الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

ليلتي الأبهى
د. علي بن محمد الرباعي
أتمنى ألا يفاجأ من تابعوا طرحنا من أشهر عن الأندية الأدبية بما سأكتبه اليوم في ذات المكان عن ذات الموضوع، وإن بصياغة أخرى، أرى أنها من الضرورات التي تعيدنا إلى الحق بعد شطط القلم وتعميم الحكم، وحسبي أن باعثي الأقوى دائماً هو البحث عن الحقيقة دون تعنيت ولا تبكيت ولا تقديس لأفراد ولا مجموعة، ولا تهميش ولا إغفال لرائد أو مبدع، بصرف النظر عن رضا الآخرين أو سخطهم، وبمعزل عن التشبث بالقناعات القديمة التي غالباً ما تقتل الفكرة وتدمر الفكر، وكما يقول المعلوف: (حاول أن تكون كلماتك أكثر شفافية ولا تنسى أن شفافية الكلمات هي في غالب الأحيان أكثر خيانة من غيرها) وحين تلقيت دعوة الأستاذ الكريم محمد الحميد لزيارة نادي أبها الأدبي وحضور مسامرة أدبية بعد مغرب الاثنين 29111425هـ لم أتردد في قبولها شاكراً ومبكراً في المسير نحو جبال شاهقة يسكنها رجال لا يقلون شموخاً عنها، ولم أشغل نفسي بالتفكير في سبب الدعوة؟ أو ما قد يكون وراء الدعوة؟ ولأني ضعيف أمام سخاء الكبار تحركت بذلك الاتجاه وقلبي يسابق جسدي هبوطاً وصعوداً، وربما سأل البعض لماذا لم أكتب عن الزيارة في حينها؟ وللحق أني أجلت الكتابة شهرين حتى تنعتق مشاعري من أسر الحفاوة التي لقيت، وتتجاوز أحاسيسي ذاتيتها لأكتب بشيء من موضوعية، فقلمي كان ناقداً ناقماً على الأندية الأدبية إجمالاً ولعل لي عذري، وإن لام اللوم! وكم كنت أشعر وابني بجواري أن الطريق يطول والمسافة تتمدد والمركبة تتباطأ عمداً لتزيدني شوقاً إلى شوق، وتلهفاً إثر تلهف!! وعندما وصلت للمكان المعدل للإقامة وجدت حجزاً مسبقاً لي بالفندق وبعد وجبة الغداء وفرصة الراحة إلى ما بعد العصر، يأتي السائق وينقلني في الخامسة والنصف إلى هناك حيث المفاجأة الكبرى والدهشة العظمى التي تعقد اللسان عن البوح بمكنونه! كان الجميع يحتوي جسدي الضخم بتحنان من يعرفني من مئات السنين وكانت البشاشة سيدة الموقف وحسن التعبير سيد المنطق، هناك رأيت رأي العين ذوبان الفوارق واضمحلال فواصل الزمن بين كوكبة متجانسة تبدأ بشيخ يجاوز الثمانين كأستاذنا أحمد مطاعن متعه الله بالعافية وكهل على مشارف الخمسين كالصديق الدكتور صالح عون الغامدي وآخر وصل الأربعين كالدكتور عبدالله الحامد وشبان يافعين مشبعين بالأدب حساً ومعنى كأحمد التيهاني أو أحمد آل مريع، وكم سررت بجماعة الشعر التي تتجاوز العشرة أعضاء وكانت تشتغل على قراءة ديوان جديد وفي موضع آخر تناقش لجنة السرد مجموعة قصصية وفيهم المحب المحبوب إبراهيم شحبي وعصبة من ألمع الرجال ورجال ألمع، وبعد جولة في أروقة النادي الساحر بمكانه والآسر بإنسانه والملفت للنظر بترتيبه وحسن تنظيم أقسامه وصالاته، ومكتبته ومخطوطاته، وفي كل رمن أو زاوية صدى يردد على سمعي أن الصمت في رحابهم أولى من الكلام، الجميع هناك جسد واحد، موظفين ومتعاونين وعمالاً وأعضاء مجلس إدارة، والكل يتمتع بأرق وأرقى حس أدبي مهنة وسلوكاً، هناك أتقنت على يد الأستاذ الدكتور عبدالله أبو داهش معنى تواضع العظماء، وهناك وجدت نسخة من أبي رحمه الله تمثلت في شخص شيخ وقور له روح شاب، وعقل مفكر، ولسان فيلسوف، وشفقة أب، ذلك هو الشيخ محمد الحميد وكفى، وهناك علمني الدكتور عبدالله الحامد والأستاذان أحمد آل مريع وأحمد التيهاني أن الشقاء في عالم الحرف والإبداع مهما بلغ حجمه يهون في لحظة تجد نفسك فيها أمام أساتذة يحاولون إشعارك أنهم في رحابك طلاب لقد عطروا مسائي بليلة هي الأبهى وإن كان لي من إجراء أعتذر به عما جرى مني في الزمن الأول فلن يكون غير الصمت!! والصمت في حرم الجمال جمال.


Rabai4444@hotmail.com
fax:077270554

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved