الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 17th November,2003 العدد : 37

الأثنين 22 ,رمضان 1424

أخطاء لافتة في «قراءة البواردي»!!
عبدالله بن سالم الحميد

يبهجنا الشاعر الأستاذ سعد البواردي بقراءاته الانطياعية التأملية في الفكر والشعر عبر صفحته المعنونة ب«استراحة في صومعة الفكر» وكان ضمن الإصدارات التي تناولها مجموعتي الشعرية الصادرة بعنوان «صوت الحجارة، وأصداء الصهيل» منذ أكثر من شهرين، وأخيراً في 17/8/1424ه تناول مجموعتي الشعرية الصادرة بعنوان «السفر في ذاكرة الوطن» وقد لحظت في هذه المقالة «القراءة» مجموعة من الأخطاء التي لا أعتقد أنها كلها طباعية، وإنما فيها ما هو «كتابي» منذ البداية: العنوان «السفر في ذاكرة الزمن» والصحيح «الوطن» ومما يؤيد أن الخطأ كتابي هو ما نص عليه الناقد في استهلال قراءته حيث يقول: «أما الزمن وذاكرته فمغامرة أشدُّ مراساً» وتكرر إيراده للزمن ثلاث مرات أخرى، وكان أول خطأ ورد في أول سطر من المقالة حيث قال: «ذاكرة الواحد منها» والصحيح «منّا» ولأن كثرة الأخطاء تفسد متعة المقالة، وتربك القارئ فقد أصررت على التنبيه والتعقيب للإيضاح، لاسيما أن هذه الأخطاء لافتة للنظر، جديرة بالحصر والتصحيح، منها في «السطر 36» ليتك والصواب «ليت أنك» وفي «السطر 42» الطموس، والصواب «الطعوس جمع طعس» وفي آخر العمود الأول «تقديرية» والصواب «تقريرية»، وهنالك عبارة الشفى» أوردها الأستاذ سعد البواردي في سياق حديثه عن القصيدة التي تتناول ربوع أبها، والسُّودة وتنومة، وربما قصد الناقد ب«حضن الشفى» منطقة «الشفا». بالطائف فيكون الخطأ هنا إملائياً، ولا أعلم إذا كان الناقد يقصد غير هذا؟! وفي تناول قصيدة «أربعون» وقع نقص «ثمّ» من بيت «أربعون» ثم ماذا بعد سن الأربعين؟!» وخطّي وصوابها «حظّي» بالظاء.
أما في قصيدة «لمياء» فقد سقطت عبارة «طفلة» من الشطر الأول: طفلة.. أم وردة هذي البُنيّةْ» وقد وقع خطأ يمكن أن يكون طباعياً في عنوان قصيدة «سرابٌ.. فراغٌ.. رحيل» والصواب «فراغ» بدلاً من «فراخ» وكذلك في الشطر الذي يقول: ظلٌّ على قلبي بحذف الألف التي تسبق حرف الجر، وكذلك حذفها من الجراح في شطرٍ آخر من القصيدة نفسها في «لبنانٌ صوتُ الجُرْح» وكذلك حذف الألف من مطلع قصيدة «مرايا الحب» «تهيّجُك» دون ألف قبل فعل «المضارع» لأنّ الألف تحيل الفعل إلى استفهام وتخلّ الوزن!!
وفي عبارة «ثجا» بالثاء بدلاً من الشين في الشطر الأول للبيت الثاني من القصيدة نفسها، وفي البيت الأول من قصيدة «النزوح» صحة الشطر الأول:
صديقَ العمر: آنَ لي النزوح.. بمدة على الألف وفي الشطر الثاني: وأرقني التلوّن والجموح بهمزة على الألف تضبطان الوزن والمعنى.
وتطاردني الأخطاء في عناوين القصائد: عاشق العلْياء بالهمزة، و«تحت شجرة الوداع بالعين وليست بالحاء.
وخطأ آخر في مطلع قصيدة «خيال سلمى» الصواب هو: خيالٌ، وخيْل.. و«ليس تكرار خيال.
وليلٌ حزينٌ طويل.. إلخ
وفي قصيدة «أفولُ زنبقة» تجيبني بدلاً «تجيني» وأختتم ملاحظاتي بتصويب خطأين طباعيين هما: «شظايا» بدلاً من «شيظايا» و«ظلال» بدلا من «خلال».
أما الملاحظات النقدية لأستاذي سعد البواردي فأجيب عليها بالآتي:
أولاً: في شطر «أحنُّ حنين الحزين إليك» يقترح تغيير عبارة «الحزين» بكلمة «المشوق» أو «الحبيب» تجاه الوطن، والشاعر هنا يتحدث عن مشاعره في الغربة وهو يعاني الحزن، حزن الغربة، والحزن أقرب وأعمق من الشوق والحب لاسيما في ظرف الغربة، أليس كذلك؟!
ثانياً: «متفلتٌ كلمة جافة في ميزان الشعر» ويقترح أستاذي استبدالها بأخرى «متنقّل» وأعتقد أن الأنسب البعد عن العبارات السائدة، التي تعطي بُعداً أكثر للحرية المتفلتة من القيود، فالشاعر طيرٌ يعشق الانفلات بالإضافة إلى التنقل الأرحب.
ثالثاً: وفي تساؤل الناقد عن تصيدي الخيال في تناوله لعنوان «قصيدة: خيال سلمى» وأودُّ أن أوضح هنا أنّ المقصود هو طيف سلمى الحقيقي، وليس في هذا خيال، ولست أدري لماذا ينتقد أستاذي الخيال والركون إلى الأصل برغم أنّ الخيال والتخيل في الشعر أجمل وأروع من الارتكان إلى المباشرة والتقريرية، وليس تشبثاً بالظل كما يعتقد أو يظن.
رابعاً: قول الناقد: تعليقاً على قولي:
وأمي الحنون..
تئنُّ من أنينها..
وتسكنُ الذهول!!
«الذهول على حدّ علمي هو الذي يسكن ولا يُسكن، حسناً لو جاء الشطر على النحو التالي «يسكنها الذهول» وأودُّ أن أجيب هنا بأنّ في البلاغة: التشبيه المقلوب وسحر البيان يظهر في التحديث، والخروج من النمط والرتابة إلى ما تتسع له لغة التعبير، ولا تنس يا أستاذي أن للشاعر حق التفنن في التعبير ومحاولة التخلص من الذاكرة الشعرية في حالة النشوة «الشعرية، بين الوعي واللاوعي ليلامس هواجس المتذوق العاشق للتجليات الإبداعية، والأستاذ سعد البواردي صاحب تجربة شعرية لا تخفى عليه هواجس الشعراء، وعشقهم للغواية اللغوية واللفظية حتى في ذروة التعبير الشعري عن تلك المعاناة والهواجس.
وفي الختام أقدّر لأستاذي عنايته واهتمامه برصد الإصدارات وتناولها في الوقت الذي نلحظ فيه بعض الصفحات الثقافية تضنُّ على المعتبرين بنشر خبر من أعمالهم دون مبرر مقنع في احتضان الرأي الآخر والأعمال التي ينبغي أن تتاح للقارئ أن تطلع عليها من خلل هذه النافذة الإعلامية التي تضيءُ وتسهم في الوعي والمتابعة الثقافية، و الله الهادي إلى سواء السبيل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved