أتحفينا بالزينبيات إنّا |
في اشتياق إلى سماع الجديد |
ليس طبع الهزار أن يؤثر الصم |
ت ويبقى وقتاً بلا تغريد |
فاسكبي اللحن فالمشاعر تاقت |
لسماع فأبدئي وأعيدي |
إن ما قد نشرته يبهج النف |
س كثيرا فهل لنا من مزيد؟ |
شعر حواء ذو مذاق وإني |
بكثير منه لجد سعيد |
فيه ذوق ورقة وسمو |
وانتقاء لكل معنى فريد |
وترانا نصغي بكل اهتمام |
للذي قيل منذ عهد بعيد |
أبدعته بنت المستكفي وكانت |
سبقتها الخنساء بنت الشريد |
وتوالى الإبداع جيلا فجيلا |
كل جيل يمدنا بالعديد |
ليس وقفا على الرجال القوافي |
فكثير للشعر غير مجيد |
ثم جاءت قصيدة النثر لما |
ظهر العجز عن بناء القصيد |
دبجوها وروجوها وقالوا |
إنها نقلة إلى التجديد |
لا تعيروا ما يدعون اهتماما |
فهو قول والله غير سديد |
أهملوا الوزن والقوافي زعما |
أن هذا ضرب من التقييد |
ولهذا نرى المطابع غصت |
بالكثير الكثير غير المفيد |
إنما الشعر نغمة وقواف |
ومعان تزدان بالتوليد |
وخيال مجنح لا تمل ال |
نفس منه بكثرة الترديد |
إن يكن غير ذا فليس بشعر |
لا يماري في الحق غير عنيد |
سمه أيما تشاء من النثر |
بلا مانع ولا تحديد |
أقسم الشعر أنه ليس منه |
وغياب الأوزان خير شهيد |
يا امرأ القيس لو تطل علينا |
وتوافي بطرفة ولبيد |
لتروا معشرا يريدون قرض ال |
شعر لكنهم بدون رصيد |
قوضوا ركنه المكين وقالوا |
ما به حاجة لركن شديد |
أتراكم ترضون ما أحدث القو |
م وما كرروه من تمجيد |
أم تعيدونهم إلى مسلك الحق |
وتهدونهم بدون وعيد |
فأجابوا بأنهم غير راضي |
ن ولا يكتفون بالتنديد |
وسيأتونهم غدا بالهراوات |
فلا حاجة إلى التهديد |
أيها الناس من أراد حضورا |
فليشرف أمام مبنى البريد |
لنرى حلبة الصراع ومن يغ |
لب منهم يفوز بالتأييد |
واحذروا الاقتراب أن يضربوكم |
بعصى رأسها كرأس الوليد |