الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th April,2005 العدد : 102

الأثنين 9 ,ربيع الاول 1426

من الحقيبة التشكيلية
بعد توقف الرئاسة عن برامجها متى يعود التشكيل إلى سابق عهده ونشاطه؟
محمد المنيف

حقيبتنا لهذا الأسبوع تحمل الكثير من المواضيع والقضايا سنقدمها تباعاً، ومنها ما يتعلق بالجديد في الساحة التشكيلية أو ما نجد فيه خدمة للفن وللفنانين. ونبدأ مشوارنا بجديد ساحة الرياض التشكيلية؛ حيث أقيم خلال الأسبوع الماضي عدد من المعارض، منها معرض لأربع فنانات تشكيليات أقيم في قاعتين من قاعات كلية التربية الفنية التابعة لجامعة الملك سعود والواقعة في شارع الفرزدق، شارك فيه أربع فنانات من منسوبات كلية التربية قسم التربية الفنية للبنات، ومعرض في جاليري عهود بالخزامي للفنان العراقي خالد، كما يتم افتتاح معرض للفنان حسين المحسن في قاعة شدا يأتي بعد إعداد هذه المادة سوف يكون لنا معه وقفة في الحقيبة القادمة لأهمية مستواه وتجربته المتميزة.
***
رسالة إلى
وزارة الثقافة والإعلام
قبل أن نستعرض تلك المعارض لدينا إشارة نوجهها للإخوة المعنيين بالفن التشكيلي بوزارة الثقافة والإعلام التي تقوم حالياً بجهود مكثفة في إعداد الهيكل النهائي لمهمتها الثقافية، ومنها الفنون التشكيلية، متمنين أن يجد الفن التشكيلي ما يؤمل فيه الفنانون من دعم نجزم أنه في مقدمة اهتمامات الوزارة كما جاء في كلمة الدكتور عبد الله الجاسر وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية المشرف على الثقافة عند افتتاحه معرض فناني المدينة المنورة ضمنها رسالة نقلها عن معالي وزير الثقافة والإعلام مؤكداً فيها سعي الوزارة للأخذ بالفن التشكيلي إلى مصاف الفنون العالمية. تلك الإشارة التي نعنيها يؤمل فيها التشكيليون إعادة النشاط التشكيلي للساحة حالياً والذي تفتقده بعد توقف الرئاسة العامة عن تنفيذه، مما أحدث شللاً في جسدها وتراجعاً في مستوى العطاء وتوقُّفاً في حركة المنافسة والتوهج الذي كانت عليه المعارض التشكيلية بعد أن كان الفن التشكيلي منافساً نشطاً لمختلف العطاءات الثقافية عبر العديد من المعارض المحلية والدولية التي تقام للفنانين السعوديين أو معارض مستضافة لفنانين عرب وعالميين.
الفنانون لا كرت لهم
أما المطلب الآخر مع أنه جزء من المطالب الكثيرة التي تحتاجها الساحة التشكيلية ونتمنى تحقيقها في سياق ما تعد له الوزارة من برامج وخطط للأخذ بالفن التشكيلي إلى المكانة اللائقة به، هو في منح الفنانين بطاقات تثبت انتماءهم للوزارة، مع الإشارة إلى تخصصهم التشكيلي، فهذا الأمر لم يكن معروفاً من قبل ولم يكن للفنان التشكيلي ما يشير إلى الجهة التي يتعامل معها أو يرتبط بها مع ما تحمله تلك البطاقة أو التعريف من حقوق يمكن القيام بها من قِبل الجهة المعنية به، منها على سبيل المثال تسهيل سبل السفر والسكن بتخفيض قيمة التكاليف في حال إقامة أي فنان معرضاً خارج نطاق مدينته أو على المستوى الدولي، إضافة إلى أن البطاقة جسر بين الفنان وبين الآخرين لإثبات تخصصه وتأكيد الاعتراف به من قِبل الجهة المعنية بنشاطه مع ما يتحمله الفنان من مسؤولية تجاه الجهة التي ينتمي إليها رسمياً. هذا المطلب والرغبة المفقودة سابقاً وغيرها أجزم بسهولة تنفيذها أسوة بما يجده التشكيليون في مختلف الدول المحيطة بنا، ومنها وجود جمعيات ونقابات تشكيلية لا يخالطها أي نشاط يتسبب في تشتت أداء منسوبيها أو يقتطع مما خُصِّص لها من ميزانية. إن ما تطرقنا له يمثل رغباتٍ وآمالاً وأحلاماً كبيرة يبحث التشكيليون عن تحقيقها أو تحقيق بعضها مع قناعة الجميع بأن القادم أجمل، وأن الثمار التشكيلية قد أينعت وأصبح قطاف الناضج منها في متناول الأيدي الملمة بأبعاد هذا الجزء والعضو الفاعل في جسد الثقافة.
جولة المعارض
نعود لحقيبتنا لنتعرف فيها على معرض الفنانات الأربع حنان الأحمد ونداء الجلال ونورة النهاري وهدى الرويس، مع أن الأخيرتين لم نتمكن دخول القاعة التي تحوي أعمالهن نتيجة وجودها مقفلةً وقت زيارتنا للمعرض، مع معرفتنا ببعض تجاربهن السابقة، خصوصاً ما تطرقت له الفنانة نورة النهاري من تجربة في الاستفادة من الخلايا الدقيقة وتكوينها لاستلهام جمالياتها في الأعمال الفنية، وهو موضوع رسالتها في الماجستير إن لم تخُني الذاكرة. أما الفنانة هدى الرويس فلها كثير من الحضور والمشاركات، كان آخرها مشاركتها في معرض الجنادرية لهذا العام بأعمال تستحق الإشادة.
أما الفنانة حنان الأحمدي بكالوريوس تربية فنية محاضرة بكلية التربية الفنية وتعمل على إكمال رسالة الدكتوراه فلها مشاركات في عدد من المعارض الرسمية، وهي حاصلة على عدد من شهادات التقدير، الأعمال المعروضة لحنان الأحمد منها ما شاهدناه سابقاً ومنها الجديد، ظهرت غالبية الأعمال نقلاً عن صور قامت بتصويرها الفنانة مع ما استعانت به من صور لغيرها من المصورين دون الإشارة إلى المصادر؛ حيث ظهر أحد الأعمال مشابهاً لعمل آخر لإحدى الدارسات في القسم.
هذا الأمر رغم أهميته إلا أنه لا يقلل من تمكُّن حنان الأحمدي من إبداعها وقدرتها على التعامل مع الشكل العام للوحة وقربها من تكوين شخصيتها الفنية، خصوصاً الأعمال الأخيرة ذات الشفافية والإيقاع اللوني المرهف القريب من تقنيات الألوان المائية، مع الإشارة إلى أن هناك عدم تركيز على تشكيل الفكرة أو المضمون؛ حيث برز تشابه في بعض أعمالها مع أعمال أخرى لفنانين آخرين، خصوصاً توظيف العنصر الزخرفي الشعبي.
أما المشارِكة الثانية نداء الجلال بكالوريوس تربية فنية محاضرة في قسم التربية الفنية بكلية التربية الفنية وأنهت تمهيدي الدكتوراه فقدمت في المعرض مجموعة من الأعمال أقل عدداً من زميلتها، وبرز في أعمالها تركيز على تقنيات الحفر (الجرافيك) ومعالجات ببرامج الكمبيوتر في تشكيل العمل، وتنوعت فيها المواضيع والعناصر مع تركيز على البيئة والمشهد الواقعي.
المعرض أو الأعمال التي قدمتها حنان ونداء يكشف جانباً مهماً لا زال غالبية الفنانات والفنانين مأسورين فيه أو مقيدين به، وهو عدم القدرة على تجاوز النمطية في الأداء، وعدم الجرأة في البحث عن نوافذ جديدة تحمل في طياتها المختزل البيئي بمختلف عناصره وأسلوب معالجته فنياً بشكل معاصر على اللوحة، إضافة إلى تبعية التقنيات بإضافة ملامس أو سطوح أو خامات قد تسيء للعمل أكثر مما تخدمه في حال عدم توظيفه بالشكل الصحيح، خصوصاً أن الفنانتين لديهن الفرصة الكبيرة لتجاوز هذا المنعطف.
معرض خالد ثامر
في جاليري عهود
قبل الحديث عن أعمال الفنان خالد ثامر يمكن لنا أن نتحدث عن جاليري عهود النجراني إحدى السيدات الممتلكات الحس والذوق الرفيع والقدرة على التعامل مع الأعمال الفنية بجدارة، فأصبحت من الخبيرات في هذا المجال بعد فترة طويلة قضتها في زيارات للمتاحف العالمية مع ما تمتلكه من عين ثاقبة في اختيار الأعمال، فكانت القاعة التي تمتلكها وتديرها من القاعات المتميزة والموثوق بها في مجال الفنون التشكيلية ولمختلف المدارس والأساليب، إضافة إلى اقتنائها وعرضها لأعمال حديثة في مختلف فترات العرض، مع ما يستجد من أسماء تعلن عن وجودها من الفنانين العرب أصحاب الاتجاهات المتميزة والمتفردة، ومنها معرض أُقيم الأسبوع الماضي للفنان العراقي خالد ثامر خريج أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وأقام خمسة معارض شخصية، كان الأول منها في بغداد 1993م، وثلاثة في عمّان في الأردن، وواحد في الرياض 1999م.
حضر حفل الافتتاح عدد من الفنانين وجمع من المتذوقين للفنون التشكيلية، كان من بين الحضور الفنانون خالد العويس وعبد الرحمن العجلان ومحمد العمير والفنان السوري أحمد دبا.
الفنان خالد ثامر بمسيرته هذه أصبح من أصحاب التواصل الإبداعي على المستوى العربي مع اقترابٍ نحو العالمية من خلال تجاربه المعاصرة واستلهامه اللماح في توظيف الشكل الشرقي بأسلوب حديث عبر معالجة لونية تمازجت مع بقية عناصر اللوحة بين الفراغ والكتلة في حيز مفعم بروح ورائحة الأرض وتحمل أبعاداً نفسية فلسفية التحليل تفسر بعداً جمالياً لا ينفصل عن الوجدان بكل المتناقضات بين السعادة أو عكسها لكل ما يثير أو يستثير النفس البشرية لدفعها لإظهار ما تخفيه في حالة العودة لمختزل العقل الباطني، لهذا فنحن نرى في أعمال الفنان خالد تركيزه واهتمامه بروح الفكرة ملامساً بذلك أعماق المشاعر موجداً جسراً من القيم والمقومات الجمالية محدثاً بها نقلة وتطوراً في الطرح وتأكيداً على صلة وعلاقة الجمال بالصدق بدقة وأمانة، معتبراً العمل الفني سلوكاً اجتماعياً يحتاج إلى التطوير والتجميل.
المعرض يضم كما جاء في التقرير الإخباري من جاليري عهود مجموعة من الأعمال تمثل تجربة فنية جديدة للفنان بأسلوب تجريدي يجمع بين السمات الهندسية والتعبيرية، مع التأكيد على التوازن بين الأشكال والألوان المستلهمة من ألوان أحجار باطن الأرض.
وفي هذا الصدد يضيف التقرير قول الفنان خالد: إنه درس أحجار باطن الأرض وعشق سحر ألوانها الفاتنة وحاول نقل هذا الهيام بعمق على سطح اللوحة.
وفي وصف عام لهذه التجربة يواصل خالد قائلاً: إنه حاول في أعماله أن يعالج مشكلة جمالية بالتعامل مع ما يخدم شكل اللوحة بدلاً من تصوير التقاليد. وقد استلهم بعض أفكاره من المشاهد السومرية والبابلية القديمة في محاولة للتغلب على معضلة التصوير التقليدي. ولعمل ذلك اعتمد كما يقول على التقنية الفنية مقرونة بعمليات متنوعة بين رسوم ونقوش الرمل البارزة، موظفاً العلاقات المناسبة بينها.
وهناك تجارب محسوسة تعيد نفسها عبر التاريخ، ولهذا يعتقد الفنان خالد أن التراث يفترض ألا يتوقف عند عصر أو جيل معين، ولكن يمكن استصلاح التراث عن طريق الأجيال التالية التي يمكنها إعادة الحياة إليه من خلال إعادة التشكيل والتعديل المناسبين شكلاً ومضموناً لروح العصر الحديث.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved