الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

الموروث الشعبي.. رسالة ثقافية مهمة
محمد بن إبراهيم الميمان(*)

بما أنني أحد المهتمين بهذا الموروث الشعبي الأصيل الذي يعتبر جزءاً تليداً من ثقافتنا ويجب ان يأخذ حقه من العناية والرعاية والمحافظة عليه بجمعه وتدوينه وتحليله ونشره بجميع وسائل الإعلام مما يتيح للمتلقي من المهتمين بهذا التراث الاطلاع والاستماع والمشاهدة بما هو نافع ومفيد.
وبمناسبة انضمام الثقافة إلى وزارة الإعلام أضع بعض المرئيات والمقترحات التي أرجو ان تنال الاستحسان والقبول ويتم تنفيذها عبر جميع القنوات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، ومن ذلك ما يلي:
1 اختيار لجنة لإعداد برامج الموروثات الشعبية الإذاعية والتلفزيونية.
2 اختيار لجنة متخصصة بالموروث الشعبي لمراقبة الديوان الشعري الشعبي المسموع والمطبوع.
3 تنويع ما ينشر في الصحف والمجلات لخدمة الموروث الشعبي بجميع ألوانه وفنونه.
4 تشجيع الشعراء الشباب بعمل منتديات شعبية خاصة بهم لتنمية مواهبهم وإبراز المبدعين منهم إعلامياً بجميع وسائل الإعلام.
5 مشاركة المتلقي في برامج مفتوحة تخص الموروث الشعبي بجميع أقسامه وألوانه.
6 تطوير الفنون والألعاب الشعبية في مختلف مناطق المملكة بحيث تكون ذات إمتاع وإبداع وجذب للمتلقي.
7 إبراز دور القصة والأمثال الشعبية المختارة والمفيدة على شكل مشاهد هادفة ومفيدة.
8 عمل برنامج إذاعي وتلفزيوني عن الكتاب الشعبي والمجلة الشعبية أياً كان نوعه باختيار موضوعات منهما عن الإبل والخيل والصقر وجميع ما يتصل بالموروث الشعبي.
9 التعاون في مجال الموروث الشعبي المادي فيما بين دول الخليج العربية.
10 عمل برنامج إذاعي وتلفزيوني لإبراز أهازيج وأغاني العمل والمناسبات، بصورة جماعية ممتعة ومفيدة.
11 عمل برنامج تلفزيوني عن الصناعات والحرف التقليدية بصورة واضحة لإبراز إبداع الحرفي الشعبي وتشجيعه ومعرفة مسميات ما يبدعه من منتجات وصناعات تقليدية مازالت قائمة باستيضاح مادة الصنع وكيفية صناعتها واختلاف مسماها في كل منطقة من بلادنا العزيزة المترامية الأطراف.
ولقد استبشرت كما استبشر غيري بانضمام الثقافة إلى وزارة الإعلام والتي تعد واسطة العقد ومرآة الحضارة لتكون واضحة الصورة صادقة التعبير دقيقة التصوير.
كما انضمت وكالة الآثار والمتاحف إلى الهيئة العليا للسياحة لرسم صورة واضحة للمعالم الأثرية التي تزخر بها بلادنا العزيزة.
كما سيكون للمتاحف الوطنية دور بارز لايضاح نواحي الحياة للزائر وللسائح من خلال اطلاعه على تلك المتاحف المنتشرة في معظم مناطق ومحافظات المملكة.
والموروث الشعبي بجميع فنونه وألوانه رافد هام من روافد السياحة الوطنية وله مردوده الايجابي من الناحية الثقافية والاقتصادية والإعلامية مما يعود بالنفع والفائدة على تفعيل السياحة الوطنية في بلادنا العزيزة.
والثقافة في بلادنا العزيزة لها جذورها العميقة ومصادرها الموثوقة ومنابعها المتدفقة والموروثات الشعبية جزء من هذه الثقافة في بلادنا الغالية المترامية الأطراف الشاسعة المساحة وموروثاتنا الشعبية متعددة ومتنوعة منها ما هو منقول وأعني بذلك التراث الشعبي المادي مثل منتجات الحرف الشعبية التي كانت سائدة عند أهل الوبر وأهل المدر يستخرجون موادها من بيئتهم التي يعيشون فيها.. فأهل الوبر يشيدون منازلهم وفرشهم من وبر الإبل وصوف الضأن وشعر الماعز. كما يقومون بعمل أدوات نقل أمتعتهم في حلهم وترحالهم. وأهل المدر يصنعون مستلزمات بيوتهم من بيئتهم التي يعيشون فيها فيصنعون من خشب الأثل أبواب بيوتهم ومن الطين بيوتاً ويصنعون من جلود الضأن والماعز أدوات الري للسواني ومن الخشب يصنعون المحالة والدراجة والحديث عن تعداد أنواع الصناعة التقليدية يطول فهذا باب واسع.
أما النوع الثاني من الموروث الشعبي فهو الموروث المقول وأعني به الموروث الشفهي ويشمل القصة والمثل والقصيدة واللغز وأهازيج الحرب وأغاني العمل والمناسبات حيث يتناقل الرواة هذا الموروث الشفهي من جيل إلى جيل.. وأهل الوبر أكثر التصاقاً بهذا الموروث.
هذا وهناك الألعاب والفنون الشعبية، وشعر المراسلات والمحاورات والأحاجي وألعاب الأطفال وأهازيجهم.
كل ذلك تزخر به بلادنا العزيزة ويتنوع هذا الموروث وفقاً لتنوع المناخ والتضاريس والبيئة الجغرافية.
وموروثاتنا الشعبية الأصيلة والمتعددة والمتنوعة لابد ان يتم اختيار رسالتها وفقاً لتنوع الموروث وتعدد ألوانه ويعرض في هذا الموروث التليد ما هو مفيد ونافع ويخدم الأهداف المرسومة والغايات المنشودة وفي موروثاتنا الشعبية الأصيلة صفات كريمة وأخلاق حميدة تحث على مكارم الأخلاق والصفات النبيلة.
ومن المعلوم ان الإعلام له ركائز أساسية يسير عليها وهي: المرسل والرسالة والمتلقي والوسيلة، وهذه الركائز الأربعة تحتاج إلى دراسة متأنية مستفيضة تقوم على أسس علمية سليمة لتصل إلى الأهداف المرسومة والغايات المنشودة.
فالمرسل لابد ان يكون مبدعاً يتسم بعمق التفكير وسلاسة التعبير والقدرة على جذب المتلقي بايصال الرسالة واضحة ومفهومة.
أما الرسالة ولا أحب ان ادخل بأنواع الرسائل وإنما اتحدث عن رسالة الموروث الشعبي فرسالة الموروث الشعبي يجب ان تكون واضحة وتلقائية ومفيدة وهادفة، ويمكن ان تصل إلى جميع فئات المجتمع وتتصل بكل مناحي الحياة الدينية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والثقافية والاقتصادية.
أما المتلقي لرسالة الموروث الشعبي فلابد ان يشارك بالرسالة سواء كان مستمعاً أم مشاهداً. فأما الوسيلة فإنها متعددة ومتنوعة مما يدعو إلى اختيار الرسالة اختياراً قائماً على أسس علمية ومعرفة تامة لنوع هذه الوسيلة وما يجب ان تكون عليه الرسالة المطلوب ايصالها إلى المتلقي.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير ان يجعل هذا العام عام خير وبركة على الجميع إذ كان في بدايته تطوير شامل ولم شمل الخارطة الثقافية التي ستكون شاملة لجميع ألوان الثقافة وتحقق الأهداف المنشودة والغايات النبيلة.
+++++++++++++++++++++++++++
(*) رئيس لجنة التراث الشعبي بجمعية الثقافة والفنون
+++++++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved