الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

مع التحية والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام
الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون
علي محمد العمير

كانت الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون بفروعها، من الأماني والآمال الكبرى لدى أدباء، ومثقفي المملكة.. وقد وصلت هذه الأماني والآمال مع طول المدة إلى درجة اليأس الكامل من أدنى تحقيق لأيسرها.. فضلاً عن جميعها!!
ولكن ليس على الله بعزيز.. فقد حدث فجأة، وفي ظرف طارئ أن قام سمو الأمير "فيصل بن فهد بن عبدالعزيز" الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله بإعلان الترخيص، والقيام بتأسيس أندية أدبية عديدة جداً في مختلف مناطق المملكة.
وكذلك تأسيس "جمعية الثقافة والفنون" وانشاء فروع لها في مختلف المناطق أيضاً.
وأسند سموه مهام، ومسؤوليات الأندية، والجمعية إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب رغم عدم الصلة أو التخصص.. ولكن لا شك أن سموه أراد أن يشرف شخصياً من خلال الرئاسة لكونه شخصياً، المقترح، والمؤسس فضلاً عن حماسه الرائع لكل ما يتصل بالأدب، والثقافة، والفنون.بيد أن التنفيذ كان شديد السرعة سواء في اختيار الإدارة العامة، ومدى صلاحياتها أو حجمها، أو هيكلتها التي كانت منذ البداية وإلى الآن شديدة الضعف، والهزال، وعدم الفعالية، أو الجدوى حيث لم تستطع أن تقوم بأدنى قدر من فعالية الاشراف على الأندية، أو توجيهها، أو مراقبة نشاطاتها، أو أدنى حزم إداري.
***
وكل ذلك أو بعضه أدى إلى الانفلات الكامل في إدارة الأندية الأدبية، واختلاف، أو تضارب توجهاتها، ومختلف أعمالها رغم كونها جميعاً تعمل تحت مظلة لائحة رسمية واحدة.
ومع استمرار ضعف الاشراف، أو الرقابة، أو نحو ذلك من قبل الإدارة العامة انفلت الحبل، وسنحت الفرصة لاستبداد رؤساء الأندية، وتفرد كل واحد منهم بناديه كما لو كان ملكه الشخصي.. يتصرف فيه كما يشاء، ومتى شاء، لا راد لمشيئته، ولا معارضة لأمره، ولا صاد لهواه، أو مزاجه، أو رغباته، أو نزعاته الشخصية.
وهذه حقيقة ثابتة، معروفة، مشهورة.. لا يوجد من يمكنه تحميل ذمته بإنكار شيء منها، وهي تشمل جميع رؤساء الأندية، دون استثناء مطلقاً.. اللهم إلا في وجود قلة من درجات التفاوت بين رئيس وآخر، حيث بعضهم لم يستبد فحسب، بل طغى، وبغى، واستعلى كثيراً.
***
وأما وجود مجالس إدارة، ولجان، أو ما إلى ذلك فهو مجرد اجراءات صورية باهتة.. بل ان هذه المجالس.. واللجان لم توجد لأكثر من تعزيز السلطات المطلقة للرؤساء. أما رجال الأدب، والثقافة بمن فيهم البارزون جداً.. فهم جميعاً في مختلف المناطق أدنى من درجة "رعيّة" لدى رؤساء الأندية، بل لا قيمة، ولا شأن، ولا رأي لهم على الاطلاق.. على الاطلاق!!
بل إن كل رئيس ناد في أي منطقة يعتبر نفسه أعلى شأناً، ومقاماً، وعلماً، وأدباً، وثقافة، ومكانة اجتماعية من بين جميع رجال الأدب، أو الثقافة، ليس في منطقته فحسب.. بل في غيرها أيضاً.
وهذه حقيقة ثابتة أيضاً.. أتحدى من ينكر أدنى شيء منها.
***
ولذلك أصبح من المعلوم، المشهور أن رؤساء الأندية الأدبية.. يتعاملون مع الأدباء والمثقفين في المملكة بمن فيهم الكبار جداً بفوقية فجة، مقيتة.. أو بهوس شديد من التعالي، والتباهي، والعجرفة.. وهذا كله حتى بالنسبة للذين لا حاجة لهم من الأندية.
أما الأدباء الذين تضطرهم ظروفهم القاسية إلى اللجوء لنادي منطقتهم من أجل طبع كتاب أو نحو ذلك.. فلا شك في مدى معاناتهم الشديدة بما سيجدونه حتما لدى رئيس النادي من سوء استقبال، ولا مبالاة، وشدة مماطلة، واختلاق أعذار، ونحو ذلك مما لا مزيد عليه!!
وذلك دون أدنى اعتبار حتى للمكانة الأدبية الكبيرة لصاحب الطلب لدى حضرة رئيس النادي.
وإذا ضرب الحظ ضربته، واضطر الرئيس الجليل للموافقة على طبع كتاب لأحدهم.. فلا بد له رغم قوة حظه أن ينتظر طويلاً جداً قبل إتمام الطبع.. ولربما يكون نصيبه الضئيل جداً من الكمية المطبوعة من كتابه إرثاً لورثته بعد أن يكون قد شبع موتاً خلال انتظاره الطويل جداً وليسعه الله برحمته، وثوابه!!
***
وعلى ذكر طباعة الكتب من قبل الأندية.. لابد لنا من صراحة شديدة لكي نتوسع في القول عن هذه النقطة بالذات لمدى أهميتها، وبخاصة من ناحية دعم نشر الكتاب السعودي، وتشجيع الموهوبين من الشباب بنشر نتاجهم، وما إلى ذلك من نحوه!!
واعترف قبل كل شيء أنني لا أعلم شيئاً عن وجود، أو عدم وجود نظام، أو لائحة، أو تحديد رسمي لأهداف نشر الكتب من قبل الأندية، أو كيفيتها، أو نوعها، أو موضوعاتها، أو أحجامها، أو أعدادها، أو كميات طبعها، أو أي تنظيم محدد من هذا القبيل!!
***
وكل ما أعلمه يقيناً، ومن واقع الحال أنه ليس هناك أي ناد يتفق مع ناد آخر في سياسة الطبع والنشر.. لا من حيث الموضوع، ولا الكمية، ولا النوعية، ولا تحديد كمية الطبع، ولا توحيد لنصيب المؤلف، ولا شيء من هذا القبيل مطلقاً!!
بل يتم كل ذلك أو غيره باختلاف، وتفاوت شديد جداً بين أي ناد، أو آخر.. حتى لقد قام أحد رؤساء الأندية بتحويل ناديه إلى "دار نشر تجارية تماماً" بما في ذلك "الاستقدام" لمؤلفين لا حصر لهم من خارج المملكة.. تطبع وتنشر كتبهم مع غيرهم مما ينشر من كتب، ومجلات كثيرة جداً، ويقوم كأي دار نشر لبنانية مثلاً بأقصى نشاط في توزيعها، وبيعها بأغلى الأسعار في المملكة نفسها، وفي عدد كبير من البلدان.
***
وهذا وغيره مما يقوم به هذا النادي قد أثار، ومازال يثير عجب الأدباء.. بل عجب الناس جميعاً.
وذلك من حيث يقينهم أن هذه الممارسات التجارية البحتة بالنسبة لمطبوعات النادي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال من سياسة ناد أدبي تنفق عليه الحكومة لكونه أصلاً مؤسسة حكومية لا تجارية كما هو الحال العجيب بالنسبة لممارسات هذا النادي، وبخاصة استقدام الكتب الخارجية، وطبعها، ومجلات النادي التي تأتي معظم موادها عن طريق "الاستقدام" أيضاً!!
فهل سمعتم بما هو أعجب من بعض هذا.. فضلاً عن أجمعه؟!
***
والأدهى من ذلك انه أي الرئيس لا يرى ان ناديه هو "مؤسسة رسمية" هدفها خدمة الأدب، والثقافة في بلادنا بخاصة، سواء في مجال المطبوعات أو غيرها من سائر نشاطاته وبصفة أخص تشجيع الموهوبين من الناشئة.
إنه لايحفل بشيء من ذلك، ولا حتى باللوائح الرسمية التي ضرب بها عرض الحائط منذ البداية، وإلى الآن على مدى سنوات طويلة!!
ولذلك نجد الكثير من كتبه ومطبوعاته متجافية مع "السعودة" وحتى مجلاته العديدة لا تستكتب غير قلة قليلة جدا من المقربين لسعادة الرئيس الذي لا يمكن أن يستكتب أو يدعو مثقفاً أو أديباً سعودياً للكتابة في مجلاته، مهما كانت مكانة هذا الأديب، أو ذلك المثقف، وذلك ما هو الثابت في المجلات نفسها على تعددها.
ورغم كل ذلك، والكثير من نحوه.. لا يجد هذا الرئيس المستبد من يقول له: على رسلك.. يا أخي!!
***
بلى.. هناك ما هو أطرف إن لم يكن أعجب ان رئيس هذا النادي لا يدري شيئاً عن وجود كثير من أعضاء النادي نفسه، وبخاصة القدامى منهم الذين واكبوا تأسيس النادي منذ البداية.. لا يدري شيئاً أصلاً حتى عن كونهم أقدم الأعضاء على الاطلاق.. على الاطلاق!!
وإلى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله.
+++++++++++++++++++++++++++
ص.ب 8952 /جدة 21492 / فاكس 6208571
+++++++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved