الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

خواطر العثيمين حول القضية
عبد الله بن محمد الشهيل

الاستاذ الدكتور عبدالله الصالح العثيمين استاذ التاريخ الحديث السابق بجامعة الملك سعود، وامين عام جائزة الملك فيصل العالمية، وعضو مجلس الشورى، معروف بأنه مؤرخ اكاديمي ومحقق ومترجم يحرص على الموضوعية والمنهج العلمي فاضاف بما ألّفه، وحققه، وترجمه، خاصة المتصل بالتاريخ السعودي والجزيرة العربية الكثير، فشرع بذلك ابواباً للباحثين ووفر معلومات لو لم يتصدَ بأدواته البحثية لاستخلاصها لظلت مجهولة، وقد تخرجت على يديه اجيال في مختلف المستويات الجامعية، واذا بدت شهرته كمؤرخ، واستاذ جامعي طاغية على شهرته شاعراً بالفصحى والعامية، وكاتب مقالة في الموضوعات شتى، فمكانته الادبية لاتقل عن مكانته مؤرخاً واستاذاً، وقراء د. العثيمين ناثراً وشاعراً يلاحظون بوضوح غيرته الاسلامية وخطه العروبي، والجدية، والى جانبها، الطرافة، وعمق الطرح، وجمال الاسلوب، ورقي اللغة، وإن اصدقاءه ومعارفه يشدهم اليه: تواضعه الجم، وبساطته، وعمقه معاً.
لقد تفضل عليّ د. عبدالله فأهداني مايبدو انه آخر كتبه اذا لم يمض على صدوره سوى بضعة اسابيع نظراً لأن طبعته الاولى صدرت هذا العام "14242003م" وقد عنونه ب"خواطر حول القضية" الذي ادرجته ضمن معظم مؤلفاته بمكتبتي التي حصلت عليها اما عن طريق الاهداء، واما الشراء لحاجتي اليها، علماً بأنه لم يعين صفتها، فاكتفى بذكاء القارئ باعتبار انه سيدرك بأن "قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الاولى"، وستظل على الرغم من محاولات تهميشها بالمعاهدات والتنازلات، ودعوات التطبيع، والضغوط والاغراءات، قضية العرب المركزية.
الكتاب، وان بدا كما يقول مؤلفه عبارة عن "مقالات نشرت متفرقة" ويعني في الصحف، وخواطر حول العديد من الموضوعات، مما دعاه للاعتذار، وكأنه لايرى بكتاب هذا الا مشاركة مخزون ذاكرة منذ مطلع شبابه الذي صادف اندلاع الثورة الجزائرية عام 1954م وانعقاد اول مؤتمر في العام التالي لكثير من دول العالم الثالث بمدينة "باندرنج" الاندونيسية الذي تكونت في اعقابه "كتلة عدم الانحياز" التي يبدو ان انتهاء الحرب الباردة اضعف دورها، ولكنها على الاقل ظلت واقفة على قدميها، لا كما جرى للاتحاد السوفيتي، والكتلة الاشتراكية، وكشأن غالبية جيله، فقد عاصر العدوان الثلاثي على مصر، وقيام وسقوط الوحدة السورية المصرية وثورة، او في الحقيقة انقلاب تموز "يوليو" 1958م في العراق الذي اسقط حلف بغداد، وما اعقبه من متغيرات ايجابية وسلبية، ولاشك ان نكسة 1967م كانت انهياراً لآمال العرب، وصدمة نفسية، وخسارة مادية ومعنوية، وان رأى بانها حركت القضية الفلسطينية بالنشاط السياسي والثقافي والاهتمام الدولي بالفلسطينيين، ونشوء المقاومة، والنجاح الذي حققته حرب الاستنزاف التي لولاها لما كان انتصار 1973م.
وان ادت لكل ذلك فالارض مازالت محتلة والمقدسات مدنسة، والمستوطنات تتزايد، والحصار والاغلاق يشتدان، والاغتيالات والمذابح، والابعاد والاعتقالات لم تتوقف، وهدم المنازل، ومصادرة الاملاك يومية، والسجون ضاقت بالفلسطينيين، وبسبب النكسة كانت التنازلات، ومعاهدات الذل، وظهور الغلو، وتفاقم الخلافات، وتولية العملاء الذين اثاروا فتنة الحرب الاهلية بلبنان، ومع موافقتنا معه بأن احتلال صدام للكويت ادى الى "انفراد عقد التضامن العربي" وكدس الاقليمية، والهيمنة الاجنبية، فنكسة حزيران اطلت برأسها على كل الحوادث المأزومة التالية لها.
الكتاب، وان بدا عبارة عن خواطر حول موضوعات متفرقة، فهي مترابطة، ومحورها، القضية الفلسطينية، وبان فيها، المرصد التاريخي الموثق بالمعاصرة، والمتحرك بالربط، والنابض بالرؤى الواعية، واستحضار الاسباب التي اربكت الحياة العربية، والاغراض التي يرى اصحابها ان اعطابها يُمكنهم من السيطرة على العرب، وبالتالي الفوز بثرواتهم، والنيل منهم خوفاً من نهضتهم، وثأراً لصراع ديني وحضاري، فأمعنوا في اضعاف العرب، والتنكيل بهم، ومما زاد الطين بلة، ان اكبر دولة في العالم صارت رهينة لدى الكيان الصهيوني.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved