الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th August,2005 العدد : 118

الأثنين 10 ,رجب 1426

وميض
التجمعات التشكيلية في المملكة
عبد الرحمن السليمان
السؤال الأهم عندما نتحدث عن التجمعات التشكيلية في المملكة هو: ما الذي أضافته هذه التجمعات الى الحركة التشكيلية السعودية، وما مقدار تأثيرها في هذه المسيرة، وما شكل التنافس الذي يتحقق فيما بينها؟
تعتبر جماعتا ألوان ومجموعة الرياض من أواخر التجمعات التشكيلية المدينية التي ظهرت في الساحة التشكيلية المحلية، وبعدهما ظهرت مجموعة مسار، وأجد منحى جديدا من خلال مجموعة (شتا) ذات التوجه الأحدث التي تتكون من عبدالناصر غارم وأشرف فياض وعبدالكريم قاسم ومحمد خضر وأحمد ماطر.
اتخذت بعض التجمعات التشكيلية صفة عربية لسبب وجود معظم أعضائها في المملكة، وتقيم معارضها بناء على تسمية عامة، وبالتالي فإن الفكرة قد لا تعدو سوى عرى جماعية قد يصل الى خمسة عشر اسما لا يمثلون جميعا حركات التشكيل في بلدانهم، وبالتالي فإن ما يجمعهم هو فرصة متاحة وجهد مشترك وحب للفن وممارسته وفق مكتسباتهم الفردية التي تتفاوت من شخص لآخر، لعل هذا ينطبق على بعض التجمعات التشكيلية التي تكونت من أسماء تشكيلية سعودية أبرزها مجموعة (أصدقاء الريشة) التي تعتبر بادرة لتجمع أكبر مستوى وتأثيرا، لعل هذا ما سعت له جماعة ألوان بعد عرضين لها بأسمائها الأولى المؤسسة والمتكونة من فنانين يعيشون في مدينة الرياض.
من طبيعة معظم التجمعات الفنية عدم استمرارها لأسباب مختلفة، وبالتالي نجد أن معظم التجمعات الفنية التشكيلية العربية قد انحلت وانتهت، وأصبحت فقط تاريخا في مسيرة الحركة الفنية التي انطلقت من رحمها، وقد لا نجد أو نسمع بيانا واضحا بذلك، ولعل التقادم والتكرار من تلك الأسباب على أن معظم تجمعاتنا المحلية مع صفتها المدينية تتواصل متكررة في أسمائها وتجاربها، ولعل مجموعة المدينة المنورة مثال واضح على هذا الاستقرار الذي لم يحركه سوى بعض الاسماء الشابة التي انضمت للجماعة.. أخيرا وطمحت لمكانة بين الاعضاء والساحة التشكيلية المحلية، والواقع أن المجموعة أتاحت بتحركها فرص التعريف بعدد من أعضائها خارج إطار المدينة المنورة التي انطلق منها الفنانون. أتساءل وربما غيري لماذا لم تسهم هذه الجماعة مع عمرها الأقدم بين التجمعات التشكيلية في المملكة على تغير متصاعد في مستوى نتاج البعض من أعضائها الأقدم إذا علمنا أن الجماعة خرجت لدول عربية واحتك أعضاؤها بفنانين عرب في أكثر من موقع، هذا التنامي أو التطور أو التأثر والاستفادة من خبرات البعض نجدها بين فناني الدوادمي خاصة النحاتين الذين أطلقوا تجمعهم من مرسم ناد رعى نتاجهم، وقدمهم إلى المشاركات الرسمية المحلية. فالاستفادة واضحة بين النحاتين على الخصوص وهم الذين يمثلون أكثر من جيل، ولنلاحظ على سبيل المثال علي الطخيس وفهد الدبيان ومقدار المستوى البارز للاثنين مع تباعد فترة مشاركاتهما، ومع أن جماعة ألوان التي ظهرت في الرياض سعت في نشاطها الاخير إلى ضم بعض الأسماء المعروفة في الساحة التشكيلية المحلية مثل طه صبان وعبدالله حماس وعلي الطخيس وآخرون إلا أنها لم تزل تعاني من مستوى غير مستقر لأعمال منسوبيها، ولنأخذ العرض الأخير للجماعة مثالا، في هذا السياق نسترجع تجمعات تشكيلية أخرى في القطيف من خلال مركز الخدمة الاجتماعية الذي هيأ لقيام جماعة الفنون التشكيلية، وسنلاحظ أن هذا التجمع أسهم في تنامي مستوى بعض أعضائه بفعل الاحتكاك والتنافس فيما بينهم، إن الأهمية من تنشيط مثل تلك التجمعات تكمن في خلق مستويات متصاعدة تسهم في المستوى العام للحركة التشكيلية المحلية، ومع الاقتناع بأهمية أن تجد هذه التجمعات دعما من قبل المؤسسات الرسمية خاصة وزارة الثقافة والإعلام فإنني أرجو أن يكون ذلك ضمن أوجه تبنيها الحركة التشكيلية المحلية، ومؤكد على أن تنطلق وفق مستوى يمثل دورها في حركة تشكيلية متنوعة وثرية لا على المستوى المحلي فحسب بل وعلى المستوى العربي على الأقل.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved