عولمة الأدب.. نقيض عالميته
|
المفهوم الدارج الآن عن تحولات الأدب وانزياحاتها نحو المعاني الأخرى للتحول هو ما بات يردد الآن (عولمة الأدب) التي ينادي بها بعض المبدعين العرب من أمثال محمود درويش وسميح القاسم، في وقت تظل الرؤية الأكثر واقعية في هذا المفهوم، وهي التي تناوئ هذه الفكرة، هي عالمية الإبداع على نحو ما تسنى للروائي العربي نجيب محفوظ حينما حاز جائزة نوبل للأدب قبل أعوام.
الأمر الذي يدعو للدهشة أن هناك من يجذب أدبنا العربي إلى مظان التميز على مستوى العالم العربي، في وقت يظل بعض أدعياء النقد لدينا لا يعبأون بأهمية دورهم في دفع الحركة الأدبية نحو عالميته التي تظهر معاييرها.
الخوف الواضح في هذه الإشكالية المسماة (عولمة الأدب) يكمن في إملاء شروط ومواصفات العالمية من منطلق دولة واحدة مهيمنة، أو عرق يرى أنه الأفضل في هذا الكون، وكل هذه الإرهاصات النرجسية والدعية تأتي من قبل الأقوام المنتصرة في حربها على الإسلام والوئام والإرهاب وغير الإرهاب وعلى رأسهم (الإنجلو سكسون) الذين لا يرون بمن سواهم أي مزية سوى أنهم أعداء، وهذا فهم خاطئ يخرج ثقافة الشعوب وحضاراتها عن مفهوم العالمية التي تتحدث فيها الرؤى بدلا من هذا المفهوم (العولمي) الذي يضع المعيار الغربي سنداً ومنطلقاً له.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|