الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

سعد البواردي لـ المجلة (الثقافية)(2/2)
أنا بعيد عن الرواية وأتذوقها متلقياً يهتم بالإبداع..

* حوار عبدالحفيظ الشمري:
في العدد الماضي نشرنا الجزء الأول من حوارنا مع الرائد الكبير الأستاذ سعد البواردي،وانتهى برأيه حول الشعر الشعبي بوصفه مرادفاً للشعر العربي الفصيح، وأن لا اعتراض عليه متى توافرت له خصائص الفكرة والمضمون.
ونستكمل الآن الجزء الثاني والأخير من الحوار:
القصيبي والحمد نجحا في مجال الرواية لأنهما يملكان الموهبة
* وهل تلمست هذا يا أبا عبدالرحمن في كتاباتك بالجزيرة؟ وهل لمست أنهم محتاجون فعلاً لهذا الدور؟
يا أخي الكريم أنا لا أستطيع أن أقول إن هنالك كان طرحاً ورؤيا عن هذا الشعر ولكن أذكر أن بين من تناولتهم الشاعر محمد بن سعد المشعان رحمه الله وكان شاعراً مبدعاً وله ديوان أو ديوانان وتحسَّرت كيف يموت هذا الرجل دون أن يكرَّم يعني فعلاً لدينا ملكات شعرية تكاد يطويها النسيان ويردمها الغبار لم تأخذ حقها لا في الاعتبار ولا في الشهرة مع أنها جديرة وربما يكون أجدر من كثيرين من الذين حظوا بالشهرة وأنا أقول إن الشهرة حظوظ قد يأخذها الإنسان عن طريق منصب يحتله أو عن طريق وجاهة يأخذها ولكن حينما تأتي هذه القدرة الأدبية الفكرية عند شخص لا يسنده فيها لا منصب ولا شهرة قد تموت ما لم تعتبر وهذه الإشكالية لدينا ولهذا جزء من وزارة الثقافة يجب ألا تنتظر الأديب أن يبحث عنها أو يأتيها وإنما يجب عليها أن تبحث عنهم يجب أن يكون لديها جهاز خاص يرصد كل المفكرين إن على مستوى القصة أو على مستوى الرواية أو على مستوى الشعر أو على مستوى الأدب وتضع لهم إطاراً كاملاً وكل واحد يكون لديه رقم معين تنظر ماذا أعطى وماذا يستحق وأن تغربل هذه المهارات وأن تختار منها الأصلح وأن تنتقي منها من يستحق دون النظر إلى شهرته أو إلى مركزه الاجتماعي أو إلى مركزه الوظيفي وتنظر استحقاقاته وهذا جزء من مهمة وزارة الثقافة.
* أبا عبدالرحمن نود أن نسألكم عن الرواية أو ما يمكن لنا أن نسميها الهجمة الروائية الجديدة هل ترى أنها ظاهرة جيدة؟
يا أخي الكريم أنا أستطيع أن أقول لك بأنني بعيد نسبيّا عن الرواية ومع هذا أذكر أنه قبل أيام قليلة جاءتني رواية للأخت الكريمة مها محمد الفيصل وهي بنت أخي الأمير عبدالله الفيصل وهي رسالة جيدة وهذه الرواية قرأتها وأظنها أول رواية تنشر لها وبحكم انطباعي عنها قرأتها وأدركت أنها فعلا ولادة لروائية جديدة إن على مستوى طرح القصة أو على مستوى ربطها أو على مستوى النقلة من محطة إلى محطة أخرى.
وبعثت لي هذه الرواية من قبل أربعة أيام وأحسنت الظن فيَّ رغم أنني والله لست متخصصا في الروايات ولكن طبعاً أحترمها ما دامت قدرت فيّ الشعور وقرأت وأعطيتها مرئياتي وكانت فعلاً رواية رغم أنني لست ناقد منهجيا علميا ولكنني أتذوق كمتلق أعطي رأيي وليس كناقد منهجي للرواية وإنما قرأت بحسي فقط فأعجبت بها لسنا بلداً لايوجد به الا عدد قليل من الادباء يعدون على الأصابع.
بل يجب أن يكون لدينا مجموعة كبيرة جداً من الشعراء ومن المثقفين ومن الأدباء ومن النقاد يملؤون الفراغ وحينما تجد أن موسما في المغرب وموسما في تونس وموسما في القاهرة وموسما في بيروت وثلاثة أو أربعة هم البارزون هذا منتهى الإجحاف ومنتهى الإساءة لوطننا كأن بلدنا عقيم لا يملك إلا هؤلاء وفعلاً يا عزيزي نحن محتاجون إلى منهجية منطقية وعملية تفتح المجال أمام البراعم الجديدة وأمام أصحاب الملكات نفتح الأبواب ونجعلهم يتحركون ونعطيهم ثقة بأنفسهم.
* أبا عبدالرحمن: كيف ترى تحول الدكتور غازي وهو الشاعر إلى الرواية، وتحول الدكتور تركي الحمد من المجال الفكري إلى الرواية وكذلك تحول الشاعر علي الدميني من الشعر أيضاً إلى الرواية وهذا نضمه إلى حديثك مع الأميرة مها هل فعلاً الرواية أصبحت الآن مادة سيقبل عليها الكتاب وهل ستكون ظاهرة جديدة ربما يتفاعل معها المثقّفون؟
يا أخي الكريم لا يمكن أبداً أن تفصل مضمون الشعر عن مضمون الرواية الشعر هو لحظة أو بمعنى أصح هو خطوة تختصر الفكرة الرواية خطوات تجسد لك حياة أكثر فيها الحوار فيها الصراع فيها الترقب فيها التصادم أحياناً وقد لا تستطيع القصيدة أن تتناولها دائماً القصيدة هي تعبر لك عن خاطرة معينة تحاول أن تلمسها من مختلف الجوانب من هنا وهناك وتنتهي إلى قفلة فيها القصيدة تعبر عن صرخة عن أمل عن ألم عن جرح ما زال ينزف أو عن جرح عولج عن حاجة عن لقمة عن طموح عن يأس عن بأس، إنما الرواية حركة حياتية دينماكية تأخذ مساحة أطول بشخوصها برموزها بمحاوراتها وبالتالي ليس هناك تناسق بين الاثنين الشعر يعبر بأسلوب اللحظة المباشرة يعطيك فكرة أو مضمونا سريعا افتعاليا وقد يكون الشعر أكثر توافقاً من الرواية لا شك وأكثر تأثيراً من الرواية لهذا سأقول لك أن صديقي وعزيزي القصيبي يعجبني شعره أكثر مما تعجبني روايته وليس هذا إنقاصاً لروايته ولكنني أحس بالشعر أكثر مما أحس بالرواية تركي الحمد روائي وأعتقد طرحه الفكري لا يبتعد عن مضمون رواياته وتركي الحمد روائي وربما يكون هو في طليعة الروائيين.
* أبا عبدالرحمن هل تعتقد أنها ظاهرة جيدة أن يتحول هؤلاء إلى كتابة الرواية؟
ليس هذا تحولا القصيبي لم يتحول وإنما ظل شاعراً ويعطي قصائد إنما حينما يكون لدى الإنسان هذه الملكة ويستطيع أن يتحرك على مساحة أوسع، شيء جميل أن تكون لدى الشاعر.
إضافة ويتحرك من خلال منبر ثانٍ وليس هنالك تصادم رغبات.
* من أعجبك من الكتّاب؟
من الكتّاب الذين أعجبوني وأدهشوني عبد الله الماجد والأستاذ إبراهيم بن عبد الرحمن التركي.
* هل ستكتب الرواية مستقبلاً وهل فكرت في كتابة الروايات؟
اسمح لي أن أقول لك أنا شخصياً لم أفكر في القصة القصيرة نعم قد يكون عندي محاولات قصص قصيرة نشر بعضها عن فلسطين في كتيب وعندي ثلاثة أو أربعة كتب بالقصة القصيرة وإن كنت رغم هذا لا أرى نفسي في القصة وربما تكون هذه وجهة نظر خاصة لأنني لا أحمل روح إبداع القصة وربما أعبر بصدق عن موقف من خلال قصة ولكن في تصوري أن القصة يجب أن تختمر فيها فكرة وتخرج ناضجة هذه تقنيات وليست مطبخا إنما الطبخ الفكري هو أن تتوافر المواد التي تكوِّن الطبخ أو الطبخة سواء أكان شعراً أو رواية حتى القصة القصيرة يجب أن تتوفر لها عناصر طبعاً هناك فكرة وهنالك قصة تعبر هناك شخصيات يتبادلون هذه الفكرة ثم هناك نتيجة لأنها محاكاة للحياة وكل بيت في العالم يمثل قصة لا توجد إلا به.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved