الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th August,2005 العدد : 118

الأثنين 10 ,رجب 1426

من الحقيبة التشكيلية
العليان للثقافية: هناك أسماء يعتمد عليها عند الاقتناء
محمد المنيف

رغم الكثافة في أعداد التشكيليين والتشكيليات إلا أن صالات العرض المتخصصة لا زالت نادرة والموجود منها يمر بحالات من التردد في الاستمرار أو التوقف عودا إلى أن تجربة إقامة المعارض التشكيلية لا جدوى منها فالصالات تلك لم تكن تعتمد على اللوحة كمصدر كسب بقدر ما يراه أصحابها أنه دعم للحركة التشكيلية فالصالات تقوم بنشاطات أخرى منها أعمال الديكور وتجهيز اللوحات بالإطارات (البراويز) إضافة إلى الدخول في مشاريع التجميل التي يتم تأمين الأعمال لها من خلال استيراد أعمال أجنبية مقابل ما يضعه التشكيليون المحليون من أسعار مبالغ فيها على لوحاتهم.
في هذه الحقيبة حوار أجرته الثقافية مع أحد المعنيين بتسويق اللوحة التشكيلية وأحد الداعمين للفن التشكيلي من خلال صالة متخصصة للمعارض، الأستاذ عبد الرحمن العليان مدير وصاحب صالة شدا للفنون الجميلة بمدينة الرياض.
يقول الأستاذ عبد الرحمن عن تجربته في تأسيس قاعة عرض وعما لوحظ من عدم استمرارها وتوقفها بين فترة وأخرى أن الصالة لم تتوقف عن تقديم نشاطها الفني باستثناء فترات الإجازات الرسمية... مع مراعاة أوقات الاختبارات والعطلات الرسمية حتى لا يضيع حق الفنان في الحضور من جمهور الفن والمتذوقين.
وحول تمكنه وإلمامه بالساحة التشكيلية... ورؤيته لها من زاوية التسويق؟ أجاب بقوله: من وجهة نظري أن التسويق له اعتبارات عديدة ترتبط بالفنان وبالجمهور: فمن ناحية الفنان هناك أسماء يتم الاقتناء لها الآن لأنها أصبحت اسماً في الحركة التشكيلية... واقتناء أعمال لها يصبح نوعاً من الاستثمار... وهناك الجزء الخاص بالجمهور فإن ارتفاع أسعار بعض الفنانين يجعل عملية التسويق تأخذ شكلاً آخر من عمليات التسويق تبعد كل البعد عن اقتناء الأعمال الفنية... وأيضاً لابد أن نذكر هنا إغراق الأسواق بالأعمال التجارية المستنسخة ذات الأسعار المنخفضة جداً التي أصبحت الآن تحل محل الأعمال الأصلية.
ومن وجهة نظري أرى أنه لابد من وضع قاعدة أسعار للأعمال الأصلية تبعاً لتجربة الفنان ومشواره الفني... حتى لا يتساوى الفنان ذو التجربة الثرية والطويلة مع الهواة والمبتدئين.
وعما يقال أن قاعات العرض تشبه مكاتب العقار... أجاب، السؤال هام جداً وشائك لأنه يمثل العلاقة بين الفنان وقاعة العرض.
وأنا أرى أن استغلال الحالة المادية للفنان في بعض الأوقات لاقتناء أعماله بأسعار رخيصة يضع صالة العرض وإدارتها في مصاف المستغلين وليس في وضعها الحقيقي المنوط بها.
وأنا أرى أن صالات الفن لابد أن تقيم علاقات حميمة مع الفنانين الذين تتعامل معهم سواء في أوقات الضيق أو الأوقات الأخرى فالفنان وصالة العرض هما قطبا منظومة لابد أن يحكمها نوع من الأخوة والتسامح والعلاقة الطيبة... وهذا يعطي لصالة العرض موثوقية من قبل الفنانين والأكثر من هذا أنا أود أن أذكر أن إدارة الصالات يلزمها إذا كانت تتبنى بعضاً من الفنانين وتسوق أعمالهم فلابد لها أن تراعي الفنان في جميع حالاته وتساعده في مواقفه الحياتية المتغيرة وهذا أسلوب يرتقي إلى الإنسانية ويطور من هذه العلاقة ويجعلها تستمر بطريقة أفضل...
ومن تجربتي واضطلاعي في سفراتي المتعددة واستقرائي لاستراتيجيات القاعات الخاصة في إدارتها رأيت أن الفنان وصالة العرض أصبحت العلاقة بينهم تشبه العائلة فالقاعة بدون فنان لا يمكن لها الاستمرار... والفنان بدون قاعة عرض ومسوق لا يمكن له أن يستمر.
وحول مشاركة العليان في تجميل بعض المرافق... هذه المشاريع كانت تستوجب طرح أعمال مستوردة وذلك لعدة أسباب:
إن المطروح في العقد لتأمين أعمال فنية يعتمد بالدرجة الأولى على الاستشاري الذي نحاول جاهدين إقناعه بأعمال الفنانين السعوديين وله حرية الاختيار بما يتناسب وموقع العمل وأهميته.
ولكن لا أنكر أنني في الكثير من الأحيان كان يشترط في المشاريع أعمال فنانين أصلية فكنت أقوم بعمل اتصالات بالفنانين وأقنعهم بالمشاركة وعدم التردد في هذا الأمر... وأيضاً أود أن أناشد إخواني الفنانين في الالتفات لأمر هام وهو الخاص بالأعمال الفنية للمشروعات داخل المملكة... وهو أن اقتناء عمل فني لبعض الفنانين في أي من الأماكن داخل بلدنا هو أهم بكثير من القيم المادية المقابلة له... فعلى سبيل المثال الأعمال الفنية الموجودة بالمطارات والإدارات الحكومية في المملكة أصبحت الآن شبه متحف مفتوح تضم وتحتضن أعمال الفنان واسمه ليراها العديد من المواطنين لحقبات زمنية متعاقبة. أما عن المعارض التي تدخل الصالة وتخرج دون أن ينقص منها شيء... فيقول: نحن كصالة عرض نقوم بالدور المنوط بنا وهو عمل الدعاية الخاصة بالمعرض على كل المستويات سواء المستوى الأكاديمي المستوى الاجتماعي مستوى رجال الأعمال وأنا بخبرتي أرى أن دائرة الاقتناء تضم الكثير من الشرائح ولكن شريحة رجال الأعمال هي الأكثر اهتماماً في عملية الاقتناء... ونحن طالما طرحنا الموضوع للمناقشة فأنا أرى أنه لابد من المشاركة الفعلية والفعالة من قبل رجال الأعمال والمؤسسات التجارية في اقتناء أعمال الفنانين فهذا يأتي بدوره الإيجابي على محورين:
أولهما: تفعيل حركة الفنان التشكيلي ودفع ودعم الفنانين.
ثانيهما: تفعيل الذائقة الفنية والجمالية حال اقتناء أعمال فنانين من المملكة في إدارات ومؤسسات داخل هذا البلد الحبيب.
ولا أنكر دور بعض رجال الأعمال في الاقتناء ولكن كم هم الذين يقومون بالاقتناء؟
إن المملكة تزخر بالعديد من الفنانين الذين يرتقون إلى مصاف العالمية وهذه الحركة المتسعة الأطراف تحتاج إلى دعم أيضا متسع الأطراف... فهي حلقة متصلة لابد من تفاعلها.
كما أود أن أذكر هنا أن عملية دعم المعارض من جهات رسمية أو قطاعات خاصة مثل البنوك وغيرها لها أيضا دور هام في تخفيف العبء عن الفنان في طباعة مادته العملية وسيرته الذاتية فأنا أناشد هذه الجهات بتفعيل هذا الدور على مستوى الفن التشكيلي.
وعن تواجد المرأة في المجال التشكيلي... وكيف يرى العليان هذا التواجد؟
قال: على مدار فترة ليست بالقصيرة تابعت الحركة الفنية التشكيلية السعودية وتابعت فيها إنتاج الفنانين والفنانات، وأنا لا أرى فارقاً ذا دلالة معيارية في هذا الجزء... لأننا في المملكة العربية السعودية نتابع كل يوم إبداعات فنية تشارك فيها فنانات... ونحن كصالة عرض قمنا بتنظيم معارض جماعية كانت تضم الفئتين، كما قمنا بتنظيم معارض لفنانات سعوديات فقط كمعارض شخصية... وأنا أعتقد أن الإبداع هو فعل إنساني يشترك فيه الرجل والمرأة... والشواهد عديدة فهناك مسابقات نظمت داخل المملكة مثل مسابقة ملون السعودية ومسابقة أبها ومسابقة الإسلام سلام، ووجدنا أن الجوائز كان فيها حضور قوي للفنانات ولا تقل أعمالهن الفنية إبداعاً عن إبداع الفنانين. ونحن في تعاملنا مع الفنانات نتعامل بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الفنانين فنحن أولاً وأخيراً نتعامل مع القيمة الفنية الإبداع ويهمنا في نهاية الأمر تفعيل الذائقة الفنية.
وفي مجال خدمة صالات العرض للارتقاء بالذائقة.......
قال الأستاذ عبد الرحمن العليان: إن على صالة العرض تحديد أهدافها التي تقيم عليها أنشطتها الفنية فإما أن تكون أهدافها تجارية... أو أن تكون فنية ثقافية وأيضاً تسوق لأعمال الفنانين.
ونحن في بداية إقامة قاعة العرض (شدا) كان نصب أعيننا أن نراعي هذه المفارقات وطرحنا على أنفسنا أسئلة عديدة.
هل سنكون صالة تجارية؟
هل سنكون قاعة فنون فقط؟
هل سنكون قاعة (شبه منظومة متكاملة) نشاط فني عروض تشكيلية اهتمامات ثقافية؟ وبعد دراسة طويلة طرحنا هذا المفهوم الموجود الآن وهو (صالة الفنون) التي تقوم بعرض أعمال فنية وتقيم بعض النشاطات الثقافية وأيضاً تسوق لأعمال الفنانين.
وهذا الأمر استوجب الكثير من الاستراتيجيات، فأنت كقاعة عرض خاصة تختلف كثيراً عن القاعات الأخرى...
ولكننا وبتوفيق من الله وبعون الإخوان الفنانين والنقاد الأساتذة قمنا بهذا العمل وقدمنا للساحة عروضاً فنية ترقى إلى المستوى الفني الإبداعي، كما قدمنا أمسيات وأنشطة ثقافية كانت تدور جميعها حول إشكاليات في الفن والنقد وتاريخ الفن.
وعن تجربة الصالة في إقامة معرض عربي مشترك من مختلف أقطار الدول العربية من المقيمين تحت اسم ملتقى الفنانين العرب قال: التجربة الأخيرة فكرة ما زالت مطروحة للدراسة ويمكن تطويرها وطرحها بصورة أفضل... ولكنني لا أنكر أنها تجربة فريدة لعدة أسباب:
إن طرح فكرة ملتقى للفن يضم فنانين من المملكة وبعض الأقطار العربية هو من الأفكار النبيلة التي تستحق الدعم والمساندة.
فكرة تبني صالة عرض خاصة لمثل هذه الفكرة يثبت ما قمنا به سالفاً وهو دعم المعارض التي تدعم الفن والقيمة بعيداً عن التجارية والسوق التجاري للفن.
طرح فعاليات ثقافية موازية لهذا العرض يجعل من نشاط ثقافي متكامل. ولكن أنا لا أنكر أن هناك بعض النقاط المهمة التي من الممكن دراستها إذا كان هناك ملتقى آخر في المستقبل مثل:
اختيار الفنانين، الترشيح للعرض، عدد الفنانين، المجالات الفنية وتمثيلها داخل الملتقى، من جرافيك وتصوير ونحت ورسم وفنون الميديا.
ولكن ما قلته في مقدمة كتالوج ملتقى يوضح الإجابة أكثر وهو أننا دعمنا فكرة في المهد، ويمكن في المستقبل دعمها وتطويرها ليصبح ملتقى الرياض معرضاً يرقى إلى مستوى المشاركات الدولية العربية بصورة أفضل. وعن نتائج ما حظيت الصالة به من زيارة عدد من المسؤولين منهم الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزراة الثقافة والإعلام وافتتاحه معرض الفنانتين تغريد البقشي وفاطمة باعظيم.
قال العليان: أولاً أود في هذه المناسبة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير نيابة عني وعن إدارة قاعة شدا للفنون وأيضاً عن جموع الفنانين لسعادة الأستاذ الدكتور عبد الله جاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام المشرف على الثقافة...
وذلك لهذا الشرف الذي منحه لقاعة شدا للفنون بتشريف سعادته بافتتاح المعرض لفنانتين إحداهما من الأحساء والأخرى من جدة. كما أود أن أبين هنا أن تشريف سعادته للافتتاح أعطى فرصة كبيرة للفنانين والنقاد والحضور لفتح حوار مع سعادته عن هموم الفنانين وآمالهم المستقبلية حول الحركة الفنية في المملكة.
وأود أن أطرح وجهة نظر في مستقبل قاعة الفنون (شدا) وقاعات الفنون الأخرى في ظل التنظيم الجديد لواقع الثقافة في قادم الأيام الذي تُعد له الوزارة إعداداً مدروساً.
أنا أرى أن صالات العرض الخاصة يمكن لها أن يكون لها مشاركات فعالة وموازية لفعاليات المعارض التي تنظمها الإدارات الرسمية في المملكة... وهناك أمثلة عديدة على ذلك حول العالم.
ففي بينالي فينسيا في إيطاليا والذي يقام كل عامين يسمح لقاعات العرض الخاصة بتنظيم عروض موازية أثناء فعاليات البينالي وتحت مظلة إدارته. وأيضاً في معرض الروكومنتا بألمانيا في كاسيل والذي ينظم كل خمس سنوات يتم إقامة عروض موازية في صالات العرض الخاصة ومنها ما يقوم بعمل أنشطة ثقافية.
فأنا أرى أن إقامة قنوات اتصال بين القاعات الخاصة والجهات الرسمية سوف يدعم حركة الفن التشكيلي ويعطي نوعاً من التوحد في تقديم القيمة والإبداع الذي سوف يؤتي بثماره على جموع الفنانين والفن في المملكة.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved