الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

قصيدة
إلى مجنون ليلى العامرية
بدر عمر المطيري
أتمضى حياتي في الحياة كئيبةً
ويسعد بالدنيا الخليُّ.. وينعمُ؟
لك الله يا بدر الدجى.. أنت والأسى
قرينان.. بل أنت الشقيُّ المقدم
ثلاثون عاماً.. ما ظفرت بموعدٍ
كأن وعود الحب وهمٌ.. محتَّمُ
أحبُّ.. فيلقاني ببغضه جاهلٌ
وأبني.. فيأتي طالب الشرِّ.. يهدمُ
وإن رحت أشدو باللحون.. تحركتْ
لحون الأفاعي.. بالأسى تترنمُ
فقولوا: أجيبوني متى أنا ضاحكٌ
إذا في فمي ثغر الفراق.. يهمهمُ؟
وكيف سأجني الحب.. والأرض غثَّةٌ
وما فوق هذي الأرض صبٌّ.. ومغرمُ؟
وأفهم أن الشعر وجدٌ.. ولوعةٌ
ولكنْ متى مَنْ يسمع الشعر يفهمُ؟
* * *
سأنظام للعشاق ألف قصيدةٍ
وإن عاند الإلهامُ قلبي.. سأنظمُ
فإني وجدت العاشقين حقيقةً
لهم عالمٌ غير الحياة.. مهوِّمُ
يرون حياة الناس لهواً إذا خلتْ
من الحب.. لا العشاق منهم.. ولا أنا منهمُ
فهل كان مجنون الهوى غير شاعر
بشعره.. غنى العاشقون.. وسلَّمُواً؟
فلولاه تاريخ الجمال مهلهلٌ
ولولاه تاريخ المحبين مظلمُ
فأما وقد أضحى إلى القبر "قيسُنا"
و"ليلى" طواها الموت عنا.. وعنهمُ..
سأرثي بشعري حبهم.. وحياتهمْ
وأكتب أني في هواهم متيمُ
وإن كنت لم أشهد هواهم حقيقةً
فقد سمعت أذنايَ ما قبل عنهم
نعم! كان "قيس" يَنْشُدُ الوصل جاهداً
ومن دون "ليلى" عاذلون.. ولُوَّمُ
ومازال يسعى صبحه.. ومساءه
بجنبيه يخفي عشقه.. ويكتِّمُ
ولكن متى أخفى غرامه شاعرٌ
وشيطانه يلقي عليه.. وُيلْهِمُ؟
* * *
"أيا ليل" إبكِي لي بعينيكَ رحمةً
من الوجد مما تعلمين.. وأعلم
أليس عجيباً أن نكون ببلدة
كلانا بها يشقى.. ولا نتكلمُ؟
لئن كان ما ألقى من الحب إنني
به كَلِفٌ جمُّ الصبابةِ مُغرَمُ
لعلك أن ترثي لعبدٍ متيمٍ
فمثلك يا "ليلى" يرقُّ.. ويرحم
فما أغمضت عيناه إلا لعله
يرى طيف"ليلى" في المنام يُسَلِّمُ
ولا عبرت رجلاه إلا لغايةٍ
وهل غير "ليلى" غايةٌ ليس تُحرَمُ؟
ولما بدا للقوم أنَّ فتاتَهُمْ
يراسلها من عامة الناس.. مجرمُ..
أتوا.. يحسبون الحب عاراً وريبةً
ولو علموا.. فالحب للقلب مغنمُ
كفى الله ذي الأعرابَ شرَّ نفوسها
فقد فعلتْ في الحب ما هو أعظمُ
إلى غير "قيس" زوجوها.. وأوثقوا
على قلب "ليلى" سجنهم.. وتحكَّموا
* * *
أحقا عباد الله أن لست ناظراً
إلى قرقرى يوماً.. وأنى سَأُحرَمُ
"وكم قائلٍ لي أسل عنها بغيرها"
فأقرب من "ليلى" سماء.. وأنجمُ
"فقلت وعيني تستهل دموعها
وقلبي بأكناف الحبيب" محطمُ:
"لئن كان لي قلبُ يذوب بذكرِهَا
وقلب بأخرى".. فالحياة جَهَنَّمُ
* * *
أحقُّ بدنياه الذي مات عاشقاً
وعاش عفيفاً.. بالطهارة مفعمُ
وأصدق من يرثي المحبين شاعرٌ
لهُ ينسب الشعر الأصيل المحكَّمُ
بذكركَ شعري سوف يصبح باقياً
وبالله يبدا القول..والشعر يختم
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved