الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

بين مجهر المبالغة.. وواقع الحال
*خليل الفزيع

فتحت المجلة الثقافية في عدد الاثنين 261425هـ وما تلاه ملف أدبي الشرقية وهو ملف فيه من الإيجابيات والسلبيات ما في غيره من ملفات الأندية الأدبية الأخرى، لكن الثقافية اختارت وضع السلبيات تحت المجهر لتبدو أكبر بكثير مما هي في الواقع، حتى وصلت إلى درجة المبالغة التي تجاوزت أو تجاهلت إيجابيات واضحة لا يمكن لمنصف أن ينكرها.
كانت المشاركات انفعالية ومتشنجة لا ترقى إلى مستوى النقد الهادف، وهو امر مستغرب ممن يريد البحث عن الحقيقة، وتقديمها للقارىء، ولعل للصحافة اعتباراتها، لكننا أمام قضية ثقافية ينحصر الحكم فيها على المقياس الثقافي في حفاظه على المصداقية والتجرد من الهوى الملتبس بمواقف شخصية يلزم النأي عنها إن أردنا الإنصاف في الطرح والمعالجة.
وقد جاءت بعض الطروحات متشبثة بالشكليات التي تكتفي بتسطيح القضية وحصرها في ملامح ضبابية تحاول إخفاء الواقع، بل إن بعضها تحول إلى سهام موجهة إلى بعض قيادات النادي دون وجه حق، وهذه حيلة العاجز، حيث لا أسهل من توجيه السهام الطائشة في حالات الانفعال والتشنج حين يغيب هدف الوصول إلى الأفضل، وراء رغبة الانتقام والتشفي، وهي رغبة تدميرية تجتاح ذوي الحجج الضعيفة، والبراهين الواهية، مما لا يصمد أمام شمس الحقيقة الساطعة.
فالذين يقللون من دور النادي في الحياة الثقافية في المنطقة الشرقية، هم اكثر الناس بعداً عن المشاركة في أنشطته المختلفة، وما يعرفه الجميع أن أبواب النادي لم توصد في وجه أحدهم، لكنهم ينظرون إلى هذه المؤسسة الثقافية العملاقة بشيء من الاستعلاء، وهي نظرة لا تليق بمن يزعمون الانتماء للثقافة، والأولى أن يشاركوا بالحضور وإبداء الرأي، والحوار الهادف، ومعرفة الأهداف التي حددتها جهات الاختصاص، وكذلك معرفة الإمكانيات المتاحة، هذا إذا اردنا الوصول إلى حكم منصف وليس حكماً طابعه التجني وغايته الإساءة لرموز ثقافية أثرت الحركة الأدبية بمساهمات كانت ولا تزال محل تقدير وإعجاب المنصفين من النقاد في العالم العربي، وهذا التنكر للرواد ظاهرة خطيرة إذا استشرت، فعلى الأدب والأدباء في بلادنا السلام.
إصدارات النادي التي لم تعجب بعض المتحذلقين شملت أطيافا معرفية شتى، وشاركت فيها أسماء معروفة، قدمت ألواناً أدبية وثقافية مختلفة، كما اعتنت بأدب الشباب شعراً ونثرا، وتدل قائمة إصدارات النادي على هذا التنوع الذي ربما لا يرضي أصحاب الأفق الضيق، ولكنه محكوم بقواعد ووفق آلية تتبعها جميع الأندية الأدبية، والكلمة النهائية في قبول أو رفض أي كتاب ليست من اختصاص إدارة النادي، بل هي من اختصاص المحكم الذي تحال إليه (مسودة) أي كتاب يريد مؤلفه إصداره ضمن مطبوعات النادي، وهذا المحكم ليس من اعضاء النادي، أما من يحيل إليه (مسودة) الكتاب فهي لجنة الكتب المكونة من عدد من الأكاديميين والأدباء، فهي التي تتلقى (مسودة) أي
كتاب ثم تحيله إلى محكم (مختص) في موضوع هذا الكتاب وهو الذي يقدم تقريره لهذه اللجنة، مشتملاً على التوصية بالطبع أو عدمه مع توضيح الأسباب في الحالتين.
أما القول بأن دورية (دارين الثقافية) (لا تقيم للأجيال الثقافية موقعا في مشروعها الكتابي، لأنه قد اقتصر النشر فيها على مجموعة من الأسماء الثقافية المعروفة من أصحاب الدالات والمحسوبيات) فهو قول تنقصه الدقة وما الضير في أن تنشر دارين لأصحاب الأسماء الثقافية المعروفة؟ ولماذا يستثنى أصحاب الدالات مما هو حق لغيرهم، هل لأن بعضهم لا يملك شروى نقير من الثقافة العامة، لكن هذه حالة خاصة، وما شذ عن القاعدة لا حكم له، والقاعدة تؤكد أن أصحاب الدالات هم في طليعة حركة التنوير في أي مجتمع وقادة الفكر فيه، وإن شذ عن ذلك من شذ. ثم إن اهتمام (دارين الثقافية) بالمواهب الجديدة واضح من خلال تخصيص عدد غير قليل من صفحاتها لإنتاج الشباب، ومن هؤلاء من استطاع التفوق ليقف في صف واحد من الكتاب الآخرين المعروفين على الساحة الثقافية المحلية والعربية، مع أن اهتمام النادي بالمواهب الجديدة لا يقتصر على ما ينشر لهم في (دارين الثقافية) فهناك المسابقات والمنتدى الثقافي، والمشاركة في الساحات الثقافية لموقع النادي على الإنترنت، إلى جانب طبع كتبهم، وهذه ليست منة من النادي ولكنه واجب تجاه المواهب الجديدة، وهو يقوم بهذا الواجب بما يتناسب مع إمكانياته ووفق أهدافه الواضحة.
لقد كان الأسوأ في طرح ملف النادي الأدبي في الشرقية هو مشاركة بعض الأقلام النسائية المبتدئة، التي لا تزال تحبو في ميدان الكتابة الأدبية وقد نفخهن الغرور إلى درجة ممجوجة حتى خشيت عليهن من الانفجار، فإحداهن لم تفرق بين النادي الأدبي ونادي القصة التابع لفرع جميعة الثقافة والفنون بالدمام، واخرى مستاءة لأن النادي الأدبي لم يطبع رائعتها الشكسبيرية، وبذلك حرم الأدب والأدباء من هذه التحفة، مما يشكل خسارة فادحة على الأدب والأدباء، وأخرى كتبت بعض المقالات الصحفية المتواضعة فنصبت نفسها حكما في أمور لا تفقه فيها شيئاً، وكل واحدة منهن راحت تهرف بما لا تعرف. قليلا من التواضع أيتها المبتدئات، فالطريق طويلة وشاقة لمن يريد شرف الانتساب إلى عالم الأدب، وهي أكثر مشقة من طريق الانتساب لعالم الصحافة، ثم إن النادي غير ملزم بالنشر لكل من هب ودب. والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم يؤخذ رأي أديبات المنطقة المعروفات؟ في محاور هذه القضية الحساسة؟
إن مسيرة النادي كأي مؤسسة ثقافية أو غير ثقافية تحتاج إلى الآراء السديدة والأفكار الناضجة والمقترحات البناءة لدعم سيرها الحثيث وبخطوات واثقة نحو التطوير، أما الآراء المشوشة والأفكار المسطحة والمقترحات المرتجلة، فلا يرجى منها خير خاصة إذا لبست ثوب التوتر الأهوج وتخلت عن الرزانة المطلوبة في مثل هذه الحالات.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved