الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

من تداعيات الحرب على العراق
ثمار ثقافية مرة
اتهامات وشائعات الوسط الثقافي بمصر الأديب جمال الغيطاني ينقض وينفي التهمة ويتوعد باللجوء للقضاء

* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
يدور عدد من المثقفين والأدباء في حلقة مفرغة من التناقض حيث تنشأ علاقة متوترة وشائكة بينهم وبين السلطة لا يستطيعون الفكاك منها ولا يقدرون على العيش بعيداً عن فلكها غير ان كثيراً من الأدباء ابتعدوا عن هذا التناقض والتوتر ومنذ ان وضعت الحرب في العراق أوزارها تكشفت العديد من الأسرار وانفجرت خزائن المعلومات التي كانت في طي الكتمان ومن بينها ما أثير حول قوائم صدام حسين التي تضم كتاباً وشعراء وأدباء كانوا يكتبون باسمه وباسم أبنائه الروايات والقصص والأشعار. وأصابت هذه القوائم الحياة الثقافية في مصر في مقتل حيث انتشر الجدال همساً وعلناً ودارت الشائعات لتطول كتاباً وأدباءً وأصبحت التهم المتداولة هي العمالة والخيانة وبيع الأقلام والضمير واضطر بعض الكتاب للدفاع عن أنفسهم ونفي تهمة الكتابة من الباطن ومنهم الأديب جمال الغيطاني المتهم بكتابة رواية زبية والملك المنسوبة للرئيس صدام حسين.
القوائم والأعوان
البداية كانت من بعض مواقع عربية وأمريكية على الإنترنت حيث قامت بنشر قائمة تحت عنوان "أعوان صدام حسين" وضعت عليها العديد من الأسماء السياسية والفنية والأدبية وأساتذة جامعات وأعضاء مجلس الشعب منهم إبراهيم شكري والفنانة رغدة ومحمد صبحي ويونس شلبي وأحمد عبدالمعطي حجازي وجمال الغيطاني وغيرهم، كما نشرت صحيفة النهار اللبنانية مقالاً بعنوان "شعراء صدام والبعث" تحدث عن بعض المؤسسات الثقافية في بيروت التي عاشت من خزائن صدام، كما ذكرت ان الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي من أموال الديكتاتور لسنوات على انه معارض للسادات وذهب محمد صبحي صاحب فارس بلا جواد إلى بغداد منتشياً سامعاً لنصائحه في التمثيل، كما تضمن المقال اتهام جمال الغيطاني بأنه هو الذي كتب رواية صدام حسين زبية والملك.
ورغم ان كل ما نشر لا يستند إلى معلومات موثقة ومؤكدة وان هناك خلطا شديدا بين من رفضوا الحرب ولكنهم رفضوا النظام الديكتاتوري في العراق إلا ان ما نشر أثار جدلاً ولغطاً شديداً لم يسلم منها أحد بل طال رموزاً أخرى وقد راج هذا الجدل وانتشر في الأوساط الثقافية المصرية حتى عادت تهم العمالة والخيانة إلى قاموس المثقفين بعد ان اختفت منذ فترة السبعينات وقد وصف بعض النقاد ما حدث بأنه جناية صدام على الأدب، فلما عكست الحرب في العراق آثارها على كل المجالات السياسية والاقتصادية انعكست آثارها أيضاً على الحياة الثقافية وأصبحت هناك ردود أفعال على ما حدث وانشغل الجميع بالضجة والجدل وأصبحوا ينتظرون رداً ممن طالتهم الاتهامات وعلى الرغم من عدم تأكد هذه الاتهامات وعدم اضطرار ممن شملتهم القائمة للرد إلا ان الأديب والكاتب جمال الغيطاني قام بالرد على هذه الاتهامات نافياً ان يكون هو الكاتب الذي وضع رواية صدام زبية والملك مؤكداً انه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد من قاموا بنشر هذه القوائم.
قال الغيطاني: إنها تهمة مشينة وجزء من حملة منظمة للتشويه وأعتقد ان المقصود منها التصفية المعنوية لكل من وقف ضد أمريكا في الحرب، فالموقف من الحرب كان واضحاً فيما كتبت ولم يكن موقفي دفاعاً عن نظام الرئيس العراقي والجميع يعرف اني لم أدخل بغداد منذ عام 1988م.
وأكد الغيطاني انه لم يقرأ الرواية أساساً ولكنه حسب اعتقاده الشخصي يرى ان صدام هو مؤلفها فهو شخص لا يرضى ان يساعده أحد هو يفعل كل شيء وليس هناك أديب محترم يرضى ان يكتب رواية لتنسب إلى أحد وهذا ما يجعلني مندهشاً من الإبداع في الافتراء ومن الرغبة في التشنيع.
الرواية
رواية زبية والملك تمت نشرها في القاهرة عقب نشرها في بغداد عن دار عشتار في إطار سلسلة تصدر تحت عنوان "ثقافة ضد الحصار" وكتب على غلافها "هذه ليست قصة حب ورومانسية بين امرأة من الشعب وملك فهي حافلة بمعاني الخير والشر والكبرياء والخضوع والتضحية والخيانة وأيضاً المكائد والمعارك ليس هذا فقط بل إن أحداثها توجز تاريخ أمة وتثير العديد من التساؤلات التي تدفعك للتفكير والتأمل.
والرواية تدور حول قصة مثيرة فهي تتحدث عن مأساة حاكم يقع في غرام امرأة متزوجة تعيش حياة تعسة وهي ترمز هنا للعراق وتنفصل عن زوجها لكنها ترفض الزواج من الملك تتعرض للاغتصاب في السابع عشر من يناير وهو اليوم الذي شنت فيه القوات الأمريكية هجومها لطرد العراق من الكويت ويموت الملك بعد ان يتم الانتقام لشرف زبية ويتم أسر المغتصبين بينهم شخصية ارستقراطية متزلفة للأجانب واطلق عليها اسم نوري الجلبي. وقد اهتمت المخابرات الأمريكية بتحليل الرواية غير انها أشارت إلى ان صدام حسين ليس المؤلف الحقيقي للرواية على رغم حضوره فيها بقوة ورجحت المخابرات الأمريكية ان يكون كاتبها الحقيقي هو أحد كبار كتّاب الرواية في العراق ويعرف شخصية صدام حق المعرفة.. هكذا انشغل المثقفون بمن هو الكاتب الخفي وأصبحوا يرددون الاتهامات على كثير.. الكتاب كما ان الجدال فتح الملفات من جديد عن علاقة المثقفين بالأنظمة وعن فكرة شراء المواقف بالأموال بل وفتحت أبواباً من النميمة واختلاق المواقف وهذا ما جناه صدام حسين على الأدب في إحدى ثمار الحرب المرة على العراق.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved