الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th December,2003 العدد : 39

الأثنين 21 ,شوال 1424

.. يستحق التكريم
أ.د. عبدالله بن علي بن ثقفان

الشيخ (العبودي):
بقية من أولئك الجادين الذين لا تغريهم المناصب،
ولا تشغلهم مباهج الحياة.
كان يهوى رياضة الصيد،
لكنه تركها ليعاني من رياضة العقل.
أصبح هاوياً لاصطياد المشاهد.
وهي مشاهد تنطلق من هم ذاتي أملاه عليه عقله ودينه قبل منصبه كأمين مساعد لرابطة العالم الإسلامي.
لم يكن همه الرحلة قدر همه الكشف عن الأحوال والديار.
إنه قد كشف عنها أو عن بعضها في أكثر من عشرين ومائة مؤلف بين مخطوط ومطبوع، مستخدماً لغة طيعة، لينة، سهلة.
إن كل تلك المؤلفات تمثل جهداً عظيماً خاصة عندما يكشف فيها عن حالة من أحوال المسلمين الذين يعيشون في أنحاء عدة من هذه الكرة.
إن (العبودي الرحالة) قد استغل تنقلاته ليسجل لنا كل مشاهداته، لا، بل مذكراته لتمثل جسراً للتواصل ليحوّل (الكتابة) بهذه القدرة إلى «نشاط إنساني»، فالكتابة في أساسها «خدمة للناس وليست لنيل إعجابهم» كما قال «لوكاس».
إن الذي يرغب (الرحلة) إلى البلدان الأخرى في شرق الكرة أو غربها، فإن بإمكانه معرفة شيء عن عادات وأخلاق وجغرافية المكان الذي له رغبة في زيارته.
والذي يرغب معرفة شيء عن «حياة وأفراد الجماعات» فما عليه إلا قراءة كتابات العبودي (الرحالة).
إن المهم في رحلات العبودي لقاءاته بالمسلمين، وزياراته لأماكن عباداتهم (المساجد)، إن هذه اللقاءات، وتلك الزيارات قد كشفت لنا شيئاً عن أحوال إخواننا المسلمين، وهو كشف يجعلنا نشعر بشعورهم، «والمسلم هو من يحس بأخيه المسلم ويشعر بشعوره، فيفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، ويرى أنه جزء منه...» (فقه السنة، ج2،ص599).
إن (العبودي) بهذا العمل يستحق التكريم، وكنت أتمنى أن جامعاتنا قد سبقت إلى هذا التكريم، لكن للأسف، الأمر الذي جعل (الحرس الوطني) كعادته يحقق هذا السبق، ويسعى لتكريمه أسوة بمن كرمهم من الرعيل الجاد، وهذا سبق يستحق الشكر لأن الحرس الوطني ممثلاً في (مهرجان الجنادرية) قد حَقَّق ما لم تحققه الجامعات في هذه البلاد، وإلاَّ ما الذي سيخسرها لو منحته درعاً تذكارياً؟ أو دعته لإلقاء محاضرات عن معاناته؟، أو طبعت رحلاته!!
إنها أسئلة تجعل جامعاتنا في محل التساؤل، وبُعدها عن تكريم من يستحق التكريم، وهل تحولت إلى شبه مدارس؟، أم إلى إلقاء محاضرات على الطلاب؟ أم ماذا؟؟، وأين مراكز البحوث فيها؟، وأين عمادات كليات الآداب واللغة العربية؟؟
إن التكريم للرعيل الجاد ينبغي ألا يتوقف عند كتابة رسالة عنه، أو إلقاء بحث، أو... أو... بل ينبغي أن يتعدى إلى التكريم الفعلي، وسؤال أخير: ما المانع من اختيار مثل هذه الرعيل الجاد الذي عمل وعمل أعضاء في مراكز البحوث في الجامعات إن كانت هناك مراكز بحث..!!؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved