الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

الدعوة لرابطة الأدباء ليست جديدة!

بمناسبة ما يدور في الوسط الثقافي وما تتناقله الصحف من كلمات هنا وهناك حول أهمية انشاء "رابطة" أو "جمعية للأدباء" وآخر ما أطلعت عليه هو مقال الأخ الأستاذ محمد المنصور الشقحاء في المجلة الثقافية ليوم الاثنين 17/3/1424هـ تحت عنوان "حاجتنا لرابطة أدباء!" وقد اختتم كلمته بقوله: "وعوداً على بدء نحن متفائلون بجمعية الصحفيين وخطوات الممثلين مسرحيين وتلفزيون لتكوين جمعية أو رابطة".
وهذا يشجعنا كأدباء وكتّاب على التهاتف حتى تكون لنا رابطتنا المتخصصة التي تجمع كلمتنا وتوحد خطواتنا بعد تناثرها المرعب بسبب عدم التواؤم، بين ناد أدبي وناد للأدب وبين هذه الأندية ونظامها المعلن وبسبب فقدان جمعية الثقافة لدورها وقد ضاع نظامها العجيب.
تعمل هذه الرابطة على نشر الوعي وتنسيق الجهود الحثيثة والبرامج والمشاريع التي تهدف الى رعاية الأدب وتسليمه بالأدوات الحقيقية ليكون جيلاً قادراً على تحمل المسؤوليات المنتظرة منه، من خلال تخطيط يتضمن اعداد نظام يحترمه الأعضاء ويحمي أهدافها من أي تدخل خارجي ويلتزم الجميع بما تقوم به من أنشطة بشكل متساو لضمان النجاح.
وحول نفس المطلب "رابطة الأدباء"، كتب الشيخ حمد الجاسر قبل 26 عاما في ج 11 و12 س 12 جماديان 1398هـ أيار حزيران 1978م بمجلة العرب تحت عنوان "رابطة للأدباء" قائلا:"في حديث لي في "الاذاعة" قبل بضعة شهور دعوت الى انشاء "رابطة للأدباء" في بلادنا، ووجهت الرجاء الى أمير الشباب فيصل بن فهد، ذي اليد الكريمة على الأدب بإنشاء "النوادي الأدبية" في بلادنا..".
ولقد أدركت حينما حضرت "مؤتمر أدباء العرب" في دورتيه العاشرة في الجزائر والحادية عشرة في طرابلس شدة الحاجة الى وجود رابطة للأدباء في بلادنا، فكل واحد من الأدباء الذين حضروا ويحضرون الدورات الأدبية لمؤتمر الأدباء العرب يمثل في رابطة للأدباء في بلاده، وكلهم ينتخبون من قبل تلك الرابطات، وقل أن يوجد قطر عربي مثل أدباؤه في احدى الدورات المذكورة لا يوجد للأدباء فيه رابطة.
وكان مما قلت في حديثي في الاذاعة: إن وجود رابطة للأدباء في بلادنا يدفع النوادي الأدبية فيها الى القيام بأعمالها بقوة ونشاط. وانه سيكون خير وسيلة لكي تشرف "رعاية الشباب" على هذه النوادي إشرافاً تاماً، لأن من غير المعقول أن "رعاية الشباب" تستطيع توجيه تلك النوادي الوجهة الصحيحة من جميع نواحيها ما لم تكن لها هيمنة مباشرة على أعمالها، وتلك الهيمنة لا تتم ما لم توجد هيئة تباشر الاشراف الفعلي على كل نشاط أدبي، ولن يكون ذلك بدون وجود رابطة للأدباء يكون من اختصاصها توجيه النوادي الأدبية توجيها تاماً، من حيث اختيار العاملين فيها، واختيار ما تتولى نشره من كتب، وايجاد روابط قوية بين تلك النوادي التي هي الآن على درجة من التفكك والتنائي، وعدم الارتباط يحول دون أن يكون لها الأثر القوي في حياتنا الأدبية.
"..." وايجاد رابطة للأدباء من خير الوسائل وأقواها لتتم هيمنة "رعاية الشباب" واشرافها الفعلي على النوادي الأدبية، فهي والحالة هذه من أهم ما يجب ان تعنى به "رعاية الشباب".
وأي محذور في وجود هذه الرابطة ما دامت ستنشأ من قبل رعاية الشباب وتحت اشرافها؟!..".
وسبقه قبل سبعين عاما الأستاذ محمد صالح نصيف مؤسس صحيفة "صوت الحجاز" ورئيس تحريرها الأستاذ عبدالوهاب آشي، حيث قالا في افتتاحية العدد الأول من "صوت الحجاز" في 27/11/1350هـ الموافق 4/4/1932هـ، إذا قالا: 2 الاحساس بوجوب ايجاد رابطة أدبية بين أبناء هذه البلاد.. توحد بين أفكارهم وميولهم وثقافتهم ليسعوا متكاتفين نحو منفعتهم ورقيهم.
وفي مقال للدكتور محمد بن علي الهرفي نشرته جريدة الوطن في 15/1/1424هـ بعنوان "هيئة الصحفيين.. وعوائق الرقابة!" قال فيه:
وإذا كان الناس قد سروا بمولد هذه الهيئة فإنهم سيكونون أكثر سرورا عندما تولد هيئات أخرى مماثلة فأساتذة الجامعات ينتظرون مولد هيئة أو نقابة سمها ما شئت تعنى بقضاياهم وكذلك الكتّاب والعمال وغيرهم من أصحاب المهن الأخرى فكل هؤلاء تواجههم صعوبات في حياتهم العملية وهم في أمس الحاجة لمن يقف معهم ويدافع عنهم ومثل هذه الجمعيات تحقق آمالهم إذا وجدت وكانت آلية عملها جيدة.
كما تطرقت الأخت ناهد باشطح في حديثها بجريدة الرياض العدد السابق بالاشارة اليه قائلة:"وقد أوضح الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب الدكتور علي عقلة عرسان لجريدة الوطن ان غياب الأدباء السعوديين عن مؤتمرات ونشاطات اتحاد الكتّاب العرب شكل عائقا دائما خلال السنوات الماضية، وأنه من الواجب ان يكون هناك تجمع للأدباء السعوديين بغض النظر عن التسمية، المهم ما يندرج تحته اطار تنظيمي يضم الأدباء ويحدد المسؤولين الذين يأتون بالانتخابات كممثلين عن الأدباء والكتّاب السعوديين".
والآن بعد ان صدرت التوجيهات الرسمية بانشاء "هيئة الصحافيين" فالجميع يتطلع الى ان يتبعها توجيهات أخرى بانشاء "هيئة للأدباء والكتّاب". وليتحقق ما سبق ان طالب به الشيخ العلامة حمد الجاسر وغيره منذ سنوات طويلة ولتكون الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو انشاء منظمات المجتمع المدني في بلادنا العزيزة.
ونجد في مقال الأستاذ زكي الميلاد بجريدة عكاظ في الأول من شهر صفر 1424ه والمعنون ب"دعوة لإنشاء هيئة للكتّاب السعوديين" ما يعطي فكرة واضحة لأهمية وضرورة ايجاد مثل هذه الهيئة التي اختتمها بقوله "فهناك إذاً ضرورات وطنية تستجيب لتطلعات وطموحات الكتاب السعوديين، وهناك ضرورات تتصل بواقع الثقافة والحاجة الى انمائها وتجديدها في النطاق الوطني على وجه الخصوص، وهناك أيضا ضرورات تتصل بالحاجة الى الاندماج والتواصل مع العالم العربي.
ونأمل ان تحظى هذه الدعوة بالاصغاء والعناية والاستجابة الكريمة". والله من وراء القصد.
+++++++++++++++++++++++++++
محمد بن عبدالرزاق القشعمي
+++++++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved