النقد الثقافي والنقد الأدبي.. مرآة واحدة أم وجهان مختلفان؟!
د. مصطفى الضبع: الأدب السعودي وضع النواة الأولى للنقد الثقافي على الساحة العربية
د. رمضان بسطاويسي: النقد الثقافي زاد
|
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد عبد الظاهر:
يثير مصطلح النقد الثقافي العديد من التساؤلات بداية من معناه وهدفه وما هية الاضافات التي يطرحها لتيار النقد والفكر العالميين.. حول هذه التساؤلات التقى نخبة من نقاد الادب والمبدعون وذلك على هامش مؤتمر ادباء الاقاليم في مصر الذي عقد في محافظة المنيا مؤخرا.
الأدب السعودي والنواة الأولى
أكد الناقد الأدبي الدكتور مصطفى الضبع ان الادب السعودي شهد النواه الاولى لظهور النقد الثقافي على مستوى الساحة الأدبية العربية مشيرا في ذلك الى محاولة د. عبد الله الغذامي والتي تبلورت في كتابة النقد الثقافي قراءة في الانساق الثقافية العربية والذي ظهر فيه نقده للثقافة العربية بالدرجة الاولى خاصة في تكريسها لنماذج من الشعراء وقال د. الضبع ان الغذامي استطاع ان يستوعب كل ما طرح على الساحة العالمية في موضوع النقد الثقافي بجانب مراجعته الكثير مما كرسه النقد الأدبي عبر نصوص التراث العربي السابقه وذلك عبر مقولته الشهيرة حول اهمية النقد الثقافي ان النقد الثقافي تعرض لاسئلة لم يكن للنقد الأدبي ان يهتم بها او يقف عليها ومن هنا فإننا سنشهد مجال النقد وسنلاحظ انه مجال منسي فعلا ومغفول عنه ولسوف تأتي وظيفة النقد الثقافي المعرفيه من هذا المجال المهمل، واكد الضبع ان جهود الغذامي تعتبر النواة الاولى للنقد الثقافي على الساحة العربية وتطرق د. الضبع الى اهم سمات النقد الثقافي حيث قال: انه يتميز اولا: بالتكامل حيث ان علاقته بالانواع الاخرى من النقد علاقة تكاملية فالنقد الثقافي لا يرفض الاشكال الاخرى من النقد. ثانيا: التوسع فهو يوسع من منظوره للنشاط الانساني كاملا ولا يقتصر على نشاط معين. ثالثا: الشمول فهو نقد شامل لكل منا حي الحياة مما يكسب النقد نفسه قيما أخرى جديدة هذا بجانب تميزه بالاكتشاف سواء في النصوص الأدبية نفسها او في الواقع بوصفه نصا اشمل ويطرح علاماته ويوجه النظر لما تحمله من دلالات وتطرحه من انظمة لها قيمتها في سياق الفكر الانساني واكد ان الهدف الصريح للنقد الثقافي يتمثل في اعادة فتح وتنظيم وتوسعه الموروث الأدبي حتى يستوعب الانتاج الانثوي الذي طال اهمال الرجل له.
النسوية والنقد الثقافي
وتناول الناقد الأدبي د. رمضان بسطاويسي النسوية والادب الانثوي بوصفه تجليا واضحا للنقد الثقافي الذي ساعد على ظهور النسوية على الساحة الأدبية مطبقا ذلك على الخطاب الثقافي في نصوص عائشة التيمورية حيث اكد د. بسطاويسي ان ظهور النزعة النسوية ارتبط بالتعدد الثقافي ونفى فكرة القطب الواحد واصبح الحديث عن اقطاب متعددة الوجود فكرة رابحة في الفكر الغربي بعد تزايد الدراسات التي تقدم نقدا للحضارة الغربية ونماذج الهيمنة والسيطرة التي تصدره للعالم في السياسة والفكر والحياة اليومية مشيرا الى ان النقد الثقافي استند في ظهوره الى تزايد هذه الجماعات السياسية والاجتماعية لانها كانت في حاجه الى منهج جديد يستند لرؤية مخالفة للمنهج الذي يعتمد على تبرير النص جماليا دون الاشارة الى النسق الثقافي الذي يمثله ويعبر عنه.
واضاف د. رمضان انه لابد من الاشارة الى النقد الثقافي ودوره في توسيع رقعة النصوص حيث يعتبر اي نص مادة خام تكشف عن مستويات كثيرة لا تعبر عن الانساق الثقافية للمجتمع فحسب ولكن تعبر ايضا عن وعي الامة بذاتها وكيف تطور هذا الوعى والآليات التي اتخذها للتعبير عن هذا الفكرذلك لان الاشكال الأدبية اللغوية تعكس في ذاتها موقفا من القضايا السائدة في الواقع وتعبر عنه وقال د. بسطاويسي انه في هذا الاطار ارتبط مستقبل الفلسفه النسوية الأدبيه بمستقبل النقد الثقافي بالدرجة الاولى.
واشار د. بسطاويسي الى ان النقد الثقافي يعتمد على عملية تحليل للنصوص الأدبية في سبعة عناصر اساسية هي عناصر الرسالة التي ينقلها النص والمجاز ووظيفته في النص والتورية الثقافية ونوعية الدلالة الفكرية التي يركز عليها النص والجملة النوعية والمؤلف المزدوج واخيرا علاقة النص بالنسق الفكري السائد وطبق د. بسطاويسي عناصر التحليل الثقافي على نصين ادبيين لعائشة التيمورية وكشف من خلال التحليل ان هذه النصوص اكدت من خلال الصورة التي قدمتها الاديبة على رؤيتها في دور الادب في الحياة الاجتماعية وتأكيدها على ان الفن الأدبي كان وسيلة لتهذيب النفس وتقويتها اخلاقيا ومن بواعث الالتزام الاخلاقي لترقية الحياة ونموها.
حوار طويل
وفي مداخلة له اكد الناقد د. محمد عبد المطلب ان قضية النقد الثقافي تحتاج لحوار طويل ومناقشات ممتدة وذلك لان النقد الأدبي تحول الى نوع من النقد الثقافة واصبح هناك خلط واضح لدى بعض النقاد واشار ان بعض من يمارسون هذا النوع من النقد قد تجاهلو ان بدايته كانت مع العقاد وطه حسين.
واضاف د. عبد المطلب ان استعادة النقد الثقافي هي محاولة دائمة للهروب من السلطة مؤكدا ان الثقافة نفسها تحولت الى سلطة اخرى غير مقيدة بقوانين او دساتير فهي تستمد سلطتها من واقعها الحقيقي ومن ثم اتسع سلطان السلطة الثقافية حتى كاد ان يعم واقعنا الثقافي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
