الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th November,2003 العدد : 37

الأثنين 22 ,رمضان 1424

«أواني الورد» نص تخاطبي الدلالة
محمد المنصور الشقحاء*
الاستاذ احمد الدويحي قاص وروائي قدم للساحة الادبية اعمالاً ادبية ارتبطت بسياقنا المعرفي يتوقد حماسا ويسعى جاهدا ان يبسط لنا مشروعه الفكري من خلال دلالات تعي منجزنا الادبي يتلمسها المتابع في ثنايا ما صدر له حتى الآن ومن خلال ما يكتب عبر زواياه في الملاحق الادبية وصفحات الثقافية.
والمتوقف عند صوت الاديب احمد الدويحي المجاهر بحرصه على ان يكرس قلمه لمشرعه الفكري يقف حائراً امام علامات الاستفهام المبثوثة فيما يكتب وبالتالي اقف عند علامات الاستفهام من خلال هذه السطور وان حددت رواية «اواني الورد» التي ما ان اكملت قراءتها وهي الصادرة عام «2001م» حتى عدت الى «ريحانة» الصادرة عام «1991» حتى ارافق شخصيات «اواني الورد» في غربتهم من خلال ارتباطهم بما يحدث في النص من حركة اراد لها الاستاذ الدويحي ان تكون عبر اجزاء بعناوين لافتة الجزء الاول (يوميات العزلة) والجزء الثاني (ارتحالات الروح والجسد) والجزء الثالث (حرب الثمائل) وقد وقفت عند الثمائل كمفردة حتى اصل الى المعنى الذي استخلصه الدويحي فعدت الى المعجم حتى وصلت الى معنى يقارب الهدف (مابقي في الاناء او الحوض من ماء وغيره) وان كان في السياق يرمز الى الشاهد الذي يدل على البقاء والمعرفة اذ ان المروي عنه ما يلبث ان يتحول الى راو يروي حكايته بنفسه اذ نجد الشخصية الرئيسة تقول: (في لحظات هزيمتي البائنة، في الكلام اثور، وربما استخدم سلاحي المعرفي والكلامي، في التنفيس عن نفسي والآخرين، ولا تخلو حالتي احيانا، من السخرية فتصبح الوجه الآخر لهم) ص 253.
واذا رجعنا لما كتبه الاستاذ احمد الدويحي تحت عنوان «الكبار» في زاويته بملحق جريدة البلاد روافد يوم الاربعاء 10/3/1423هـ نشعر بالصدمة اذ يتناول بالتلميح والاشارة اسماء شاركته الركض في حلبة المساحة الادبية موهما القارئ انه يريد قول شيء له دلالة.
واجده من خلال تصاعد الفعل داخل رواية (اواني الورد) يقول: صاحبي لص مرتش في النهار، يبيع ويسرق من تموين القصور والعسكر، يزور الفواتير ويقبض من التجار، وفي الليل يجيد حرق البخور ككلب وفي) ص 77.
هذه الشخصية برغم هذا الوصف نجدها متنامية داخل النص من خلال الصداقة التي تربط الراوي بالشخصيات الاساسية في النص الذي اراه هنا في اواني الورد تسجيلاً لمرحلة اخرى في الدلالة التي ارادها المؤلف كمرحلة متقدمة عبر المدينة جاءت في رواية «ريحانة» من خلال القرية كشاهد وتلميح احداهن (العرض.. ولد الارض.. ريحانة شقيقتك يا هلال)، كما نجد اصدقاء هلال في ريحانة هم ذات الاصدقاء في اواني الورد وان نزح المكان من زمن الطفولة والشباب الى عمر زمني يعبق بمكان ارحب «كان جرحي مازال طرياً وكان فضاء المدينة متسعاً وجديداً ومضيئاً ظننت اني لن اصل، الى حيث ضربت موعداً وقطعت وعدا) ص 260.
تداعيات الاحداث في ذهن سيف الذي اعتاد تنفيذ اوامر والده، تدفعه الى الهرب مع ناديه الى شقة في الدور الثالث لارتباط الرقم بعدد الاصدقاء ستة وعشرين عاما، قضيتها في المدينة الواجفة، في قلب الصحراء عشت في احيائها الفقيرة المعدمة عازبا، اخالط صعاليكها ومجانينها وفنانيها تذوقت الفاقة والعوز، تلذذت بالنقيض ص 38.
ولانجد النقيض حتى نقف على السطر الاخير من الرواية الذي نجد فيه فراشات الضوء والمسميات والسمات تسبح بحثا عن التطهر. يقول الاديب نجيب محفوظ: (كل الشخصيات التي خلقتها تحتوي على قدر من الشر لكن هذا يرتبط بالظروف التي تحيط بها، وليس بها في حد ذاتها، لم ابتكر ابداً شخصية بهدف جعل القارئ يمقتها، انا فقط افهم في حدود حقيقتهم في واقعهم القاسي كشخصيات روائية).
والراصد لحركة الشخصيات في رواية (اواني الورد) رغم ثورتها تفقد الملامح نراها سالبة ثرثارة وبدون دلالة ترسم الهدف الذي نتوخاه ونحن نتابع ضجيجها في المكان الذي احتلته في سياق النص.
يقول حنا مينه (الكاتب لايكتب لنفسه، والفنان لايبدع لذاته، هذه حقيقة لاتقبل المكابرة).
ويقول الاستاذ حسن حجاب الحازمي (قد يدفع الكاتب ببطله الى المبالغة في تصويره بصورة حسنة تحت تأثير احساس خاطئ بأن المبالغة في تحسينه هي التي ستجعل القارئ يتعاطف مع بطله، ويعجب به كما ان عدم اعجاب الكاتب ببطله واحتقاره له قد يدفعه ايضا الى المبالغة في تصويره بصورة سيئة لكي يزيد نفور القارئ منه).
واذا وصفنا هذه الجزئية عند الحازمي على السياق السردي في بناء شخصيات رواية اواني الورد نجد الاديب احمد الدويحي وهو يتعاطف مع شخصيات الرواية يبالغ حتى يصل الى الثرثرة التي معها يضيع المشهد ونفقد الدلالة ويفجر فينا بعبثية متناهية قمم التطلع لما خلف الهاوية التي جرنا اليها ونحن نجتاز السطور معصوبي العينين حتى نكتشف اندساس السارد في المؤلف الى درجة عسر التمييز بينهما تمييزاً الا لدى الحذاق.
وتقنيات النص الذي بين يدينا تصل بنا الى المغايرة التي معها نكتشف عدم الانتماء الذي معه نفقد الترابط الدلالي بين اجزاء الرواية وان كان الرقم الذي اختصه المؤلف الدويحي في المشاهد يحمل عنا عبء التصاعد الحكائي التخاطبي مستفيداً من توزيع الوحدات الكلامية.
ومع ذلك اجد في بناء النص تجربة واعية في تشكيل الرواية كجنس ادبي تلبس بالسيرة الوصفية يتفق مع المعايير السائدة رغم عمليات الطمس والتمويه التي اخذنا اليها الاستاذ احمد الدويحي حتى نقف على شفا الهاوية واذا كانت اواني الورد بهذا الازدحام من الثرثرة فقد استطاع الصديق الدويحي ان يدفعنا الى الوقوف معه من خلال نص مختلف نختلف على تقديمه.


رواية اواني الورد
صدرت عام 2001
262 صفحة
منشورات دار علاء الدين
* ص.ب 764 الرياض 11313

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved