الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

مطالعات
حسن الزهراني في (تماثل) شعري جديد: الديوان رسائل مقتضبة تذهب للواقع دائما
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* تماثل (ديوان).
* حسن محمد حسن الزهراني.
*دار الكنوزبيروت2005م
الشاعر حسن محمد الزهراني يصدر ديوانه الجديد (تماثل) عن دار الكنوز الأدبية ببيروت هذا العام، وفيه يشرق الشاعر طويلا في تمثلاته الواقعية.. تلك التي تعكس رغبته الشديدة، وميله الحاد نحو خلق المتناظرات الشعرية المتميزة، حتى ترى قصائد الديوان وقد أضحت تقابلات بين أضداد برع الشاعر الزهراني في تصويرها والعمل على تقديمها شعرا فاتنا.
قصائد ديوان (تماثل) تراوح بين التوسط والقصر، لتصبح كل قصيدة بيانا واضح عما أراده الشاعر، فقصيدة (تماثل) التي حملت عنوان الديوان تأتي تتويجا لهذا المفهوم المقتضب لما أراده الشاعر، حيث وازن الشاعر بين واقعه الشعري ممثلا بالقصيدة الأصيلة الخالدة وبين متلقى لم يعد يميز بين ما هو جيد أو رديء.
لم يشأ الشاعر أن يشق على القارئ، إنما ظل يقدم من خلال قصائده الفكرة المقتضبة والعبارة الرشيقة على نحو قصيدته (رهبة البعد):
احمليني
على زورق العشق
في بحر عينيك
في دفء كفيك
في ضوء خديك
رمزا خفيا..
(الديوان ص105)
تطرق الشاعر الزهراني في قصائده إلى أكثر من قضية وتعرف على أكثر من معنى، فقد تناول الشاعر قضية الإنسان البسيط الذي تشغله الحياة اليومية، وتفاصيلها الصغيرة.. وأخذ الشاعر من معنى الحياة صورة عديدة.
لم يغب عن الشاعر الإنسان أن يقيم علاقة شعرية حميمة مع المجتمع بمختلف أطيافه، فقد أشغلته قضايا أسرته وقريته، وأمته من الخليج إلى المحيط، ليدلل وبأكثر من موقف شعري زاه على أننا أهل وإن فرقت بيننا الحدود، إلا أنه يكشف حجم الفرقة والتباعد الذي تحدثه غيابات كثيرة للضمير، والمبدأ، والقيم، والهوية على نحو ما ورد في قصيدته (تراتيل المسيرة من البحر الميت إلى شيكاغو) حيث يقول في لحظة تنوير فائق:
غراب يسير
و(قابيل) من خلفه
يحمل الجثة الهامدة
وقد عركت
همة الحزن
أشلاءه الباردة
(الديوان ص134)
ديوان (تماثل) حوى في أعطافه إضمامة من القصائد التي تميل نحو المكاشفة، والفضح لما هو سائد في لغة المهادنة، والوجوم حتى أخذ الشاعر حسن الزهراني على عاتقه مهمة تقليب المواجع واحدا تلو الآخر.
البراعة الشعرية أصلت لدي القصائد هاجس البحث عن حل لمعضلة الأمة.. تلك التي تتفاقم فلم يعد في الإماكن مزيد من الكشف والتشخيص إنما ما يجدي حسب رؤية الشاعر هو أن يستفيض (المارد) فينا ليقتص من هذه الديناصورات العربية التي لم تعد تراعي الحقوق أو حتى تجبن من فعل الحماقة تلو الأخرى:
سل (ديناصور)
القاع.. كيف نبت
من وحل الضياع المر؟
(الديوان ص128)
فبين (المارد) فينا و(الديناصور) فيهم تقابلات الأضداد، فلكل طرف من هذين الطرفين تماثله الذي يدير دفة الواقع نحوه.
يقع ديوان (تماثل) في نحو (160 صفحة) من القطع المتوسط وصدر عن دار الكنوز الأدبية ببيروت، فقد سبق الديوان بمقدمة شعرية من الشاعر وذيل بسيرة ذاتية ومسيرة شعرية امتدت للشاعر على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved