قصة قصيرة نفث غباره وغاب! سلوى أبو مدين
|
وحيداً مثل كرسي خاوٍ تحت غيمة دخانها من جسده، طوى بقاياه في حقيبة سفر، اختبأ فيها وغاب.!
لم يترك ذكرى في رحيله مثل غروب شمس، أفل اختبأ وسط الضجيج، عانقت عيناه فراغ الصمت.
وتر ما يعزف على قلبه المتعب، أتعبته الشقة، هكذا تمضي روحه تعبر النوافذ، مثل غيمة حجبت شعاع الشمس بصباح غير مشرق.
تلك هي الروح التي جلست على المساءات الغائبة.
من عينيه القانيتين كان يبصر العالم بين حواسه كتاباً فارغاً لا تُقرأ حروفه.. نزيف يمطر داخل زجاج نفسه المتكسِّر! مثل مصباح عاجز خبأ ضوؤه.
غربة تحمل أبواباً سرية، ثم دهاليز تفتح
ينفث دخانه والسفر يطوي مدينته وأوراقه، وأزقة ألفتها روحه!
في صباح شتوي مر على ألمه مثل الغريب!
غربة الروح، ينفث الماضي مثل دخانه المتصاعد!
لا يذكر شيئاً سوى أنه عصفور مهاجر!
يبحث عن مأوى له.
مقعده خاوٍ يحدق في غبار الزمن.
جسده المتلاشي أشبه بجزيرة بلا أفق.
أرض جرداء، غيمة مسافرة!
وجوه أطفال، عقد ياسمين، حبات مطر منهمر
طفولة على أعتاب الوجع
وجع طاعن في السن يقترب
هروب
مفردات استلقت فوق الشفاه
فجر سرق من الليل نجومه
أزف زمن الهروب
ضاقت الطرقات به
حقيبته تبوح بجرح قديم
مسافر بلا هوية
سياج من التعب
يتكئ فوق قلعة الأرق
ثمة حاضر مضى
وموجة تغزل من الغيم
مطراً
لم يترك خلف الحلم
سوى جرح مشتعل
ودخان طويل مسافر!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|