبارة شاردة قد تمر على من لا يهمه أمرها مرور الكرام وتتوقف في ذاكرة من يهمه الأمر حينما قال الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أن الأسماء المطروحة في اللجنة التحضيرية قد تواجه بالتساؤلات وعدم الرضا مع أن الهدف الحقيقي يتجاوز كل ذلك إلى مرحلة أكبر سيفتح المجال فيها لمشاركة كل الفنانين في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم تجاه جمعيتهم وبرامجهم مطلبا بالتأني وتحقيق أكبر قدر من النجاح في كل خطوة تقربهم من تحقيق النتائج المرجوة.
من هنا يمكن لنا أن نؤمل في أن يكون التشكيليون في الساحة قادرين على صنع مستقبلهم بإذن الله من خلال التلاحم والتكاتف وإزاحة كل الخلافات (إن وجدت) ووضع الهدف الأسمى والأهم لبناء جسد الفن التشكيلي بديلاً لأي عوائق أو معوقات.
فالأمر لم يعد في حدود مجموعات صغيرة تتشكل من عناصر محدودة يجمعها موقع أو خبرات فنية معينة بقدر ما أصبح على مستوى الوطن بكل أطرافه وأطيافه التشكيلية، كما أن في نجاح مرحلة التأسيس ما يؤكد نجاح المراحل اللاحقة وهذا لن يتم إلا بنبذ صغائر الأمور التي قد تكون سببا في كثير من الإشكاليات التي تعيشها الساحة ومنها الذاتية والنرجسية ابتداء من الفرد وامتدادا لمساحة أكبر تمثلها الإقليمية فنحن مقبلون على شراكة يساهم فيها كل فنان مهما بعدت مدينته أو منطقته عن مركز الحدث، علينا أن نذيب كل الفواصل والانتماءات المحدودة لنشمل الوطن بأكمله.
***
الحوار الهادئ لغة العقلاء
لهذا علينا ن نبدأ من الآن بإصلاح ذات البين في بيتنا التشكيلي من خلال الحوار عبر الحديث الهادئ المتزن بالحكمة والصبر علما أن الكثير من المنتمين إلى الفن التشكيلي يتسمون بقدرات قد لا نجدها عن الآخرين ومنها وسيلتان للتعبير عن قضاياهم الأولى الثقافة والوعي بمنجزهم وما يعنيه ويهدف إليه وقدرتهم على سبك العبارات ومسايرة الآخر في الحوار وقبول رأيه مع الاجتهاد في إقناعه بلباقة تدل على رهافة الإحساس وصدق المشاعر ورقي الوجدان، أما الوسيلة الثانية فتتمثل في ما يبدعه أولئك الفنانون من أعمال تتسم بالفكر والجمال تدفع بالمشاهد مهما كانت ثقافته بالإعجاب بمبدعها ومنتجها دون اللجوء للحوار المباشر بالجمل أو العبارات مكتفين بالألوان والخطوط والإيحاءات المباشرة أو الرمزية في اللوحة أو النحت أو أي من سبل الإبداع التشكيلي.
ونعلم أن لغة الحوار على مختلف مهامه وأهدافه لا يحتاج إلى مؤهل عال أو درجة علمية بقدر ما تحتاج إلى موهبة مدعمة باكتساب أساليب الأخذ والعطاء والتفاهم وقبول الرأي الآخر والاستماع أكثر من الحديث أو المقاطعة وتقديم حسن الظن على الشك أو الفهم الخاطئ، فالحوار المتسم بحسن النية وتحقيق هدف تقريب وجهات النظر والإقناع بالحسنى جزء من مبادئ ديننا الحنيف وصفة من صفات رسولنا الكريم التي حقق بها رسالته، لهذا فنحن في حاجة لأن نسعى لهذا الهدف تحقيقا لمكاسب جماعية لهذا الفن ومستقبله.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved