|
الثقافات الأمريكية اللاتينية القديمة
|
تأليف: لاوريت سيجورنه
ترجمة: صالح علماني
القاهرة: وزارة الثقافة، 2005
***
يتناول الكتاب بدءاً في فصله الأول قصة الاكتشاف الكبير لكولومبس، حيث كان النجاح باهرا: بلدان فسيحة مأهولة وشعوب ومناخات ومناظر فردوسية وثروات طبيعية لا متناهية والحضور العجيب للذهب.. وبالرغم من هذه النتائج لم يذق كولومبس سوى آلام الخيبة؛ فالصعوبات التي اعترضت سبيله باعتباره أجنبيا في تلك الأرض كانت في ازدياد وسرعان ما اتضح له أن عملية الاستيطان هي مسألة أخرى مختلفة عن الاكتشاف، فقد وجد كولومبس نفسه مضطرا خلال إقامته الثانية في العالم الجديد إلى اصطياد البشر وإفلات سعار الكلاب الفتاكة على سكان البلاد الأصليين، فعندما أراد العودة للمرة الثانية لم تجد بلاغته نفعا في الحديث عن العالم الأخاذ المكتشف وحلمه في متابعة الاكتشاف.. فالملكان الاسبانيان وممولو السفن والرجال الذين طلب مساعدتهم كانوا جميعهم يبدون الريبة حول النجاح، فلم يكن أمامه إلا أن يلجأ إلى طريق العنف الذي سيكون هو نفسه احد ضحاياه بعد زمن قصير عندما أخذ يتوسل العون، إذ تعهد مقابل أجرة السفن والبضائع اللازمة بجلب شحنات من العبيد نظراً لندرة اليد العاملة، واقترح على ملكي إسبانيا فتح أبواب السجون ونفي المحكومين بالإعدام والسجن المؤبد إلى تلك الجزر المكتشفة لينالوا حريتهم بعد قضاء فترة قصيرة من الزمن هناك.
فلم يكن همّ هؤلاء المجرمين سوى العودة إلى بيوتهم بالغنائم وبأي وسيلة، وبوصولهم إلى الجزيرة المكتشفة راحوا ينتشرون في البلاد منفردين أو في جماعات صغيرة منصبين أنفسهم سادة مطلقين على مجتمعات مسالمة خصبة فاقترفوا المذابح كعقاب أو لمجرد المتعة، إذ ابتدعوا عددا من الألعاب القاتلة، جعلوا من الكائنات البشرية فيها أهدافا، واغتصبوا النساء والفتيات القاصرات على مرأى من أزواجهن وآبائهن وأبنائهن العاجزين، وفرض المغارم وتحصيلها.. ولكي لا يهلكوا لم يتركوا طريقا إلا واتبعوه لتحويل الوطنيين إلى مرتبة الحيوانات الداجنة.. هذا كله أدى إلى إقناع السكان بأنه من الخير لهم هجر القرى والمزارع إلى الجبال للهرب من المجرمين.. وهكذا أقفرت الجزيرة من ساكنيها خلال أقل من عشر سنوات، ما دفع ملكي إسبانيا إلى إباحة شن الغارات على الشواطئ المجاورة لاقتناص العبيد اللازمين للعمل في الأرض، وهكذا كان معدن الذهب هو السبب في الإبادة السريعة للأهالي الذين كانوا يستخدمونه فقط لأغراض الزينة، هذا عدا عن الجوع الذي لمسه الأهالي لدى هذه الكائنات الشرهة المتلهفة، ومن هنا جاء الاعتقاد بأن الإسبان لم يولدوا إلا ليأكلوا، وهكذا سرعان ما تحولت الجزر المتكشفة إلى جحيم.
وليتم اكتشاف جزر الانتيل - القارة - البحار العذبة - الاتصال المحيطي ثم الفتوح في القارة: كوستاريكا - بنما - إسبانيا الجديدة - غواتيمالا - هندوراس- نيكارغوا - مملكة قشتالة الجديدة - البيرو - البرازيل وفنزويلا - مملكة غرناطة الجديدة كولوكبيا - الأرجنتين وتشيلي.. وينتهي الفصل بعبودية دنيا وأصداء الإبادة.
أما الفصل الثاني من الكتاب، فقد تناول: أمريكا والمكتشفين، حيث يتحدث المؤلف عن الفراغ القاري، بشرا وطبيعة، رذائل ووثنية (وثنية - كهنة الشيطان - بيوت الأوثان - ممارسات جهنمية)، الجماعة والسكان (العمارة -الأثاث والزينة - الملابس)، المجتمع (الزوجان - الحكومة - النبلاء - العبودية - العدالة - الملكية - التجارة - التقاليد - الحرب - الطقوس الجنائزية)، ثم النتائج التي يبيّن فيها الكاتب أوجه الاختلاف والتجانس بين شعوب تلك القارة.
وفي الفصل الثالث رجع الكاتب إلى المصادر من خلال المؤرخين الازتيك وأسطورة وتاريخ ونشوء الكون ومفهوم الألوهية.
ليختم كتابه بالفصل الرابع عن علم الآثار: يكشف الفكر الأمريكي في البيرو وأمريكا الوسطى، ففي البيرو تكلم عن الأصول - تشافين وفي هوانتار - نيارهوا ناكو- المقابر الأفق البيروني الأول والثاني وفي أمريكا الوسطى، فقد تكلم عن الوثائق المكتوبة.
وينتهي الكتاب بالحديث عن النتائج مثل أين هو مهد الثقافة الأمريكية - نقاط الالتقاء بين نصفي القارة الشمالي والجنوبي - تشخيص وتجريد - قيمة الإخلاص للعمل - والموقف حيال الموت.
يقع الكتاب في 397 صفحة من القطع الكبير.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
