الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

في كتابه (الظواهر المسرحية عند العرب)
عرسان: المسرح يمثل خلاصة تجارب الإنسان ومعاناته
تحدث الدكتور علي عقلة عرسان في كتابه (الظواهر المسرحية عند العرب) عن العناصر الستة التي يجب توافرها في النص المسرحي وقال:
لم تخرج الدراما، بمعناها الشامل والمتعارف عليه في القرن العشرين، عن عناصر ستة، هي المقومات الرئيسية لوجودها وهي: النص الإخراج التمثيل المناظر المسرحية الجمهور دار العرض المسرحي.
ولكل من هذه العناصر مقوماته ومواصفاته، ومكانته وشروط فعاليته، في العمل المسرحي.
والعرض الناجح لا بد أن يحدث تأثيرات عامة في الجمهور أهمها:
الإمتاع: على أن يفهم من الإمتاع، الفائدة والتسلية.
نقل حصيلة خبرة إنسانية للناس، والتأثير فيهم بقصد تحريضهم على تغيير واقع معترض عليه، واستبداله بواقع أفضل منه، ويبدأ ذلك بتغير الذات.
القيام بعمل من شأنه أن يحسن مفهوم الحياة بنظر الإنسان، ويرقى بقيمه وأحاسيسه ومشاعره، ويطور نظرته للوجود ونظرته لدوره ومكانته هو في الوجود.
ولا بد من الإشارة إلى أن الفن عامة، والمسرح خاصة، لم يكتسبا هذا الدور، ولم تبرز لهما حدود تلك الوظيفة والفاعلية في حياة الناس وبناء الحضارة، إلا بمرور الزمن، ونتيجة تطور طويل الأمد أملته حاجة إنسانية للعطاء، على المستوى الفردي، ورغبة إنسانية في التلقي على المستوى الجمعي، ورغم أن هدف الفن كان منذ بداياته: التعبير عن تفاعل الذات المبدعة مع الحياة والناس، ورصد تجربة ومعاناة وخبرة، بهدف تحقيق مستوى أفضل من الإحساس والتذوق والتفكير والحياة، في إطار جمالي هو في حد ذاته إحدى الغايات الإبداعية، وإثبات وجود الذات بمواجهة الجماعة والطبيعة والكون، والفوز برضا الناس وانتزاع إعجابهم، عن طريق الظهور أمامهم بمظهر الساحر القادر على التفوق والإبهار، وصانع الأعاجيب مما لا يقدرون هم على صنعه، ومحور الاهتمام العام، رغم أن تلك كانت أهداف الفن الرئيسية، إلا أنه حمل في ثناياه طابع الطقس الديني والوعظ والإرشاد، أي الصفة التعبدية والتعليمية في آنٍ معاً، وكان يؤدي إلى تطهير وراحة في نفس وضمير الإنسان المبدع ذاته، وفي الجماعة التي يوجه إليها الإبداع، أو المشاركة فيه بشكل من الأشكال.
ويمكن أن نلاحظ منذ البدايات الأولى لهذا الفن، التي بوسعنا أن نرجعها إلى نشأة التجمع الإنساني البدائي في مجتمعات الصيد والرعي، يمكن أن نلاحظ وجود العناصر الرئيسية للفرجة وهي:
الراوي (الممثل): الذي يجسد حادثة بإعادة تقديمها أو بإعادة خلقها كفعل مسرحي يعتمد على: الكلام والإيقاع والحركة، بشكل مرتجل، غير مكتوب ولا منسق مسبقاً.
المكان: الذي يتصدر منه ذلك الشخص المجموعة الجالسة، ويستقطب أنظارها واهتمامها.
النظارة: الذين يتابعون بتأثر واستمتاع ما يقدم إليهم، وتنغرس في نفوسهم خلاصة تجربة إنسانية، إن لم تكن فائدتها أغزر من تسليتها، فهي على كل حال أدت غرضاً يحتاج إليه الإنسان.
وإذا تجاوزنا ذلك التصور لبداية الظاهرة المسرحية، مع بداية نشأة التجمع البشري، وفتشنا عن ظاهرة مسرحية أكثر نضجاً في حياة البشرية، وخلال العصور التاريخية، منذ أن سجل الإنسان، بشكل مفهوم، خلاصة معاناته وتجاربه وتفاعله مع الحياة ومعطياتها، لوقعنا على بداية ناضجة نوعاً ما، تخطت فيها الظاهرة المسرحية الأشكال البدائية الأولى التي تصورنا وجودها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved