أليمٌ ما ألاقي من صدودِ |
وهل أتلو بذي هجر قصيدي؟! |
وما فعلت زهور الود بعدي |
وتغريد البلابل.. مع نشيدي؟! |
وهمسي حينما حيَّاه خفري |
فأجفل وانزوى نحو البعيدِ!! |
أنا أنثى لبستُ الشمس نوراً |
نقائي ضجَّ في قلب الخدودِ |
تفجَّر في دمي الإعفاف حتَّى |
تخال الطهر يجري في وريدي |
أنا أنثى لبستُ الخفر عزًّا |
أنا كبر تبعثر بالصدودِ |
كميزابِ السماءِ يهل قطراً |
يفتت دافقاً صخر الصمودِ |
وإني في المواقف من حديد |
ويصهرُ حين أذكره حديدي! |
وبرد قارس.. قرّ عليهم |
ولكن ذاب من شوقٍ.. جليدي |
وآملُ كلَّ صبحٍ في رجاءٍ |
خطاباً جاء صندوق البريدِ |
فلا ألق.. ولا ألقى رجائي |
ولا أملاً.. ولا ألقى بريدي! |
وأنظر فيه ثانية.. بيأس |
وأبحثُ فيه عن قلبي الشريدِ |
أقلبُ أظرف الأصحاب حيناً |
وكشف حسابي الخالي الرصيدِ |
وأندبُ ما أضاع الدهرُ مني |
دراهم، بل فؤاداً كالجريدِ |
وترحمني مظاريفي وتبكي |
فأكره شكل صندوقي الوحيدِ |
كأني والجوى.. ودموع عيني |
وسهدي منه كالطفل الوليدِ |
وأمشي نحو محرابي وئيداً |
وأدعو الله ذا العرش المجيدِ |
أخضِّل وجهي المسود حزناً |
وأنشج في ركوعي والسجودِ |
أربِّي جاش في صدري جيوش |
من الأحزان كالسيل الشديدِ |
أربِّي سلَّ شوقي من فؤادي |
وإلا الموت.. بل قتل الشهيدِ!! |