الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th October,2005 العدد : 127

الأثنين 14 ,رمضان 1426

تكوين
حكاية
محمد الدبيسي

لم يكن (المساء) هو المساء..
ولم تكن لحظاته المشربة بالأرق....
(تمل) ذرّ حباتها الحارقة على (حدقات) يممت صوب السماء..
.. كان (السأم) قسيم الاعتياد في فلق حبة
الوقت.. وكانت نواة (البياض) السقيم تتهيأ
للانقضاض.. (هكذا).. كأنما نُفخت في
روعها الروح.. لتهتبل حقها في كأداء النفس...؟
.. ولأن (أجمل الأشياء) تلك التي (لا ننتظرها)..؟
.. تلك التي (تفاجئنا) كالقدر..!
جاء (صوته) يرسم للمساء كرنفالاً من ألق..
. جاء (صوته) مندلقاً.. يقطف (قناديل) السهر..
من أطراف (المكان).. ليشعل سراجها الوقّاد..
.. يصب (صوته) المصفى.. على يبس الجوارح
فيوقظها للحياة..؟
جاء (صوته) يتلو قصيدةً.. أو مقطعاً
من قصيدة.. أضاعها منه الزمن..؟
(يتلوها).. فأقنت مستنفراً (ذاكرة) وجعى..!
.. (صوته) كصهيل فارس يغيب.. ولا يتلاشى أو ينهزم..!
.. يستاف من جوّاه الثر (غدقاً) ساطعاً كبريق..
ليغسل سأم (المساء) بفيضه الطهور..!
ولأن (صوته) ابتنى في ذاكرتنا (ألفةً)
فاضت عذوقها الشمّاء.........؟
لاتلبث تحتشد فزعاً.. كلما صدمتها (أصوات) ينز منها فحيح الغبار..؟
ولأن (صوته) يكسر الاعتياد.....؟
.. ولأن (صوته) يخرق عباءة المساء السقيم..
.. فقد تلى على سكون الجوارح بداية غير (السلام)..؟
فقال:-
(خذي ذكرياتك بعد النوى..
فإني تعذبني الذكريات..
.. أفيق على اسمك كل صباح..
وأغفو على اسمك في الأمسيات..
وأذكر كيف حوتنا الدروب..
أليفين كانا جمال الحياة..
يغني لها.. بالكلام الجميل..
وتهتف.. ما أعذب الأغنيات..
وتروي له بالعيون حكايا..
تحيّر في سردهن الرواة....)
كان إيقاعه يتراءى.. ما بين رنة استودعها
القلب منذ سنين.. وعذوبة (أبياته) وبساطتها
(ترسم) سحر الكلام.. تفتض بكارة المواجد
وتردد قرآن العاشقين..
(المذيع القديم) الذي تركنا فجأة..؟ بغير وداع..!.
عاد يستفز وجل الذاكرة..
وعاد يفك (عقال) الجوارح الصماء..؟
وحده يتقن (مفاتيح) الكلام..
وحده ينثر قطوف (الدهشة) عندما نتهيأ للاستماع..؟
(المذيع القديم) الذي (رسم) بهاء طلعته في حدقات الناس..
عاد ليمنحني طلاقة (الركض) في حدائق من محار..؟
(المذيع القديم) كما آتاني (صوته) مسجى بذات التفاصيل الصدّاحة..
.. كأنه نبض مرايا شفّها الماء..
فانتصبت (أشعة) من ضياء.. همست على (لمعانها) المصابيح..
ليوقد (صوته) فيّ.. قوافٍ من دفءٍ حميم..
. فأشرعُ للتداعي أطيافاً من هديل وشجن..!
(ماجد الشبل)- الذي دوّن على صفحة مشهدنا الإعلامي
المفردات (الأُولى) والأرقى.. لثقافة (الإلقاء).. وسيماء الالتزام..؟-
.. بدى ذلك (المساء).. كطفل غارق في الحكايا والضحكات..!
و(ماجد الشبل) الذي غاب عنّا (صوته).. فعرفنا بغيابه قيمة المذيع المحترم..
في غابة الأصوات (النيئة).. والنبرات النشاز..!
.. لم يكن مذيعاً فقط..؟؟
بل كان يربي في جوارحنا.. (ذائقة) لم تلوكها الصور الممحلة.. والقراءات المتثائبة.. والوجوه اليباب.. والسِحن المائعة والجافة كيباس..؟
وبما أننا ألفنا ختم (كلامنا) بالتمني.....؟
... (فلن أتمنى).. على من تولى مسؤولية (إعلامنا وثقافتنا)
- وهو الكفء القدير -..
أن (يُنظم) احتفالاً متأخراً.. يليق بتاريخ (ماجد الشبل)..؟
بل أتمنى أن (يصوغ) للأجيال - بذلك الاحتفال -.. درساً يمنحها فضيلة احترام الأفذاذ.. من الرجال.. (الرجال)...؟!
(رجال) ربما لن يتكررون... .. ولم يكن (المساء) هو المساء................؟


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved