الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 17th July,2006 العدد : 162

الأثنين 21 ,جمادى الثانية 1427

الشاعر عبدالله الأقزم:
المعوقات في طريق الشعر قوية لكننا نقارعها
الشاعر عبدالله الأقزم تأسرك رؤيته الشعرية الخاصة للحياة.. تلك التي تنبني دائماً على أسس من القوة اللغوية، والمعاني المعرفية، والطرح الموسوعي.. فهو الذي ينظر دائماً إلى الشعر بوصفه المخلِّص من آلام الحالات الإنسانية الشاقة، وهو الذي يضاعف جهده الشعري كلما ازدادت ضراوة الهم ليعبر بشكل جميل.. الشاعر الأقزم لدية عشرات القصائد في أغراض عدة وصدر له ديوان (خذني إلى معنى الهوى) وديوان آخر مخطوط. فحوْل هذه الحالة الشعرية، وقضايا إبداعية أخرى كان لنا معه هذا الحوار:
* ديوانك الجديد (خذني إلى معنى الهوى) إضافة شعرية متميزة.. كيف ترى حال الخطاب الشعري الآن في ظل العديد من المثبطات والمعوِّقات النفسية؟
- لم تكن المثبطات المعنوية والمعوقات النفسية إلا زاداً ثرياً في مسيرتي الأدبية. كنت ومازلت أنظر إلى هذا الحاجز والمعوق والصراع عاملاً محفزاً في مسابقة الرياح ومقارعتها ولجم غضبها، هذه العوائق ملح الحياة ولدتها وطعمها الأحلى.. لا قيمة لمجدٍ خالٍ من المنعطفات والمنحدرات والمنغصات بهذه النظرة انطلقت كنسرٍ يشق عباب المستحيلات بإرادةٍ حديدية.
* كيف تكتب القصيدة؟ وهل الفكرة هي التي تحتم عليك قول الشعر؟
- مرة القصيدة تكتبني ومرة أخرى أنا من يكتب القصيدة ومرة أخرى العنوان أولد منه قصيدة ومن بيتٍ مهمولٍ مركون في المسودة تنشأ منه تنبت منه تورث منه أجمل قصائدي خضت في خلق القصائد تجارب عديدةٍ في هذا التكوين وفي هذا الخلق من أجل الوصول إلى جواب مقنع محلقٍ لامعٍ ساطعٍ أمام أشكال الظلمة حتى وصلت إلى قناعةٍ خضراء القصيدة التي تكتبني والرؤية الواضحة - الفكرة هما خلاصة الإبداع في تجلياته وثورانه بعيداً عن التصنع والتكلف والتملق المتلون بألوان النفاق والخداع فأنا لا أرهن شعري تحت مقاييس النقاد المطاطية التي ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر وفق نظرات نقدية جوفاء في أغلب الأحيان.
* هل يسترعيك مشهد الشعر العربي؟ وهل المحلية هي البوابة الحقيقية لنضج الشاعر؟
- المشهد الشعري في الوطن العربي في أزمنته المختلفة مثير أخاذ في أبعاده المتعددة، ما إن ينحدر حتى يرتفع في قيمته وعطائه فالمشهد الشعري في الوطن العربي يجذبني يشدني إلى ألوان ازدواجيته وتضاريسه وفي كل تشكلاته في قوته وضعفه في انطفائه وفي اشتعاله الأرض التي أنجبت كبار الشعراء قادرة على إفراز مواهب أخرى قادرة على أن تبدع وتتألق مرة أخرى، فالمزاج الزئبقي سيظل العلامة الفارقة في المشهد الشعري في الوطن العربي، وهذا أمر طبيعي كطبيعية الإنسان العربي، الجواب على الشق الثاني من السؤال الثالث المحلية هي الفاتحة وهي البسملة وهي الخط الأول لنضج الشاعر والخط الثاني هو العالم الآخر هو الخروج من المحلية بشرط أن لا يتبرأ الشاعر من محليته ولغته وإلا فهو يتبرأ من نفسه فيعيش الكذب الذي لا يلد إلا أدباً كاذباً كل مركباته فقدان عناصر الصدق.
* هل تشارك في قصائدك منبريَّاً؟ وهل ترى جدوى لمثل هذه الأمسيات التي يقول البعض عنها أنها محدودة الأثر؟
- نعم أشارك في المحافل المنبرية فالمنبر هو مسرح الشاعر وصالة ضخمة من صالات تدريباته فلا يجب عليه أن يقلل من قيمة المنبر وإلا أفقد نفسه وشعره هدير البحر في قافيته وأمات النبض والإحساس في قصائده وحروفه فيعيش حينئذٍ عيشة المُتثلجين المُتخشبين. المنبرُ محدودُ الأثر عند من لا يستفيد من خزائن المنبر وإلا من يعرف المنبر ويقترب منه سيدرك أن المنبر قوة إضافية للشعر والشاعر.
* هل حزت جوائز؟ وهل تشارك في مثل هذه المسابقات؟
- نعم حزت على جوائز عديدة ربما يكون أهمها حصولي على المركز الثالث من بين ثلاثين شاعراً في منطقة القطيف قبل حوالي خمس سنوات تقريباً أحياناً أشارك وإلا فأغلب الأحيان لا أشارك فمشاركتي على عدد أصابع اليد الواحدة أو أقل فأنا لا أحب أن أهندس شعري وفق رغبات النقاد ووفق مقاييسهم ومعاييرهم بعيداً عن أحاسيس الشاعر وصدقيته وعفويته وقناعته. كثيرٌ من القصائد التي فازت في مسابقاتنا الأدبية العربية هي قصائد مصنعة لا نصيب لها من الخلود في ذاكرة الإنسان العادي فهي محنطة في الرفوف والكتب البالية وأنا هنا لا أقول كل القصائد حتى لا يتصيدني عشاق الصيد في المياه العكرة وأنا هنا أثير قضية مثيرة للاهتمام، ما نصيب القصائد الفائزة في المسابقات الشعرية العربية من مساحة الخلود؟ أعتقد أنني لم أعثر على قصيدة واحدة فازت في مسابقة شعرية عربية كتب لها الخلود في وجدان الإنسان العربي العادي وإذا هناك قصائد فائزة خالدة وأنا لا أعلم فهي لن تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. بالمناسبة قصيدتي التي فزت بها في المسابقة الشعرية وحصلت بها على المركز الثالث من بين ثلاثين شاعراً في منطقة القطيف لم أضعها في ديواني الأول ولم أضعها في ديواني الثاني ولن أضعها في أي ديوان لي فأنا أخجل حتى من إبرازها في المحافل والمنتديات المختلفة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved