الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

معادلة أدبية ين
"اليوسف" و"الخضري"
قلق الخطاب نحو الأنثى..!!

الثقافية عبدالحفيظ الشمري
من الطبيعي والمألوف ان تأتي المعادلة متباينة الاطراف، فلكل طرف منها رؤية تكوينية خاصة تجعلها تتجاذب مع ما يعادلها روح التميز وقوة التأثير، ليصبح الامر حالة من تشكل الأضداد في نمط واحد يقبل في كيانه النهائي على أنه وحدة واحدة تحقق البعد التأثيري المطلوب.
نحن في هذه "المعادلة الأدبية" ومن خلال "المجلة الثقافية" نخرج المعادلة بقطبيها سواء اختلفا او ائتلفا، لنجعل من هذا التضافر والمواءمة فرصة مناسبة للقارىء الكريم لكي يتعرف عن قرب على ابرز ما لدى عناصر الادب والابداع لدينا من جوانب الكمال والقصور والتميز والمشابهة لأن المعادلة هنا طابعها ادبي إبداعي لا يقبل التأخير او القولبة.
نحن في هذه المعادلة امام تجربتين قد تختلفان كثيرا لكن هناك ملمح قد نتفق حوله ونناقشه بوصفه حالة واضحة ملموسة تمثلت بوجود خطاب ذي نزعة جدلية يفترض فيه تسييره بشكل قوي نحو المواجهة والالتقاء مع معطيات "الادب الموجه" او "الادب القصدي".
فمفهوم التوجه او القصدية نراه بشكل واضح في قطبي معادلتنا لهذا الاسبوع، وهما القاصان خالد احمد اليوسف وخالد محمد الخضيري، فحديثنا هنا ينطوي على ابانة ما نراه قصدية او توجها نحو الطرف الآخر من معادلة الحياة المتمثل في الأنثى.. بل وطرفها الاوضح المتمثل في المرأة.
بما ان الطرف الاول من معادلتنا "الاستاذ خالد اليوسف" صنع عالمه السردي في جل اعماله متأملا انبعاثات الآخر الأنثى، المرأة نراه، وقد دلل على هذه "القصدية" التي نراها اليوم زاهية مبهرة في مجموعته القصصية "اليك بعض انحائي" الصادرة عام 1414هـ، وقبل هذا العمل اطلت المرأة من نوافذ مجموعته "مقاطع من حديث البنفسج" الصادرة عام 1404هـ وتوجها القاص اليوسف بمجموعته "امرأة لا تنام" الصادرة عام 1421هـ، لنراه، وقد امعن في صياغة هذا الخطاب الاستشرافي لعوالم المرأة تحديدا ونجعل منه رحلة سردية تضوع رغبة وبوحا وتورد وخجلا ولاسيما تلك اللحظات الفاتنة التي يسجلها الخطاب الذكوري حينما يريد ان يوائم بين جميع هذه المعطيات التي تختزنها الانثى لتشكل عنصر جذب خفي يشع نضارة وبهاء. فبما ان القاص اليوسف شغل كثيرا بتفاصيل علاقة الرجل بالمرأة نراه وقد اسرف في تمثلها على نحو ايحائي لم يشأ ان يكشف الكثير منه اذ لم نطالع اي ملمح حسي مجرد لكنه خطاب يشفع دائما برسم تلك التفاصيل الفاتنة، ولكن بقدرة واضحة من الكاتب ان تكون معبرة عن رغبة دفينة تكاد تثور لكن للسارد قدرة فذة على لجم تلك الاجهاشات والانثيالات نحو مواطن تلك العناصر الجاذبة.
اذن في الطرف الآخر من المعادلة تأتي تجربة القاص خالد محمد الخضري حينما يصور الأنثى ، المرأة برؤية تتوازى مع ما طرحه القاص اليوسف.. بل تضع الصورة في مقابل الاخرى وذلك بالتقاء يؤكد امتزاج التجربتين وانفصالهما من جديد على هيئة قطبين لمعادلة واحدة قد نطلق عليها "رهان كبير" من يفوز ومن يخسر فيه..؟!
القاص خالد الخضري رسم تفاصيل مشروعه السردي على هيئة خطاب واحدة ينزع الى تأصيل فكرة مفهوم الادب او الابداع الموجه او القصدي اذ نراه في مجموعته القصصية الاولى "كوابيس المدينة" الصادرة عام 1416هـ قد قدم المرأة بطريقة سردية توحي برغبة قوية وشقية ان يحل "الرجل" بعض اشكالاته معها.. تلك التي تأخذ طابعا جدليا عميقا لم يستطع احد تقديم اي حل لبعض عقده وملابساته.
القاص الخضري كتب رواية صريحية تحمل خطابها الافصاحي الواضح وسمها بعنوان "جوانا" وهي ذات بعد أستنطاقي لمفردة الانثى التي تعتمل في ذات الرجل تحديدا، فقد وجدت هذه الزاوية الانثوية الصاهلة للخضري رواجا كبيرا في شريحة من القراء الذين وجدوا في تفاصيلها معالجات حقيقية لبعض ما يعتلج في صدورهم.
ولم يتوقف "الخضري" عند هذا الحد من البحث عن الانثى اذ قدم مجموعته القصصية الثانية بعنوان يفسر معنى ما ذهبت اليه هذه "المعادلة" ليسم الخضري مجموعته بعنوان "سيدة المرايا" الصادرة هذا العام 1424هـ، ففي هذه المجموعة نزعة شعرية نحو المرأة.. لكن هذه النزعة لم تكن شعرية غنائية انما سيطرت على جوانبها ابعاد شعرية الموقف حيث اشار اكثر من دارس وناقد الى ان الخضري اراد ان يحاكي عالم الشعراء الذين يتغنون بمفاتن المرأة وسر جاذبيتها وفتنتها.. لتتأكد في هذا السياق نزعة الكاتب الخضري نحو سرد تفاصيل علاقات متباينة في تكوينها ومتأرجحة في خطوها نحو الحقيقة.
اذن القاصان خالد اليوسف، وخالد الخضري ذهبا نحو القصدية الممكنة في الكتابة ليكون الخطاب محدد المعالم والاهداف، من هنا ندرك ان قضية المرأة في ابداعاتها مازالت تحتاج الى متابعة واستقصاء ومعالجة تقدم لنا بعض الحلول او الاجابات على اسئلة كثيرة حول هذه "القصدية" او التوجه في الكتابة للطرف الآخر من معادلة الانسان المتمثل في المرأة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved