الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th October,2005 العدد : 127

الأثنين 14 ,رمضان 1426

صدى لون
التمثيل الخارجي (الوطن أولاً)!!
محمد الخربوش
الفن التشكيلي هو كما نعلم أحد الروافد المهمة في المنظومة الثقافية، وبالتالي فإن هذا النوع من الثقافة ماهو إلا مؤشر قوي للبعد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الدلالات والمعطيات الأساسية المختلفة لأمة من الأمم ومن هنا أيضا فإن ما يقدم أو يوجه من أعمال في هذا الجانب عادة تكون مرآة صادقة تنعكس عليها هذه الدلالات والمعايير التي تمنح المتلقي الفرصة للاطلاع على ثقافة وحضارة وتراث بلد هذه الأعمال لأن الفن التشكيلي وهو اللغة العالمية المشتركة، ومن خلال معطياته المختلفة يساهم بالتعريف وتسليط الضوء على بلده الأم من خلال هذه الأعمال الفنية التي كثيراً ماتكون منتقاة بعناية فائقة عندما تكون المسألة مسألة تمثيل وطن وتقديم صورة نموذجية مشرفة لهذا الوطن، ومن هنا أيضاً فإن على الجميع سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو مؤسسات خاصة أو عامة رسمية وخلافه أن تتحرى الدقة التامة عندما تتعلق المشاركة أو العرض باسم الوطن- لأن ما يقدم من أعمال فنية للمشاهد في بلد ما في مناسبة دولية ما سيتم التعامل معها من قبل النقاد أو المتلقين في بلد العرض على أنها تمثل الصفوة للبلد الذي تمثله هذه الأعمال أي أن تعامل الملتقين والمختصين والنقاد والجمهور الزائر لمعرض ما أو مناسبة تشكيلية ما تعاملهم مع الأعمال المعروضة على أساس أنها تمثل المرحلة المتقدمة جداً والأنموذج الأمثل للمستوى الذي وصلت إليه الحركة التشكيلية في بلد هذه الأعمال مما ينعكس بدوره على تقييم شامل للبعد الحضاري والفكري والثقافي لهذا البلد..
ومن هنا فإن مسألة الاختيار أو ترشيح الأعمال التي تمثل الوطن تعتبر من المسائل المهمة لأنها كما أسلفت تمثل المعايير التي من خلالها يتم تقييم وطنها الأم والمدى الذي وصل إليه هذا الوطن في كافة مناحي الحياة.. وعلى الجهة التي تقوم على رعاية مثل هذه المشاركات أن تقدم مصلحة الوطن على المصالح الأخرى في مثل هذه الفعاليات، وأن تعمل جاهدة على أن يتم الاختيار وفق العمل نفسه ومستواه الفني والتقني والفكري؛ لأنه سيكون المرآة التي تعكس كما أسلفت حضارة وثقافة البلد.
أيضاً أحبتنا التشكيليين والتشكيليات عندما تتاح لأحدهم فرصة العرض أو المشاركة باسم الوطن عليه أن يدرك جيداً أنه ومن خلال أعماله التي سوف يعرضها أنه سيكون سفيراً لبلده ونموذجاً من المفترض أن يقدم الصورة المشرفة لبلده من خلال أعماله ومعطياته، وإلا فإن الاعتذار في مثل هذه المواقف أجدى وأرحم بدلاً من عرض أعمال تسيء إلى الفنان نفسه ولبلده ولثقافته بشكل عام... وحتى أكون أكثر صراحة فإنني ومن خلال متابعة أجد أن بعض الفنانين والفنانات التشكيليين توجه لهم دعوات شخصية من خارج الوطن للمشاركة في معرض ما أو مناسبة تشكيلية ما تكون العلاقة الشخصية والمصالح المشتركة هي الرابط بين أصحاب الدعوة والفنان المدعو، أو أن يقوم فنان ما أو فنانة تشكيلية بإهداء بعض من أعماله لجهة ما في بلد ما أو قطاع ما ليتم عرض هذه الأعمال في هذه المنشأة سواءً كانت حكومية أو خاصة مثل السفارات والفنادق والمطارات أو غيرها من منشآت حيوية تكون عادة تزخر بالمترددين والمتلقين من كافة الأطياف وكافة الجنسيات، وبالتالي تكون هذه الأعمال دائماً تحت الضوء ومحط النقاش والسؤال حولها وحول هوية وطنها.
خلاصة القول.. أتمنى أن نكون أكثر دقة عندما نعرض خارج الوطن لأننا نقدم ومن خلال فننا التشكيلي صورة للمستوى الذي وصل إليه وطننا الغالي من كافة النواحي الفنية والثقافية والفكرية والاجتماعية والتنموية وكافة المعطيات الحياتية المختلفة..


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved