الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

قصيدة
مرايا ثملة!
جار الله العميم

عاد من جديد لتهيئة رأسه بأفكار البارحة.
وجد المنزل خالياً من الذنوب، فاستدار لإعادة صياغة دخوله بخطوة ترمز إلى الخطوة التي تليها. أول الأشياء التي كانت في استقباله كانت نافذة غرفته المُطلّة على الخلف، حرص أن لا يتحدّث مع أحد حتى لو كان لا يوجد أحد!
كانت أبواق السيارات تلتهم انصات الشوارع المحيطة بالمنزل وكأنها رصاصات أُطلقت على جبينه ويتفاداها بلا مبالاة. صرخ عالياً بوجه المرايا المُحنَّطة على الجدار. وقف بُرهة!
أطلّ عليه رجل لم يلتق به إلا مرة ولم تُسعفه الذاكرة، كان الرجل ذا ملامح أشبه بلوحات زيتية رُسمت على يد أعمى، وكانت عيناه كالأشكال السابحة على ضوء من بُعد. وقف كلاهما على ناصية الآخر وهما يتوجسان الحقيقة، أيهما من عاد قبل الأول دون استئذان؟!
فسأل أحدهما الكنب المُتراص فيما بينه "أذكر أنني كنتُ هُنا وبدا لي الاستفراغ كديدان الموتى" فصمت الآخر رافعاً مرآة قد سقطت صدفة. أخذت عقارب الساعة تُخرج لسانها على شكل رأس أفعى الى معصمه، حتى إذا اجتازت الثواني ما تبقى من دقائق أحسَّ بلدغة في صدره. فوضع الذاكرة على شماله ليتناسى هذا الرجل الذي لم يزل يقبع على يمينه، التفت اليه وجلاً مُحاطاً بعلامة "!".
وكان الرجل حينها مُرتمياً على عدة علامات قد انشقت عن اللغة، فسأل الرجل عن ماهية تواجد الفراغ إن كانت الحياة مُصابة بداء العظمة. فلم يسمع الرجل السؤال جيداً، وأجاب عن سؤال آخر حينما التقاه أول مرة " لا يوجد ما هو أعظم عندما تكون وحيداً وتُغني أُغنيتك المفضلة".فصرخ في وجهه مُستاء من تأثير المرايا.
وإن الإجابة بحد ذاتها أبواب، قد تُفتح على مصراعيها ويموتا سوياً.
ارتمى على الجدار واضعاً كلتا يديّه كالدعاء، لتهيئة رأسهُ بشكل أفضل!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved