قصة قصيرة
في المصعد !! (بقية)
|
بقلم/ علوي طه الصافي *
.. ارتفع صوت امرأة في المصعد متحشرجاً بالبكاء:
بعد نصف ساعة.. بعد أن نموت من الخوف، وانقطاع الاكسجين؟ صوت رجل في المصعد محتجاَ:
ألا يخافون الله.. الأطفال سيموتون من العطش!!
فجأة تسقط امرأة في غيبوبة على أرضية المصعد.. زوجها صاح "أم صالح" ماذا بك؟ لم تجبه.. هل ماتت.. أم هي الغيبوبة؟!
انحنى يواسيها، يجس نبضها.. يضع يده على صدرها ليتأكد أن قلبها ما يزال يخفق!!.. ارتمى عليها يبكي، ويندب، وينوح على صدرها!!
مرة أخرى، يسقط رجل مغمياً عليه.. وسقط معه طفله الذي كان يحمله!!
تحرك، اعمل شيئاً.. يا غبي!! قال لنفسه.. انحنى بسرعة.. أخذ الطفل الذي وقع مع وقوع أبيه.. وضعه على صدره.. هدهده محاولاً إسكاته.. لكن الطفل استوحش منه.. صاح في أمه.. يريد صدرها!!
الله يخليك.. ابقه معك.. أنا "ماني" قادرة أشيل نفسي.. ساقاي ترتعشان.. لا أقوى على حمله!!
لكن.. قالها، ثم صمت مكرهاً.. لم يكمل عبارته.. أراد أن يقول لأم الطفل: إنه لا يريدني.. لكنه قبل أن يكمل عبارته، سقطت أم الطفل مغمياً عليها.. عندها سرت في جسمه رعشة.. فهو بشر مثلهم.. وليس حجراً أو صخرة!!
حاول أن يتماسك، وهو يداعب الطفل.. انحنى على أحد أكياس الفاكهة.. أخذ تفاحة حمراء.. أعطاها للطفل الذي انشغل بقضمها.. نسي أمه المسكينة.
فجأة..عاد التيار الكهربائي.. تحرك المصعد إلى الأعلى، انطلق من مكانه بين الزحام. أوقف المصعد.. وضغط على زر الطابق الأرضي حيث يتجمهر الناس.. أملاً في إسعاف الذين أوقعتهم الغيبوبة على أرضية المصعد!
حين وصل المصعد الطابق الأرضي.. فتح الباب.. فإذا بالبهو الأرضي يغص بجمهرة من الرجال.. والنساء.. وطبيب اسعاف يقف في مواجهة المصعد بروبه الأبيض.. وسماعة الكشف الطبي تتدلى بخيوطها على صدره.
سارع الطبيب بالكشف على المغمي عليهم من الرجال، والنساء.. أما هو فقد نسل من داخل المصعد حاملاً الطفل الذي ارتمى على صدر امرأة كانت تقف مع الحشد المنتظر.. ربما عرفها.. سألها وهو يسلمها الطفل:
هل تقربين إليه؟
نعم.. أنا خالته.. أخت أمه!!
هزع بعدها خارجاً من العمارة.. في الهواء الطلق!!
+++++++++++++++++++++++++++
* ص.ب (7967) / الرياض (11472)
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
