| قاعات الفنون في الرياض
|
*عبد الرحمن السليمان:
تخطو العاصمة الرياض نحو مزيد من الاهتمام التشكيلي المتمثل في افتتاح قاعات عرض جديدة وذات مستوى يتجه نحو الحداثة التشكيلية ونحو ما هو جاد، ولعل أبرز تلك القاعات تلك الواقعة في برج المملكة (حوار آرت) وتدار بطريق الفنان السوري فاروق قندقجي وشذى الطاسان، هناك أيضا قاعة أخرى هي (لافوليت) وهي تسمية فرنسية واسمها بالعربية (لوحة الألوان) إضافة إلى قاعة شذى، وقاعة الشرقية وغيرها والجميع في الواقع يتنافسون على تقديم ما هو جيد.
حضرت أولى العروض التي نظمتها (حوار أرت) وكان عدد من المشاركين مع قلتهم أصحاب مكانة كبيرة في الساحة التشكيلية العربية من بينهم السوداني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسس مشاغل الحفر في مهرجان أصيلة الثقافي الفنان محمد عمر خليل وكذا الفنان الشهير عمر حمدي المعروف ب(مالفا) وهو سوري الأصل، والتونسي نجا مهداوي بجانب عدد من الفنانين والفنانات العرب، وأعمال مثل هؤلاء تضفي متعة بصرية فهم من الجادين والمثابرين الذين حققوا بجهودهم الشخصية مكانة على مستوى الساحة التشكيلية العربية والدولية وأظن في مثل هذه المناسبة لا بد من التذكير بواحدة من المجموعات الفنية العربية التي تحتضنها العاصمة واعني مجموعة (كندة) التي تحركت نحو بعض البلدان الأوروبية، ولا شك إنها ملفتة بمستوى الاختيار والأسماء العربية الشهيرة، لعلنا هنا نعيد التذكير بخلو المعرض المقام في برج المملكة من أسماء سعودية باستثناء الطاسان ومجموعة كندة إلا من اسم زمان محمد وخالد العويس وفيصل السمرة ومع معرفتي بحرص القائمين وكفاءتهم في الاختيار وبما يمثل توجه المجموعة إلا إنني أيضا أتمنى ان تزداد الأسماء التشكيلية السعودية وهي قادرة على ان تواكب المستوى الفني للمشاركين في عروض الجهتين.
ومثل لي العرض الجماعي المتواصل بتنويع أعمال العرض في قاعة لافوليت اهتماما بالمستوى الذي لم يخل من تنوع واختلاف فالمشاركين متنوعي الثقافات والاهتمامات والصيغ وبالتالي جاءت بعض الأعمال مثيرة وملفتة كل منها على حدة تمثل هوية الفنان وأسلوبه الخاص.
كان من بين المشاركين خالد العويس وسمير الدهام الذي يعرض أعماله في قاعة أخرى هي الشرقية، هذه القاعة التي أشرفت أو مديرها ذات عام على مسابقة السفير التشكيلية تمثل في اختياراتها النماذج الأحدث في التجربة التشكيلية السعودية وهي تقوم في نفس الوقت بإدماج أعمال الفنانين التشكيليين السعوديين والعرب وبالتالي فان أنشطتها المتجهة نحو تنظيم عروض شخصية للفنانين تبدو محدودة مكتفية بعروض مستمرة ومختلفة تكون اكثر تواصلا مع الساحة المحلية،ومع الفنانين العرب المقيمين في الرياض على الخصوص، هذه العروض الشخصية أو حتى المشتركة نجدها - أكثر - في قاعة شذى التي يتواصل نشاطها بإقامة أو استضافة عروض من داخل العاصمة أو خارجها. هذه القاعات بالإضافة إلى لحظ أو قاعة عهود الجريد أو غيرها مما يمكن له استضافة عروض جادة يجعلنا اكثر تفاؤلا باحتلال العاصمة مكانة تأخرت عنها- مقابل مدينة جدة على الأخص- باستضافة عروض ذات أهمية في قاعات تتناسب والقيمة الفنية للتجارب التشكيلية في المملكة.
ومع ان عروضا فنية تتم في مراكز تجارية أو ثقافية يمكنها ان تضيف إلى ما هو قائم كمركز الملك فهد الثقافي إلا إننا نعول كثيرا على القاعات الفنية المجهزة فمثلا قاعة الخيمة والتابعة لأمانة مدينة الرياض مكان كبير قد يستوعب معرضا اكبر من تلك التي يمكن ان تستضيفها قاعات ذات مقاس صغير وبالمثل مركز الملك فهد الثقافي الذي تستضيف وزارة الثقافة والإعلام فيه بعض فعالياتها ومن بينها العروض التشكيلية التي كان آخرها خلال الحفل التكريمي الذي أقامته لضيوف الجنادرية.
أردت القول بأن القيمة الحقيقة لفعل أي منشأة يكمن في المستوى الذي تستضيفه أو تتبناه وهذه القاعات بصفة عامة لا يمكنها ان تؤسس لنفسها المكانة اللائقة إلا بان تختار ما هو افضل من الأسماء والأعمال التي تسهم في حراك ثقافي محلي وعربي وحتى دولي مطلوب.
solimanart@gmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
