ثقافتنا المصابة بمرض
|
سوف أبادر بالتداخل مع أخي الدكتور زهير محمد جميل كتبي عن (الحقائق التي لا يذكرها المثقف السعودي أبدا) الجزء الأول (المجلة الثقافية العدد 97 تاريخ 42 1426هـ الصفحة6 )، عرفت الدكتور كتبي باحثا ومهتما بالشخصيات المكية وكاتبا يناقش قضايا المجتمع بوعي للوصول إلى الحقيقة.
وهذه المبادرة أتمثل فيها ما نشاهده في البرامج الحوارية المنتشرة في التلفزيونات العربية، والمذيع يقاطع المتصل بأن المعلومة وصلت فهذا الجزء (12) من تعليق الدكتور زهير أجده يفي بالغرض.
وبدءاً أقول وهذا جاء في نقاش مجالس خاصة، إن الدكتور غازي القصيبي في ورقته التي قدمها للملتقى الأول للمثقفين السعوديين (فسر الماء بالماء) ولا ندري لم استثنى أعضاء لجنة إعداد برنامج الملتقى هذه الورقة من جلسات الحوار، لتكون محاضرة لجمهور من الباحثين عن حال ثقافي.
أشار الدكتور زهير لكتابه (الصحافة في بلادنا إلى أين) مع الأسف لم أقرأ الكتاب، وبالتالي أهملت متابعة ما نشر عنه لمعرفتي بفكر الدكتور زهير الأحادي الذي ينطلق من مزاجية قائمة على التباهي بوهم قول الحقيقة.
ولكن أحيي فيه مثابرته كمثقف منتج، يسعى إلى ثراء معرفي مبني على حس وطني أصيل، وقومي تقليدي لم تتضح خصوصيته حيث يكثر من النقل التي حتى الآن لم تتضح معها طرحه الخاص، التي تميزه عن الآخرين.
لب هذه المداخلة، نابع من تقسيمات جبران خليل جبران لنماذج المثقفين:
1 نبلاء
2 عملاء
3 شرفاء
والذي أعرفه أن المثقف الحقيقي، نبيل والنبل والشرف هنا صفة ولم تكن تصنيفا اجتماعيا، كما جاء في سياق خطاب جبران الترفي قبل أن ننحني له إجلالاً لما جاء في كتابه (المجنون) واقترب منه أكثر في كتابه الثاني (النبي).
فعلا (الثقافة أهم ألم يعاني منه المواطن)؛ لأن حوار المثقفين منفصل عن قضاياه، إذا استثنينا الخبر الصحفي ومشاكل الخدمات العامة، فقد اكتشف المواطن الباحث عن جماليات نص أدبي، أن النص يحمل هم مواطن في جزر واق الواق وأن الناقد الجديد وهو يتناول النص يستلهم معارف ملفات مزيفة عن جزيرة مسحورة.
وصل إلى لب الحقيقة الدكتور زهير، عندما قال عن أدب الدكتور غازي القصيبي (واستطاعت أعماله المختلفة، أن تقرأ بأكثر مما توقع القصيبي ذاته بحكم المناصب التي تقلدها) في هذه جانب من الحقيقة، التي معها نشعر أنه أيضا أي الدكتور القصيبي قدم للثقافة الوطنية خدمة جليلة وهو يتداخل مع النخبويين من العالم العربي في مقاهي لندن الثقافية.
وقضية الرقيب أعراف تتفاوت من مجتمع لآخر، وتراها الدول العربية القومية بالذات واجبا وطنيا، فكان لواء الطابور الخامس الأثير في قاموس المثقف العربي منذ نصف قرن.
وعوداً على بدء يتهمنا أخي الدكتور زهير جميل كتبي (إننا قوم ثقافة مصابة بأمراض عشرة) أعجبني منها مرض اللغوصة الفكرية، مع انه استعصى علي تحديد معالم هذه الحالة، وركز على (المكاشفة) و(المواجهة) و(المصارحة).
ونسف تاريخا طويلا من لحظات البناء ليقف بنرجسية عند كتابه (الصحافة في بلادنا إلى أين) الذي جاء حتى يمرر مواجهته لأمر خاص، كما قيل حينها ولنا في كتابته عن كتاب الدكتور فايز بدر نموذج حي لذاتية المثقف التي يحاول إنكارها في الآخرين.
بكل ما في الجعبة من ملاحظات، على مطالب ساحتنا الثقافية والأداء الحكومي مع وجود أنظمة تحدد المهام وترسم الواجبات، جاء تعاطينا معها كأفراد بدعوى الخوف انتكاسا لخطوات أخرى ونكتشف أن مصدر الخوف جاء من تقولات مجتمعات أخرى، تعايشا مع فكر أفراد شاذ تعايشهم السلمي مع مجتمعاتهم حد من جشعهم في وهم الوصاية فانقلبوا عليه، وهنا تقيدت خطوات التنوير بدعوى حاجات المرحلة، فهاجر نشر الكتاب إلى خارج الحدود ونما دور الرقيب الذي تغافل عن المواطنة، ليطبق النظام فصنف كتابنا المطبوع في الخارج بالوافد وعليه أن يمشي خطوات الرقابة خطوة خطوة ليصل إلى القارئ.
جميل شعور الدكتور زهير محمد جميل كتبي بأنه قدم المميز وقال ما يجب أن نتكاتف لقوله فله التحية مزجاة.
محمد المنصور الشقحاء
M7med2000@yahoo.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|