وميض
المطبوعات التشكيلية ومن يتبناها؟ (2-2)
عبد الرحمن السليمان
|
أجرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسابقة أواسط الثمانينيات الميلادية لكتابة بحث عن الفنون الإسلامية. تم طباعة البحث الفائز في كتيب بسيط مدعم ببعض الصور ذات العلاقة، لكن مثل هذا المشروع لم يتواصل في هذا الحقل، وكانت الرئاسة في معارضها تحث على استلهام الفنون العربية والإسلامية حتى أنها في العام 1990م أقامت معرضها العاشر للفن السعودي المعاصر بمناسبة عام التراث وتحت لواء هذه التسمية. مطبوعات أخرى صدرت عن الحرس الوطني من بينها (الفنون التشكيلية والإنسان) موجز تاريخي للفنانين د. محمد الرصيص ود. صالح الزاير، تضمن معلومات وبيانات عن مسيرة التربية الفنية والفن التشكيلي في المملكة وذكر بعض أسمائه الأولى، كان بادرة طيبة مع علمنا أن د. الرصيص أعد منذ أعوام لكتاب عن الفن التشكيلي في المملكة لم يظهر حتى الآن، ومع علمنا بوثائقيته وتحليليته إلا أنه -كما بدا لي- قد نشر بعض محتوياته في الصفحة التشكيلية التي حررها بصحيفة الاقتصادية.
الحرس الوطني أصدر كتاباً للفنان ناصر الموسى عنوانه لوحة وفنان، هذا الإصدار تضمن كتابة موجزة عن الفن التشكيلي في المملكة ثم قراءة لأعمال (32) فناناً وفنانة تشكيلية سعودية.
تنحصر إصدارات بعض المؤسسات الحكومية مثل تلك التي أشرت إليها في توزيعها وإيصالها إلى المهتمين والجهات الحكومية كإهداءات أحياناً، أما حصول البعض على نسخ منها فعلى درجة من الصعوبة؛ حيث إنه لا يتم إعادة الطباعة مع قلة الطبعة الأولى منها، كما أنها لا تتوفر أو تباع في المكتبات أو الأسواق عموماً، ربما هذا ما انطبق على كتاب مسيرة الفن التشكيلي السعودي الذي أصدرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العام 2000م.
عند المتابعة للدور الذي قامت به الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والرئاسة العامة لرعاية الشباب في جانب إصدار الكتب الخاصة بالفن التشكيلي السعودي فإنه ليس أمامنا سوى كتاب واحد هو (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) وبالتالي فإنه قصور واضح في هذا الجانب المهم في الحركة التشكيلية في المملكة، وانعكس ذلك على ما تتضمنه المطبوعات والإصدارات العربية في مجال الفن التشكيلي والتي غاب عن بعضها هذه المسيرة، كما ونجد أن المعلومات التي تناقلتها الإصدارات الأخرى كانت متشابهة، وقد لا نتفق مع كل تفاصيلها، وقد بدأ شييء من حضور لهذه الحركة في بعض الكتابات التي تعرف أصحابها على ساحتنا بحكم التواجد في بعض المناسبات المحلية، لكنها كتابات لا تتعدى الصحف أو المجلات العربية في الغالب.
اجتهد الفنان عبد العظيم الضامن لإصدار كتيبات جاءت متواضعة عن بعض فناني المملكة تبنى طباعتها ضمن اهتمام خاص متواصل للمساهمة في تقديم مطبوعات متنوعة ومختلفة. أشير إلى كتاب صدر مؤخراً حول الفنان الراحل محمد السليم عن نادي الطائف الأدبي وكذلك الكتاب الفخم الذي أصدرته المنصورية للثقافة والإبداع عن الفنان ضياء عزيز.
الواقع ومن خلال هذه المتابعة فإن الكتب التي تعنى بالفن التشكيلي في المملكة قليلة جداً، وأعتقد أن لدى بعض الكتاب والفنانين مشاريع شبه جاهزة، أتمنى مع العهد الجديد للثقافة السعودية أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام رعاية مسابقة سنوية أو كل عامين حول عنوان محدد عن الفن التشكيلي السعودي أو فنانيه، أو تقوم بتكليف من تراهم قادرين على ذلك بالكتابة حولها، وكذا دعم وتشجيع المبادرات الفردية الخاصة من الفنانين الذين يقدمون للساحة مؤلفات تخدمها، كذلك أن تسعى الجهات الأكاديمية وأعني أقسام التربية الفنية في الجامعات السعودية بتبني طباعة البحوث التي تعود بنفع على الحركة التشكيلية المحلية، والتي يقدمها الدارسون لنيل شهادات عليا كالماجستير والدكتوراه، مع إمكانية التنسيق في ذلك مع جهات خاصة يمكن أن تتم الطباعة برعايتها ونفقتها.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
